السلام عليكم
هذا الدرس قصة
قال _صلى الله عليه وسلم _ : ( نزل نبي من الانبياء تحت شجرة فلدغته نمله ، فأمر بجهازه فأخرج ثم احرق قريت النمل فاوحى الله إليه : من اجل ان لدغتك نمله احرقت امة من الامم تسبح ، فهلا نملة واحده ) رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريره .
قال القرطبي _رحمه الله _ ظاهر هذا الحديث ان هذا النبي إنما عاتبه الله حين انتقم لنفسه بأهلاك جمع اذاه منه واحد وكان الأولى منه الصبر والصفح .
قال الامام النووي _عليه رحمة الله _ هذا الحديث محمول على انه كان جائزا في شرع ذلك النبي جواز قتل النمله وجواز التعذيب بالنار فانه لم يقع عليه العتب في اصل القتل ولا في الاحراق بل في الزياده على النمله الواحده واما في شرعنا فلا يجوز احراق الحيوانات بالنار الا في القصاص بشرطه وكذا لا يجوز قتل النمل لحديث ابن عباس _رضي الله عنهما _ في السنن ((ان النبي _صلى الله عليه وسلم _نهى عن قتل النمله والنحله )
قال الامام البغوي عليه رحمة الله : ( النمل الصغير الذي يقال له الذر يجوز قتله ).
قال الامام ابن حجرفي الفتح : يقال بأن لهذه القصه سببا وهو ان هذا النبي مر على قرية اهلكها الله _تعالى _ بذنوب اهلها فوقف متعجبا فقال : يارب قد كان فيهم صبيان ودواب ومن لم يقترف ذنبا ، ثم نزل تحت الشجره فجرت له هذه القصه ، فنبهه الله _ عز وجل _ على ان الجنس المؤذي يقتل وان لم يؤذ وتقتل أولاده وإن لم تبلغ الاذى فالحاصل انه لم يعاتب انكارا لما فعل بل جوابا له وإيضاحا لحكمة شمول الهلاك لجميع اهل تلك القريه ((أن صحت القصه )).
فضرب له المثل بذلك اي اذا اختلط من يستحق الإهلاك بغيره وتعين إهلاك الجميع طريقا إلى إهلاك المستحق جاز إهلاك الجميع .
معنى (جهازه) : متاعه ، ( قرية النمل ) : موضع اجتماعهن .
الروابط المفضلة