.. ..
:::الهمســـة الخامسة :::
/
/
رأيتها هناك فأخذت أتأمل حالها ..
أقبلت تسير بجانب خادمتها , تحادثها , تضاحكها ,لافرق بينهما !
وكأنها اختها أوابنتها .. عجباً لها !
ثم هاهي تلقي السلام على تلك المرأة المُسِنة وتقبِّل رأسها
أهي والدتها ؟ عجباً إنها لاتعرفها !
تسير بهدوء , وتتَصرف بكل أدب , ماألطفها لاتفارقُ البسمةُ محياها
تتحدث فلا كذب ولانميمة ولا وقوع في أعراض المسلمات .. ما أجمل حديثها
هكذا حالها أينما كانت ..
يساء لها فتبتسم وترد بالحسنى
توجه لها الكلمات الجارحة فتبتسم وتتبعها بدعوات صالحة !
وكأن لسان حالها يقول ( أعامل الناس بأخلاقي لا بأخلاقهم )
طهرت قلبها من الأحقاد فطوبى لها ..
تركت القيل والقال والمكر بالليل والنهار فأراحت نفسها واشغلت وقتها بطاعة ربها
وحافظت على حسناتها فلم تذهب هباء بفعل سئ ٍهنا أوهناك وغيبة ونميمة في هذا وذاك..
هنيئاً لها .. ذهبت بكل خير !
قال صلى الله عليه وسلم ( ذهب حسن الخلق بكل شئ )
/
فلماذا لانكون أنا وأنتِ تلك المرأة ؟؟
/
إن حسن الخلق صفة من صفات الأنبياء والصديقين بها تتكاثر الحسنات وتُنال الدرجات
وقد وصف الله سبحانه وتعالى نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بآية جمعت له محاسن الأخلاق
فقال : (وإنك لعلى خلق عظيم )
وتعالي معي ياغالية نتأمل الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسُنَ خُلقُها
قال عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) رواه الترمذي ,صحيح
وقال : ( ماشئٌ أثقل في الميزان من حسن الخلق ) رواه ابو داود , صحيح
وقال : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون , ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) رواه الترمذي , صحيح
وسُئل عن البر فقال ( البر حسن الخلق ) رواه مسلم
وسُئل عن أكثر مايدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي , صحيح
ومن أعظم مايُنال بحسن الخلق أمرٌ يتمناه كل مسلم ومسلمه وودوا لويحصلون عليه ولو بأغلى الأثمان !
قال عليه الصلاة والسلام : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) رواه الترمذي
فهنيئاً لمن حسُنَ خُلقها ولوكان حب النبي صلى الله عليه وسلم لها , وقربها منه يوم القيامة هو فقط ثوابها لكفاها !
فلنحرص على تعويد انفسنا التحلي بالصفات الحسنة وتجنب سيئها ولنجاهد النفس على ذلك .،
اللهّم كمَا حَسَّنتَ خَلقَنا فحسِّن بمنِّكَ أخْلاقنا .،
الروابط المفضلة