الشباب والغريزة
-4-

من الطرق التي يفتحها لك الشيطان طريق النظر الحرام : سواء النظر المباشر للنساء الغاديات والرائحات أو في صور المجلات أو في الأفلام أوغيرها بحيث أنه أصبح هذا والعياذ بالله دأب وديدن لكثير من الشباب يتمتعون بالنظر إلى الممثلات المغنيات الراقصات سواء في المجلات كما ذكرت أو في التلفاز أو في أفلام الفيديو أو غيرها بحيث أنهم يعتبرون هذا جزء من خلاص ما عاد فيه يعني يتكلمون فيها كما يتكلمون عن زملائهم بالعمل تخبر فلانه وشكلها كذا وهذا شكله كذا ..الخ بأمور معينة بعضهم قد يشبع هذا الجانب عن طريق التعلق الحرام يعني العشق أو الحب والفسق ممكن يكون أحياناً لإنثى لإمرأة وهذا يعني مع الأسف أصبح جزء من وهم وجزء من حقيقة فالحقيقة أن الإنسان كما قال تعالى " ولكنكم فتنتم أنفسكم " يفتن نفسه ينظر ويتأمل وكأن بوده أن يقع أسير هذا الأمر وأحياناً يكون وهم أن الإنسان يضحك على الآخرين فكم من إنسان منّى الفتاة بالأحلام المعسولة وضحك عليها وأعطاها الكلام وفي النهاية من أجل أن يبتز منها أنوثتها ثم يتركها تبكي وهو يذهب إلى غيرها وكثير ما يقع في مثل هذا الأمر وأحياناً قد يكون التعلق بإنسان آخر مثل الشاب بالشاب فيكون بيهم قوة ارتباط شدة تواصل في مجال النساء يسمونه إعجاب والشباب ما أعرف بالضبط قد يسمونه هكذا المهم له تعلق تجد هذا الشاب وقد رأيت بعض هؤلاء يعني عيونه ساهمه وتفكيره كذا يعني كأنه معك وهو في الواقع غير موجود معك لماذا ؟ لأنه مبتلى بالتعلق مع شخص معين لا يجلس إلا معه ولا يركب إلا معه ولا يستأنس إلا معه ولا يمزح إلا معه ولا يتحدث إلا معه وقد، أعطاه كل قلبه طبعاً هذا يعتبر شذوذ إذا وصل لهذا الحد يعتبر انحراف في الغريزة انحراف في العاطفة يمكن إنسان يحب آخر محبة معتدلة يقدره يحترمه يفرح برؤيته هذا طبيعي لكن لما يصل إلى هذا الحد أن يصبح الإنسان أسير للآخر لو غاب عنه شعر بقلبه يخفق ويرفرف حتى يلتقي به ولا يريد أن يفارقه وقد يكون هذا سبب وسبيل إلى الوقوع في الحرام من ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله أوغيرها من الأمور التي تسخط الله جلا وعلا وهذا أيضاً يوجد كثيراً خاصة بين الشباب الذين يكون أعمارهم متفاوته مثلاً كبير وصغير ويعني الإنسان عليه أن يكون منتبه؛لأن هذا خطر كبير حتى على مستقبلة في الحياة الزوجية مثلاً ؛ لأن الفطرة أو القلب الذي انتكس وانحرف وخالف الفطرة قد يكون من الصعب أن يعود أحياناً ولهذا الله سبحانه وتعالى بالنسبة لقوم لوط ثم أرسل عليهم حجارة من السماء وقتلهم بها وقلب عليهم ديارهم لماذا؟ لأنها الفطرة عندهم انتكست وانحرفت فما عادوا يصلحون للحياة لا بد أن يُصفى هؤلاء يخرجون من الحياة بهذه الطريقة العقوبة الاإ لهية ليأتي بعدهم جيل آخر يكون مستقيم معتدل . ينتبه الإنسان إلى مثل هذه الغرائز ومثل هذه التوجهات وما فيها من الخطر هذا الإشباع المحرم الذي يتمثل بالسفر مثلاً أو يتمثل بالنظر ومتابعة النساء في مجال الواقع أو في الأسواق أو في المجلات ،أو في الأفلام ، أو في غيرها أو يتمثل بالتعلق سواءاً كان تعلق بامرأة أو بشاب مثله وقد يؤدي إلى الوقوع بالفاحشة من زنا أو لواط أو غير ذلك من الموبقات عموماً هذا الإشباع المحرم لو تأملتم يا إخواني له آثار معينة شف ما هي هذه الآثار وأختصر ذلك من أهم الآثار:
زيادة اشتعال الشهوة : فالإنسان لما يريد الأمر هذا هو كأنه يريد أن يطفأ ناراً بقلبه وشهوة تتأجج لكن هل الواقع أن الشهوة تنطفئ بهذا ؟ قد تهدأ عشر دقائق نصف ساعة لكنها تزيد اشتعالاً فيما بعد ذلك ولهذا أسوأ آثاره أنه يزيد من اشتعال الإنسان يزيد من فوران الشهوة هو يفتح النفس والعياذ بالله يفتح النفس بصورة معينة على الشهوات حتى يكون الإنسان معذب بشكل دائم حتى يقول ابن الجوزي في بعض كتبه يقول:" هذا الإنسان الذي أصبح منفتحاً على الشهوات ذواقاً يأتي إلى هذا وإلى هذي وإلى هذي يقول هذا لو أتي له بنساء بغداد كلها ما كفينه " فيصبح عنده زيادة في شهوته واندفاع وتوقد يعذب ولهذا قال العلماء : من أحب شيء غير الله عذب به من أحب شيء غير الله عذب به فتجد الإنسان يعذب من حيث يظن أنه يبحث عن إشباع وتهدئة لغريزته فهو مثل الذي يشرب من البحر لا يزيده الشرب إلا عطشاً ما يروى بالعكس قد يشعر بالامتلاء لكن يشعر بأنه عطشان أنه كأنه ما شرب ما شفى نفسه ما شفى قلبه وهو في الواقع يتوقع أو يظن أنه يشبع بهذه الطريقة على النقيض من ذلك الإنسان الذي منع نفسه وجاهدها بعض المجاهدات هل تعتقد أنه خسر ؟
لا أول نقطة أ- أنه هذب نفسه وغريزته فأصبح في الطريق الصحيح .
ب- أن النهم هذا والجوع إلى المعصية التي عند الآخر غير موجودة عنده لأنه وقف نفسه عند حد معين ونهاها عن الهوى فانكفت وتوقفت وعرفت حدودها واستطاع الإنسان أن يتحكم في نفسه يحركها إذا فيه مجال للتحريك ويوقفها إذا فيه مجال للإقافة . هل تعتقد أنت يا أخي أن الشاب المستقيم الطاهر العفيف هل تحسب أن ما عنده شهوة ؟ بل بالعكس يمكن أشد منك لكنه نهى النفس عن الهوى وقاومها شعر بلذة الانتصار الآن الإنسان لو يعرض لي حالة فتنة افترض إنسان مثلاً جاءه موقف صعب كاد أن يقع فيه في الحرام ثم انتصر وجرد نفسه ونجا لما يذهب بعد ساعتين ماذا يقول ؟ يقول الحمد لله سبحان الله لو أنني وقعت في المعصية الآن المعصية لذتها ذهبت وراحت لكن بقي الإثم وبقيت الحسرة في قلبي وبقيت العواقب لكن لأني منعت نفسي الآن أشعر بالانتصار لذة النصر وهذه اللذة تجعله دائماً في موقف قوة وفي موقف استعلاء على النفس وصبر عليها .
2- أن الله يحرم الإنسان من المتعة الحلال فهؤلاء الناس الذواقون الذين جربوا على الأقل النظر خلنا من الوقوع في الزنا أو الفاحشة شف النظر إذا شاب عود نفسه على أنه دائماً وأبداً مسمر عيونه على التلفاز أو الفيديو وإلا مجلات خليعة وينظر في النساء وش الي يصير لما يريد يتزوج الآن النساء التي تعرض في التلفاز أو الفيديو أو في المجلة يختارون جميلات العالم من أجل عرضهن على أنظار الشباب بطبيعة الحال المجلة من حيث يأخذ فلوسك من جيبك لازم يضع صورة جميلة على الغلاف والفلم من أجل يأخذ فلوسك وعقلك وأخلاقك أيضاً لازم يضع فيه مناظر جميلة ، ومشاهد تخدش الحياء وأمور فإذا الشاب عود نفسه على مثل هذا الأمر لما يتزوج إش الي يحصل يعني النساء الذي تعود على مشاهدتهن شيء آخر لأن النساء منتقيات تحت إشراف وتحت مراقبة معينة وتحت اختيار ولجان وأمور ما راح يحصل على مثلهن أبداً مستحيل ولو حصل ولن يحصل بإذن الله لكن لو حصل فستكون حياته مع إحداهن جحيم لا يطاق ؛ لأن المرأة قد يستمتع بها الإنسان الرايح والغادي خمس دقائق ينظر إليها لا كن أن تكون زوجة عنده في البيت هذا ما يمكن ؛ لأن الزواج ما هي مسألة يعني وجه جميل لا الزواج أبعد من هذا ،وأعظم من هذا المقصود أنه هذا النظر الحرام فتح نفسه على هذه الأشياء فلما يريد الحلال يحرم من متعته تجد أنه مثلاً افترض أنه يبغى يخطب وكل واحده يروح يشاهدها يقول : يا أخي ما تصلح دخلت علي كأنها خشبة ما كأنها إنسان ما أرى فيها شيء ما تعجبني طيب بلاش منها روح لوحدة ثانية يروح ثانية يا أخي أعوذ بالله أردى من الأولى يروح لوحدة ثالثة يقول يا أخي بلاش انتهينا لماذا ؟ لأن قلبه انفتح ما عاد عنده موازين مضبوطة ما عاد عنده مقاييس هو ينظر إلى هذه الفتاة مثلاً الذي دخلت عليه وفي ذهنه وفي عقله وفي قلبه تلك الفتاة التي شاهدها في التلفاز وفي الفيديو أو في المجلة فهو يقارن بشكل شف كيف حرم من المتعة الحلال بسبب وقوعه في النظر الحرام ممكن حتى يحرم من المتعة الزوجية يعني التمتع بما أحل الله تعالى له من زوجه بسبب نظره إلى الأخريات وبسبب وقوعه معهن في الحرام وكم من إنسان صار يعاني أمراض في حياته الزوجية منها ما يسمى مرض العنه أو العجز الجنسي بسبب وقوعه في ما حرم الله تعالى قبل ذلك فيعاقب بعقوبة من جنس المعصية التي وقع فيها .
الفضيحة : الفضيحة لها صور شتى منها افتضاح الإنسان في وقوعه في معصية حتى يتكلم الناس عنه وفلان وفلان حتى الذين يقعون في مثل ما وقع فيه يتكلمون عنه في المجالس أنت شفت فلان حصل له كذا وحصل له كذا وأي شر أسوء من أن يسود وجه الإنسان بفضيحة تلاحقه أبد الدهر ، وفيه صورة أخرى من صور الفضيحة أعظم من هذه بعض الشباب مثلاً يعني في فترة من فترات غياب الموجه وغياب الإنسان الذي يرشدهم يسافرون إلى الخارج يرتكبون الحرام طيب ممكن يفضح بطريقة ثانية ممكن يفضح عن طريق مثلاً وجود مرض جنسي يصيبه بسبب المعاشرة المحرمة، وكثير من المومسات والبغايا في العالم مصابات بأمراض مثل الهربس والإيدز وغيرها والغريب أن العلماء يقولون أي علماء الطب يقولون المرأة المصابة بهذا المرض الجنسي يعني يصبح عندها حقد عجيب على الرجال فتتمنى أن توقعهم في الشرف ولهذا تتزين ، لهم وتتعرض لهم وتحاول أن تغريهم ، وتخطفهم حتى إذا التقوا بها جنسياً انتقل المرض الجنسي إليهم حتى إنني قرأت مرة قصة عجيبة يقول: أن هناك رجل من أثرياء العرب وأصحاب رؤوس الأموال ذهب ودخل أحد المطاعم في أوربا فلما دخل وجد فتاة في أول المطعم جالسة على الماصة بمفردها ومعها حقيبتها وإذا بها قطعة من الجمال قطعة من الجمال فجاء وجلس إلى جوارها ، وحياها وتحدث معها وضاحكها ثم عرض عليها أن تذهب معه فوافقت مباشرة ومن الواضح جداً أنها استرسلت في هذا الأمر وكأنها ما كانت تنتظره فذهب وجلس وإياها في غرفة في أحد الفنادق وارتكب معها الحرام ونام آخر الليل فلما استيقظ التفت ينظر إلى الفتاة ما وجدها بجانبه وجد أنها قد قامت فقام فزعا ً ؛ لأنه قد تعلق قلبه بها فقام فزعاً يلتفت في الغرفة فلم يجدها ذهب يمين وشمال ما وجدها دخل إلى دورة المياه فلما دخل وجد أن هناك كلام مكتوب على الزجاجة في المغسلة مكتوب بالروج الذي تتجمل به المرأة بخط عريض مرحباً بك عضواً جديداً في نادي الإيدز وفعلاً فزع الرجل وذُهل فعرف أن هذه المرأة مصابة وأنها لما يعني كانت تنتظره عند باب المطعم كانت تنتظره لتوقع به كما تنتظر فريستها وفعلاً أصيب الرجل والعياذ بالله بهذا الداء القاتل بسبب هذا الموقف فهذه من الفضيحة وكثير دعك من الإحصائيات الرسمية لكن الحقائق تنطق كثير من الشباب من هذه البلاد فضلاً عن غيرها ولك أن تطلق الخيال لعنانك كثيرٌ منهم قد يستحي أصلاً أن يبوح بإصابته بالمرض لكن الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى مراجعة المستشفيات ، والمصحات أعداد كبيرة فهذه فضيحة كبرى والعياذ بالله وهناك فضيحة أيضاً بشكل ثالث الفضيحة عن طريق وقوع الحمل فقد يرتكب الإنسان الجريمة في ساعة من ساعات فوران الشهوة وغلبة الشيطان وغيبة الإيمان فيكون جنى جناية عظمى على نفسه وعلى غيره يا أحبة الآن نحن إذا رأينا أو زرنا بعض الشباب الذين يعني يكونون مجهولي الهوية لا يعرف من أبوهم يعني نشعر بحجم كبير من الشفقة عليهم ، والرحمة لحالهم ، والتعزز لهم نشعر بالجناية الكبرى والجريمة المنكرة التي لا يمكن أن يقدرها الإنسان على أب كان هو السبب في عذاب مثل هذا الولد حتى أن الإنسان أحياناً يجد مشاعر لا يملك إزاها إلا البكاء أمام أمثال هؤلاء أبرياء أبرياء بعضهم أطفال في وجوههم براءة الأطفال ابتسامات بريئة لا يدري وقد يدري بالأمر الصعب الذي يواجهه أمام المجتمع يبحث من أبي فلا يجاب و من الفضائح أيضاً التي يتوقعها الإنسان ويرتقبها وهي أعظم الفضائح الفضيحة على رؤوس الأشهاد ويوم القيامة وإذا كان الإنسان منا ما عنده استعداد ينفضح أمام عشرة وإلا عشرين وإلا خمسين الآن فما بالك بفضيحته يوم القيامة على الخلائق كلهم من الأولين والآخرين وفضيحة طويلة ما هي يوم أو يومين أو شهر أو سنة أو عشر سنوات .
من العواقب وآثار الإشباع المحرم ولعلي أشرت إلى شيء من هذا