الإستعداد للزواج


بنيتي ...

ليس الإستعداد للزواج تفصيل ثوب أو فستان أو إعداد زينة أو شراء أثاث أو تجهيز شقة ، او النداء لحفل في صالة واسعة الأرجاء ، ساطعة الأضواء ! بل إن ذلك كله يوم واحد تعقبة سلسلة من الأيام الجميلة القادمة لحمل تراث الإنسانية بأيد حانية وقلوب رحيمة ، تقع عليها مسؤوليات كثيرة يجب الإعداد لحملها .
وليلة الزواج تلك هي الورقة الأولى في مقدمة كتاب كبير بل كبير جدا ، وهي المقدمة لذلك الكتاب ، ولكن لن تستطيعي الحكم على ذلك الكتاب من مقدمته فقط ، ما لم تقلبي صفحات فصوله بسرعه .
ولهذا فإني أوصيك وقبل كل شيء بالقراءة عن الأمور التي تتعلق ببناء الحياة الزوجية ماستطعت الى ذلك سبيلا .
وإني لأعجب من شخصين يريدان أن يرتبطان برباط أوثق من كل الروابط الأخرى ، ولا يكلف أحدهما نفسه تعلم الأمور التي تهمهما في بناء أهم مشروع من مشاريع هذه الدنيا ، وكما قال تعالى في كتابه الكريم ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ....... ) الآية ، إن الأمر عظيم وجلل ، ويجب عليك الاتتهاوني في عدم الإلمام بهذا الأمر وخاصة في بداية المشوار ،بل قبل أن يكتب العقد ب 6 أشهر على الأقل ، ومن الطريف في هذا الأمر أن الحكومة الأندونيسية أقرت قانونا حديثا قبل فترة عندما رأو نسبة الطلاق تزداد عندهم ، فأوجبو ا على كل من يريد الزواج أن يقدم شهادة إجتياز دورة تدريبية للحياة الزوجية من بعض المعاهد التي أقرتها الحكومة وهذا الأمر يشمل الذكر والأنثى على حد سواء .
تلك هي الحضارة الفعلية بنيتي ، لابناء العمارات والقصور وجمع الأموال والإفتخار بالأحساب والأنساب والملايين الطائلة ! فكم من امرأة حرمت نفسها متعة الحياة الزوجية في كنف زوجها ! وما ذلك الا بسبب أنها تزوجت زواجا تقليديا أو أنها لم تعد لذلك الأمر عدته لاهي ولا زوجها .

بنيتي ...

هناك عاملان أساس لنجاح علاقة الزوجة بزوجها..
أولا .. المودة بينهما .
ثانيا .. الرحمة بينهما .

ومن ذينك العاملين تنمو شجرة الحب بينهما ...

فالحب شجرة تنمو بالتضحية والعطاء لا بالد موع والبكاء ،

والحب لايتم من طرف واحد بل من كلا الطرفين ،

إذا لم تسقى شجرة المحبة من أول يوم زواج من الإثنين ضعفت ، وإذا لم يتعاهداها بالرعاية جفت جذورها وهرم ساقها ويبست أغصانها واصفرت أوراقها وضمر ثمرها ،

والحب تريده كل امرأة ولكن قد تخطىء في كيفية الوصول اليه ،

والحب لايستجدى بالبكاء ولا الكذب والمراوغة ،

والحب شعور صادق لايستطيع العيش في محيط المجاملات والنفاق ،

والمرأة التي لاتعرف كيف تحب ، هي شقية على نفسها وعلىغيرها ،

والمرأة ا لمحبة تعرف كيف تجعل الزوج محبا ،

المرأة لاتستطيع أن تحب أكثر من رجل في حياتها الزوجية ، لكن الرجل يستطيع والسبب في هذا أن المفهوم الحب عند المرأة يختلف عن مفهومه عند الرجل ، ولكن بينهما تشابه كبير ، فالرجل يحب المرأة بعقله وقلبه والمرأة كذلك الا أنها تغلب الجانب القلبي ( العاطفي ) أكثر ،

والحب شيء جميل في حياة المرأة بل هو أجمل شيء فيها ، وهذا هو سبب تفاوت السعادة بين النساء ،

إذالم تبادر المرأة بتقديم ولاء الحب لزوجها ، وأظهرته له ، قد تخسر الكثير من الإهتمام العاطفي من ناحيته ، لأن الرجل يريد حافزا يدفعه الى ذلك ، والمرأة اجود واسرع بل أفضل من الرجل في ذلك ، فإن منعها حياؤها الزائد عن حده من إظهار محبتها له ، خسرت ماكانت تتوقعه منه والسبب في ذلك هو هي ،

يجب على المرأه أن تظهر الشعور العاطفي لجميع افراد اسرتها في بيتها كي تدوم المودة وتقوى ، و عندها تظهر الرحمة من جهة الزوج جلية واضحة ، وما لم يكن ذاك فلن يكون هذا ، وبخاصة إذا كان الزوج ظالما أو مستبدا برأيه ،
كل ما ذكرناه قبل قليل لم يتعد كلمة واحدة هي ( المودة ) .

وبعد ذلك .......

فإن الإستعداد للزواج يكون بتدبر أمور أربع ....

حسن تدبير أمور البيت
حسن تدبير أمور الزوج
حسن تدبير أمور النفس
حسن تدبير أمور الأولاد

وإن عدم الإلمام بأي واحد من تلك الأمور لكفيل بأن يفسد على المرأة حياتها الزوجية مهما كانت ذات منصب وجمال .


وتفصيل ذلك في الحلقة القادمة إن شاء الله .