السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :,
كيف لانحبه ؟!
كيف لا نحبه وهو كان أشد الناس تواضعاً وكان خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح ، أبعدهم عن الكبر ، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك ، وكان يعود المساكين ، ويعطف عليهم ، ويجالس الفقراء ، ويجيب دعوة العبد ، ولو إلى خبز شعير ، ويقبل الهدية ، ويجلس مع اصحابه كأحدهم ،
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : " آكل كما ياكل العبد وأجلس كما يجلس العبد " رواه أبو يعلى وحسنه الألباني .
وكان يقول " لو أهدي إلى كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت " ( رواه الترمذي وصححه الألباني )
وكان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على عصاً ، فقمنا له ، قال :,( لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً) رواه أحمد وأبو داود
وكان فى خدمة أهله ، وفى يوم الخندق كان ينقل معه التراب وياله من تواضع ، روى البخاري عن البراء رضي الله عنه قال " لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه وكان كثير الشعر "
وقد ثبت أن رجلاً من المسلمين ورجلاً من اليهود سب كل واحد منهما الآخر، فقال المسلم لليهودي: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك وضرب اليهودي على وجهه، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره بالذي جرى، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من صحابته ألا يفضلوه على أحد من الأنبياء، وأخبرهم عن منـزلة موسى عليه السلام، وأنه يوم القيامة يكون مع النبي ومن أول الذين تنشق عنهم الأرض يوم القيامة. والحديث في الصحيحين .
ولما جاءه عدي بن حاتم يريد معرفة حقيقة دعوته، دعاه صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها، فجعل الوسادة بينه وبين عدي ، وجلس على الأرض. قال عدي : فعرفت أنه ليس بملك .
وفي "سنن" ابن ماجه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) ـ والقديد هو اللحم المجفف - وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث بين له أنه ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، وليس بمتجبر يُخاف منه.
كيف لا نحبه وهو الصادق الأمين الذي جاء بالصدق من عند ربه فكلامه صدق،وسنته صدق،وكله حق وصدق لم يعرف الكذب فى حياته جاداً،أو مازحا ً وكان قبل بعثته يلقب بالصادق الأمين، حيث شهد كفار قريش له بالأمانة والصدق، والدليل على ذلك عندما اختلفوا عند بناء الكعبة، فيمن يضع الحجر، حكّموا أول داخل عليهم فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم داخل، وذلك قبل نبوته، فقالوا: هذا محمد الأمين.. قد رضينا به.
وعندما سال هرقل أبا سفيان هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا .
وورد أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك وما أنت فينا بمكذب، ولكن نكذب بما جئت به!. فأنزل الله: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}. سورة الأنعام(33)
وقيل: إن الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر، فقال له: يا أبا الحكم ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا، تخبرني عن محمد: صادقٌ أم كاذب، فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق، وما كذب محمد قط.
وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أمر على رضي الله عنه أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بمكة أحد عنده شئ يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم
أختكم فى الله
*زهرة السلام*
الروابط المفضلة