[CENTER]السلام عليكم

هذا القسم الثالث و اتمنالكم الفايده



نكمل من قوله تعالى ((ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير() جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ))

يقول الشيخ السعدي _رحمه الله _ لما كانت هذه الامه اكمل عقولا واحسنهم افكارا وارقهم قلوبا وازكاهم نفسا اصطفاهم الله تعالى واصطفى لهم دين الاسلام واورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب ولهاذا قال : ((ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) وهم هذه الامه (فمنهم ظالم لنفسه ) بالمعاصي (ومنهم مقتصد )وهو المقتصر على ما يجب عليهم تارك للمحرم (ومنهم سابق بالخيرات ) اي سارع فيها واجتهد فسبق غيره وهو المؤدي للفرائض المكثر من النوافل التارك للمحرم والمكروه


يقول ابن القيم _رحمه الله _وقد اختلف في قوله تعالى ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ) هل ذلك راجع الى الاصناف الثلاثه الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات ام يختص بالقسمين الاخيرين وهما المقتصد والسابق دون الظالم على قولين

الاول:
ذهبت طائفه ان الاصناف الثلاثه كلهم في الجنه وهذا يروى عن ابن مسعود وابن عباس وابي سعيد الخدري وعائشه ام المؤمنين _رضي الله عنهم _ واحتجت هذه الفرقه بانه سبحانه سمى الكل مصطفين واخبر بانه اصطفاهم من جمله العباد ومحال ان يكون الكافر من المصطفين لان الاصطفاء هو الاختيار وهو الافتعال من صفوة الشئ وهو خياره .

الثاني :
وقالت طائفه بل الوعد بالجنات انما هو للمقتصد والسابق دون الظالم لنفسه فإن الظالم لنفسه لا يدخل تحت الوعد المطلق والظالم لنفسه هنا هو الكافر والمقتصد هو المؤمن العاصي والسابق هو المؤمن التقي وهذا يروى عن عكرمه والحسن وقتاده وهو اختيار جماعه من المفسرين -والاول هو الصحيح والله اعلم - .
وقال كعب : (تحاذت مناكبهم ورب الكعبه وتفاضلو باعمالهم )
وقال الحسن : (السابق من رجحت حسناته والنقتصد من استوت حسناته وسيئاته والظالم من خفت موازينه )


والسلام عليكم ...

[/CENTER