بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه الحلقات .. ومع بقية أقوال أهل العلم في بيان هذه العقيدة ..

11- أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت728هـ ) .

قال في العقيدة الواسطية ( ص195 ) بشرح الشيخ الفوزان : ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم خدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ، فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتي ) وقال : ( إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .

وقال رحمه الله في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يبغضون الصحابه ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل . العقيدة الواسطية ( ص 198 ، 201 ) بشرح الشيخ الفوزان .

وقال رحمه الله : ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لايستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن قريشاً يستحقون من المحبة والموالاة مالا يستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم . وهذا على مذهب الجمهور الذي يرون فضل العرب على غيرهم ، وفضل قريش على سائر العرب ، وفضل بني هاشم على سائر قريش ، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره . منهاج النسة ( 4 / 599 ) .

21- قول الحافظ ابن كثير ( ت774هـ ) .

قال رحمه الله في تفسيره ( 6 / 199 ) : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجميعن .

31- قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ( ت840هـ ) .

قال رحمه الله في إيثار الحق على الخلق ( ص 460-461 ) : وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجبوب محبتهم وموالاتهم – يعني أهل البيت – وأن يكون معهم ففي الصحيح ( ولا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. ) وفيه : ( المرء مع من أحب ) ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب /33] . فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير .

41- أقوال العلامة صديق حسن خان ( ت1307هـ ) .

قال رحمه الله في الدين الخالص (3/ 270 ) : .. وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم – يعني أهل البيت – كلهم أجمعين .. لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد ، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد ، قائمون بالعدل والإنصاف ، حائدون عن الجور والاعتساف ، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة .

وقال في موضع بين عقيدة أهل السنة في الأزواج والعترة : .. وأهل السنة يحرمون الكل ويعظمونهن حق العظمة ، وهو الحق البحت ، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم ، من فاطمة رضي الله عنها ، ويذكرونهم جميعاً بالخير والدعاء والثناء ، ومن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهرات ، وعترته الطارات ، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه . الدين الخالص ( 3 / 268 ). وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ( ص 101، 103 ) .

51- قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( ت1376هـ ) .

قال رحمه الله في النتبيهات اللطيفة ( ص 94 ) : .. فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه منها :-

أولاً : لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم .

ومنها : لما يتميزون به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه .

ومنها : لما حث عليه ورغب فيه .

61- قول العلامة حافظ بن أحمد الحكمي ( ت1377هـ ) .

قال رحمه الله في سلم الوصول :

وأهل بيت المصطفى الأطهار **** وتابعيه السادة الأخيار .

فكلهم في محكم القرآن **** أثنى عليم خالق الأكون .

انظر : معارج القبول بشرح سلم الوصول ( 3/ 1196 ) .

71- قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ( ت 1421هـ ) .

قال رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ( 2 /273 ) : ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع شروط ولاية أهل السنة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..