الســلام عليـــكم ورحــمة الله وبـركــاته ،
الحمد لله وحده.. الحمد الله الذى وعد المؤمنين بالتمكين والاستخلاف فقال
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي
لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (55) النور
والصلاة والسلام على من لانبى بعده .
موعدنا اليوم فى تأمـ ـ ـ ـ قرآنية ـ ـ ـ ـلات [2] مع هذه الآية
روي أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكا إليه ما هم فيه من العدو ، وتضييقه عليهم ، وشدة الخوف ،
وما يلقون من الأذى ، فنزلت هذه الآية بالوعد الجميل لهم ، فأنجزه الله ، وملكهم ما وعدهم ، وأظهرهم على عدوهم .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة نحواً من عشر سنين يدعون إلى الله وحده وإلى عبادته وحده لا شريك له سراً,
وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى أمروا بعد بالهجرة إلى المدينة, فقدموها فأمرهم الله بالقتال,
فكانوا بها خائفين يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح,
فغبروا بذلك ما شاء الله, ثم إن رجلاً من الصحابة قال: يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون هكذا ؟
أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح ؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم
«لن تصبروا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبياً ليست فيه حديدة»
وأنزل الله هذه الاَية, فأظهر الله نبيه على جزيرة العرب, فأمنوا ووضعوا السلاح.
ونحن أما آن الوقت الذى نضع فيه أسلحتنا ؟ أم آن لنا أن نرى نصر الأمة وعز الاسلام ونصر الموحدين ...أما آن ؟؟
هذا هو االوعد فأين النصر ؟؟أين التمكين ؟ أين الاستخلاف ؟
فهذا وعد من الله بالنصر .. هل يخلفنا الله وعده؟ ..
أسئلة كثيرة تدور بخلد الكثير منا
لكن السؤال الذى يجب أن يُسأَل
فهل نحن نستحق النصر ؟
البعض منا يقول نعم فنحن مؤمنون بالله .. لكن دعونا نقول من هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وما هى حقيقة الايمان الذى تتكلم عنه الآية ؟
الآية لاتتكلم عن أى إيمان؛الآية تتكلم عن الايمان الذى أقام به الأطهار الأولون دولة الإسلام وسط صحراء تموج بالكفر ،
الايمان الكامل .. الايمان الموجب لترك اليأس، الايمان الموجب لحسن الظن بالله،الايمان الموجب للعمل
فنحن دائما ً ما نتساءل عن حقوقنا ولكننا نسينا واجباتنا
أو بمعنى نريد ما لنا وننسى ما علينا فإنما نحن من أسأنا الفهم عن الله ورسوله ..
البعض يسأل
لكن هل يصنع الايمان السلاح ..؟ هل يصنع الايمان الطائرات والمدفعيات والصواريخ ويطوّر الأسلحة ..
نعم أقولها نعم . نعم .. نعم ..
فالايمان الذى نتكلم عنه قول ٌباللسان وتصديق ٌ بالجنان وعمل ٌ بالجوارح والأركان ,, هذا هو الايمان الذى تحتاجه الأمة
.. الايمان بكتاب الله والإعداد الصادق وفيه قال
" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ "..[الأنفال :60]
فالايمان ليس كلمة باللسان فحسب بل الايمان كلمة ذات تكاليف وأمانة ضخمة ذات أعباء ..
فالطريق إلى الله محفوف بالعقبات فإن حققنا الايمان بمفهومه الشامل كان النصر
قالى تعالى
" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"[الروم: 47 ]
فإذا كان الايمان هو أهم عوامل النصر فلما ينتصر أعداء الله وهم كفار فنراهم يمسكون بذمام الكرة الأرضية .
هل سنظل نقول الايمان ايمان؟
أقول بحول الله وقوته إن لله سننا ً فى الأرض لاتحابى أحد على حساب أحد إنما نحن من أسأنا الفهم عن الله ورسوله .
أسأنا الفهم فاعتقدنا أننا ما دمنا مسلمين فالنصر حليفنا ونسينا
أن لله سنن فى كونه فديننا لايحابى لاينصرنا لمجرد أننا مسلمين .... بل الله ينصر من أخذ بالأسباب ..ويجتهد ويرابط فلا محاباة لكننا نسينا ذلك ..
ولأننا كنا ننتصر من ذى لا بالعدة ولا بالعتاد ولكننا كنا نغلبهم بالايمان فلما تركنا الايمان انتصروا علينا بعددهم وعتادهم .
فالسؤال .. هل ماهم عليه من تفسخ وانحلاح .. هل هذا تمكين ؟ هل انهيار أسواقهم المالية .. تمكين من عند الله ؟ بالطبع لا ..
وهل التمكين بأن يعيشوا فى خوف ورعب . فمن خوفهم سلطوا الأقمار الصناعية حتى ترقب لهم ما ما يحدث فى العالم .
وجنودهم تمسك الأسلحة ومع ذلك الخوف يملأهم فما بالكم إذا تركوا الأسلحة ؟
إنما هى أسلحتهم تصنع لهم كل شئ
أخوة الايمان . الأمة تحتاج إلى تمحيص بعد سنوات التبديل والتغيير التى حلّت بها ...
وكأن أمتنا .. وكأننا نحن المسلمون لانفيق إلا على كارثةولا حول ولا قوة إلا بالله .. فلابد من تلك الأزمة وتلك المحنة حتى نعود إلى بارئنا ...
فالأمة ماينقصها إلا الايمان بالله ..الأمة تملك كل الأسلحة ونحن نعلم ذلك جيداً لكنها فقدت عزتها ..
وعزتها فى ايمانها .. فقدت الأمل فى الله .. وضعت اليأس بين عينيها والاستسلام لأعداء الله .. الأمة الآن فى أزمة خوف من
العدو واستسلام له خوف من كل الأسلحة التى يمتلكها الغرب أفلا نعد لهم السلاح الخفى الذى لايعرفونه وهو سلاح الايمان ..
ولست ُ أدرى لِم َالخوف فهل الأمة لاتثق بوعد ربها ..؟
الله وعدنا بذلك وأنتم تعلمون أن الله لايخلف الميعاد . كما ترون الحل أمامنا .. والمشكلة فينا .. الأمر ليس له تفسير إلا أننا لا نثق بوعد ربنا ..
فالكلام واضح انصر تُنصَر ..
اعمل صالحا ً تسُتَخلَف ... فأين المشكلة ..؟؟ كما قلت المشكلة عندنا .. والعيب فينا ..
بدّلنا وغيّرنا سنة نبينا ..
ولست ُ أقول هذا الكلام من باب الثقافة .. لاوالله أبدا ً..ما ذكرت هذا الكلام إلا ليكون له مكان وترجمة فعلية فى حياتنا
فماذا نفعل ؟
يـتـ........ــبع
الروابط المفضلة