.. ] [ رياضُ الجنةِ -2أ-] [ ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ..
كنا قد تحدثنا هنا عن روضة من رياض الجنة .. وهي الروضة النبوية ..
و اليوم أي رياضٍ تراها ؟
عن -أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا , قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر .
إذا فروضتنا هذه المرة هي مجالس الذكر !
/
/
.. ] [ أين هي ؟ ][ ..
حيث يجتمع المؤمنون يتذاكرون ربهم ، مجالس الذكر هي المجالس التي يذكر فيها الله ، وهنا على المؤمنة أن تدرك أن مجالس الذكر المعنية لا تعني فقط المجالس التي يذكر فيها الله بالتسبح والتهليل فقط ، بل تشمل المجالس التي ييبن فيها الحلال من الحرام ، ويذكر فيها ما يحبه الله ويرضاه ، وهي المجالس التي تبيّن فيها شرعة الله .. و سأورد تفصيلاً لهذا في موضوع لاحق ..
/
/
.. ][ وقفة مع آية ][ ..
قال الله – تعالى - : " واصبر نفسكَ مع الذينَ يدعون ربهم بالغداةِ والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناكَ عنهم تريد زينة الحياة الدنيا "
وهنا أُمِر محمد –صلى الله عليه وسلم – أن يحبس نفسه مع الذين يدعون ربهم في أول النهار وفي آخره مخلصين منيبين لا يريدون مدح مادح بل جلَ ما يريدونه وجه ربهم ، ولا تغضّ الطرف عنهم من أجل الدنيا وزخارفها .
وهذا إن دلّ دلّ على فضل الاجتماع على الذكر والدعاء و الإخلاص في ذلك ..
:
:
.. ][ وقفة مع حديث ][ ..
في رواية لمسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( إن لله ملائكة سيّارة فضلاء يتتبعون مجالس الذكر ، فإن وجدوا مجلساً فيه ذكر ، قعدوا معهم ، وحفَّ بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا ، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء ، فيسألهم الله عز وجل - وهو أعلم - : من أين جئتم ؟
فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك .
قال : وماذا يسألوني ؟
قالوا : يسألونك جنتك .
قال : وهل رأوا جنتي ؟
قالوا : لا ، أي ربِ .
قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟
قالوا : ويستجيرونك .
قال : ومم يستجيروني ؟
قالوا : من نارك يا رب .
قال : وهل رأوا ناري ؟
قالوا : لا
قال : فكيف لو رأوا ناري ؟
قالوا : ويستغفرونك .
فيقول : قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا ، وأجرتهم مما استجاروا .
قال : فبقولون :رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر ، فجلس معهم ، فيقول : وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
:
شعرت بأنس شديد وأنا أقرأ هذا الحديث ..
فبت أعشق الاجتماع على ذكر بارئي ..
وأتحين الفرص لجعل كل مجالسي مجالس ذكر ..
وكيف لا .. وقد وعدني بالغفران وإجابة سؤالي ..؟
:
وفي هذا الحديث دليل على فضيلة مجالسة الصالحين ، وأن الجليس الصالح ربما يعم الله رحمته بجليسه وإن لم يكن مثله .
وعلى هذا فيستحب الاجتماع على الذكر وعلى قراءة القرآن ، وعلى التسبيح والتهليل والتحميد وكل يدعو لنفسه ويسأل الله لنفسه ، ويذكر لنفسه ( يعني الإخلاص )
:
أحبتي ..
أين أنتن من هذا الفضل ..؟
كيف بالله عليكن غفلتن عنه ؟
:
أنا وأنتن .. الآن .. في مجلس ذكر .. أي روضة من رياضِ الجنة ..
فشدي الهمة أختاااه وثابري ..
وفي رياضِ الجنة فارتعي ..
فتلكَ الرياض قريبة من يديكِ الآن ، وقد لا تستطيعين الوصول لها بعد حين ..
فلا تبخلي على نفسكِ وأنتِ في أشد الحاجة لها ..
وضعي نصبَ عينيكِ [ الإخلاص ]
أتمنى من الله أن يجمعني بكن في رياضِ الجنة في الدنيا والآخرة ..
ثبتنا الله وإياكن على الحق ..
دمتن في رعاية الكريم ..
نبض
الروابط المفضلة