انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: خطبة عيد الفطر المبارك 1428 الموافق 12\10\2007م- لا تنسونا من انتقاداتكم ومقترحاتكم -

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الموقع
    فحيثما ذكر اسم الله في بلد * عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
    الردود
    3,219
    الجنس
    رجل

    خطبة عيد الفطر المبارك 1428 الموافق 12\10\2007م- لا تنسونا من انتقاداتكم ومقترحاتكم -

    خطبة العيد


    أولا :حصل خلاف في خطبة العيد هل هي خطبة واحدة أم كخطبتي الجمعة ؟

    يقول الشيخ ابن باز رحمه الله رحمة واسعة

    لم يرد حديث صريح عنه صلى الله عليه وسلم في أن للعيد خطبتان

    ومن قاسها على خطبة الجمعة جعلها خطبتان

    والظاهر والله أعلم من كلام الشيخ رحمه الله أنه لا حرج والله أعلم

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة عن هذا

    هل للعيد خطبة أم خطبتان؟


    المفتي: محمد بن صالح العثيمين




    الإجابة:

    السنة أن تكون للعيد خطبة واحدة، وإن جعلها خطبتين فلا حرج؛ لأنه قد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا ينبغي أن يهمل عظة النساء الخاصة بهن. لأن النبي عليه الصلاة والسلام وعظهن.

    فإن كان يتكلم من مكبر تسمعه النساء فليخصص آخر الخطبة بموعظة خاصة للنساء، وإن كان لا يخطب بمكبر وكان النساء لا يسمعن فإنه يذهب إليهن، ومعه رجل أو رجلان يتكلم معهن بما تيسر.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد السادس عشر - باب صلاة العيدين.

    -سيأتي التفصيل في ذلك نهاية الموضوع في أحكام صلاة العيدين-


    رحم الله الشيخ المجدد الوآلد عبدالعزيز بن باز
    والشيخ العثيمين
    وجمعنا بهم وبنينا يوم العرض على الله



    خطبة عيد الفطر المبارك \ لعام 1428 هـ الموافق 12\10\2007م



    إن الحمد لله ، نحمده، ونستعينه ، ونستغفره، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،

    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً

    عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون , يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس

    واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم

    رقيبا , يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله

    فقد فاز فوزاً عظيما .

    فإن أصدق الحديث كلام الله وأحسن الهدي هدي نبينا محمد () , وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل

    بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

    الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا , وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا , وهو

    الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا . وتبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين

    نذيرا . الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك , وخلق كل شئ فقدره تقديرا .

    الحمد لله خيرا مما نقول وفوق ما نقول ومثل ما نقول , لك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالإسلام , ولك الحمد بالقرآن ,

    عزَّ جاهك وجل ثناؤك , وتقدّست أسماؤك . لا إله إلا أنت في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك

    وفي الجنة رحمتك , وفي النار سطوتك , وفي كل شئ حكمتك وآيتك , لا إله إلا أنت , اللهم لك الحمد حتى ترضى

    ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى .

    الله أكبر .. الله أكبر .. الله اكبر لإله إلا الله .. الله اكبر الله اكبر .. ولله الحمد

    الله اكبر كلما ذكره الذاكرون , الله اكبر كلما لهج باسمه المسبحون . الله اكبر كلما رجع مذنب وتاب , الله اكبر كلما

    رجع عبد وأناب , الله اكبر , لا إله إلا الله له الحكم وإليه ترجعون .

    اللهم صل وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي صاحب الغرة

    والتحجيل المؤيد بجبريل المعلم الجليل المذكور في التوراة والإنجيل .

    اللهم صل على من رفعت له ذكره , وشرحت له صدره , ووضعت عنه وزره , اللهم صل عليه وآله وصحبه وسلم

    تسليما كثيرا .

    أيها الناس , أيها المسلمون , أيها الأبرار :

    سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

    نقف اليوم أنا وأنتم على هذا الصعيد الطاهر , كما تقف اليوم أغلب الأمة الإسلامية , وهذا يذكرنا بيوم العرض الأكبر

    (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(الشعراء: 90). اجتمعنا اليوم رجالا ونساء وأطفالا كبارا

    وصغارا . اجتمعنا اليوم لنعلنها صريحة مدوية ولنقول للعالم كل العالم أننا لآدم وآدم من تراب

    أيها الناس :

    ما جمعتنا عائلة , وما جمعتنا قرابة , وما جمعتنا قوميّة , اجتمعنا لنعلن الولاء لخالق الأرض والسماء .

    أيها المؤمنون , أيها الأخيار , ويا أيها الأبرار :

    في هذا الموقف أوصي نفسي وإياكم بالتعلق بالله . كيف لا وهو القائل في الحديث القدسي : ( وعزتي وجلالي ما

    اعتصم بي عبد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلتُ لهُ من بينها فرجا ومخرجا.. )

    فلن تغفر ذنوبنا حكومة , ولن تقيل عثراتنا دولة , ولن تعصمنا من عذاب الله هيئة ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاّ

    مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) .

    لا تموت النفوس ولا تحيا , ولا ينزل القطر , ولا تتحرك ورقة , ولا يتم قرار ولا يقوم قائم , إلا بأمر من الواحد

    الأحد (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية21) (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(هود: من الآية107
    ).

    أيها المذنب , أيها العاصي , أيها المسيء :

    مهما تجاوزت ومهما أخطأت فإن ربك غفور , فإن ربك رحمن , فإن ربك رحيم , عد الى الله وارفع يديك إليه ,

    واطلب الفرج من الله , والمدد من الحي القيوم . وتب من ذنبك وعد (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ

    يجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:110) .

    يا الله : تجاوزنا , أخطأنا , أسأنا , لكنك رحمن , لكنك منان , لكنك رحيم , لكنك تعفو , فعفوٌ منك يا الله ورحماك

    يارب .

    أيها المسلمون : علينا أن نتوب الى الله , ونعترف بالذنوب , ونعترف بالتقصير , ونعترف بالإساءة .

    من الذي يغفر الذنوب ؟ من الذي يستر العيوب ؟ من الذي يشرح الصدور ؟ من الذي ييسر الأمور ؟ من الذي يفك

    الحيل ؟ من الذي يفتح السبل ؟ من الذي يمد الحبال ؟ من الذي ينير الآمال من الذي يجيب السؤال ؟ من ذي الجلال

    ؟ من ذي الكمال ؟ من ذي الجمال ؟ إنه الواحد الأحد جل في علاه .

    ايها الجيل الموحد :

    إننا في يوم ِ فرح ٍ بإتمام شهرِ الصيام وفي نفس الوقت نحزنُ لفراقه , نَحِنُّ إلى لقياهُ مرةً أخرى , فنسأل الله أن

    يكتب لنا فيه المثوبة و الأجر , وأن يتجاوز عنا وعنكم .

    أيها المؤمنون : لنتذكر ما نحن فيه من نعمة الأمن والإيمان , بينما الآلاف من المسلمين اليوم تحت لهيب القاذفات ,

    لا عيد لهم ولا فرح لهم , نعيش مرفهين سعداء بين أسرنا وأبنائنا , بينما الآلف الأسر المسلمة لا تدري عن

    أبنائها شيئا , ولا يدري الابن عن والديه أو عن ذويه شيئا , يخرج الأب فيرى مصرع ابنه .

    فقد رأيتم ما حل بالمسلمين في البوسنة من ذبح وتشريد واغتصاب , وكذلك في كشمير والفلبين وأفغانستان وفي

    الصومال وما يحصل الآن في فلسطين والعراق ومن تأمل يجد المسلمين أكثر الشعوب اضطهادا وقهرا , فتارة

    يُرمون بالتطرف والدموية , وتارةً يوصفون بالإرهاب , وتارةً بالتزمت والتشدد , ولم يكتفِ أعداء الملّة من يهودٍ و

    نصارى بإيذاء المسلمين فحسب , بل حتى رسولنا الكريم () لم يسلم منهم بعد وفاته , حتي الحبيب المصطفى وهو

    في قبره يؤذى .

    نبينا قدوتنا شفيعنا تتجرأ عليه أقلام ويتطاول على مقامه الشريف إعلام . الشفيع , البر الرءوف الرحيم , قال

    الأولون ساحر كذّاب , وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه , وقالوا شاعر أو مجنون ثم جاءوا في آخر

    الزمان يصفونه بصفاتٍ لا ينعقدُ اللسانُ بنطقها , سبُّوه وشتموه , حقدٌ دينيٌ توراتيٌ إنجيليٌ محرّف ( قَدْ بَدَتِ

    الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)(آل عمران: من الآية118).

    أيُتهمُ نبيُنا بالقسوةِ والدموية ! أيتهمُ حبيبُنا بالعنف , أيتهمُ أفضل الخلق بالدموية والإرهاب ؟ وهو الذي رماه قومه

    بالحجارة وسال الدم على قدميه ويقول : يا عباد الله إني رسول الله إليكم , إني نذير لكم من عذاب اليم , يخاف

    عليهم رحمة ً بهم وإشفاقاً عليهم , ويقول : يارب إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . حيث وصفوه بأبشع الصفات ,

    ويأتي يوم القيامة يشفع لأمته لئلا يعذبهم الله , يراهم قنطين خائفين فيقول : يارب أمتي أمتي , يارب أمتي أمتي .

    فنسأل الله أن يمن على الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم الوارثين .(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ

    الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(آل عمران:142).

    الله أكبر .. الله أكبر .. الله اكبر لإله إلا الله .. الله اكبر الله اكبر .. ولله الحمد

    يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام , أيها الجيل الموحد , آبائي وإخواني , أيها الأمهات والأخوات :

    إن في اجتماعنا نصرٌ على أنفسِنا والشيطان , إن في اجتماعنا تأكيدٌ على أنّه لن تجمعنا رابطة إلا رابطة التقوى ,

    ولن تلمَّ شعثنا راية إلا راية التوحيد , (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ

    أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً )(آل عمران: من الآية103)

    نادى () في أصحابه , ووقف ينادي ويقول : يا أبا بكر ياقرشي ياسيّد أنت وبلال الحبشي أخوان , لافرق بينكما

    عند الله إلا بالتقوى , وقف يقول : يا عمر , يا أبا حفص , يا فاروق الإسلام , أنت وصهيب الرومي أخوان , وقف

    يقول يا علي أنت وسلمان الفارسي أخوان .

    إن كيد مطّرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخـاء ٍ تالـدِ

    أو يفترق ماء الغمام فماؤنا عذب ٌ تحدّر من غـمام ٍ واحدِ

    أو يفترق نسبٌ يفـرّق بيـننا دين ٌ أقـمنـاه مـقـام َ الـــوآلــدِ

    يقول سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: الآية10)

    وقد ذكر النبي () كما عند مسلم من حديث أبي هريرة : (( حق المسلم على المسلم ست. قيل: ما هن يا

    رسول الله ؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته،

    وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)).

    فلنكن إخوة متحابين .. متآلفين .. متراحمين , عل الله أن يرحمنا برحمة من عنده

    قال رسول الله () : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه

    تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) .

    وإفشاء السلام يزيل الضغينة من القلوب خاصة بين الأقارب والجيران .

    فعلينا بالصبر والتحمل والسعي إلى الصلح وإنهاء الخصام , فمن استطاع أن ينهي الخصام ، وأن يجعل للصلح

    موضعاً، فلا يتردد عن ذلك يقول الله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)(الحجرات: من الآية10)

    فمن فعل ذلك كان محسناً على نفسه وعلى الإسلام ، وعلى المسلمين .

    أيها الناس : إننا اجتمعنا على عقيدة ، وعلى مبدأ أتى به محمد () . هذا المبدأ ، جعلنا نتآخى ونجتمع بعد فرقة

    وشتات.

    فكلما حدثت جفوة ، أو حصل هجر، عدنا إلى الدين ، وتذكرنا أننا نصلي الصلوات الخمس ، وأننا نتجه إلى قبلة

    واحدة ، ونتـّبع رسولاً واحداً ونعبد رباً واحداً ، ومعنا كتابٌ واحد ، وسنة ٌ واحدة ، فلله الحمد.

    فيجب أن لا يكون بيننا وبين أحد من الناس شجار لأسباب دنيوية ، ولا لذواتنا ، ولا لأنفسنا ، فإن العبد عليه أن

    يسعى لمصلحة هذا الدين ، ولمصلحة الأمة والبلاد والعباد ، وأن يسعى لجمع الصف ، ونبذ الفرقة ، ودرء الفتن

    عن الأمة (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ...) (فصلت:33) ( يا أيها

    الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ

    أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)(الحجرات: من الآية12) .

    ايها الآباء ويا ايها الإخوان ,ويا أيتها الأخوات الفاضلات :

    أوصي نفسي وإياكم بصلة الأرحام (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ..) (محمد:22)

    وقال (): ( لا يدخل الجنّة قاطع رحم ) , وقال (): ( من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره , فليصل

    رحمه )

    يا من فرّط في حقوق ِ والديه :

    إن أخطر ما ابتليت به هذه الأمة عقوق الوالدين ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا

    جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء: الآية23و24) .

    والحذر أن تجالس عاقا أو تصادقه , فإن سلمت من شره فلن تسلم من غدره , وعليك بنصحه وتوجيهه بالحسنى .

    وقد حذرنا الحبيب المصطفى () من إغضاب الأب و إسخاطه فقال : ( رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط

    الوآلد ) , وقال : ( الوآلد أوسط أبواب الجنّة فإن شئت فاحفظ وإن شئت فضيّع ) .

    يا الله .. فكم قد رأينا من شيخ كبير يبكي بسبب ابنه , ويا الله .. كم رأينا من امرأة طاعنة في السن تدب على

    الأرض تشكو ابنها , وهي باكيه منتحبه , ورأينا من يغضب والديه لأجل زوجته , ومن يحرم أمه ويغدق على

    زوجته ويقطع أباه لترضى زوجته . لا إله إلا الله . إلى من يشكون , وإلى من يذهبون , وإلى من يلتجئون , الا

    تخاف أن يرفع الوالد يديه إلى السماء فيقسم ظهرك . ألا تخاف أن ترفع أمك الشكوى إلى الله فتوبق دنياك

    وآخرتك , خاف الله , اتق الله (فليعمل العاق ماشاء فلن يدخل الجنّة ) .

    فالفرصة سانحة أمامك اليوم .

    اللهم أعصمنا من الزلل، وأنقذنا من الخطأ ، وأخرجنا من الحادث الجلل . اللهم ثبت منا الأقدام ، وسدد منا السهام ،

    وارفع منا الأعلام ، وانصرنا بالإسلام . اللهم انزع من قلوبنا الغل على الأخوان ، والضغينة على الجيران ، والحسد

    للأقران . اللهم اغسل قلوبنا بماء اليقين ، واسق أرواحنا من كوثر الدين ، وأثلج صدورنا بسكينة المؤمنين .

    اللهم خذ الكفار والمنافقين واسحق الفجار والمارقين , اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا , اللهم

    من دبّر لأوليائك المكائد ولعبادك الشدائد فقطّع مفاصلة وأصب مقاتله واحبك سلاسله , اللهم اطلق المعتقلين من

    المعتقلات وسرح المأسورين من الزنزانات واغفر للآباء والامهات وارحم الاحياء والأموات

    عباد الله :

    صلوا على البشير النذير والسراج المنير يقول سبحانه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

    صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب:56)

    اللهم صل على نبينا وحبيبنا وقدوتنا () وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا , وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين

    الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أبى بكرٍ الصّـديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي ومن

    تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .

    عباد الله : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ

    تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . وتصافحوا

    وتصافوا وتعانقوا , وليسامح الجار جاره والصاحب صاحبه والقريب قريبه عل الله أن يمن بلطفه ورحمته علينا .

    سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .






    ________________



    ________________




    أحكام صلاة العيدين



    صلاة العيدين

    مشروعية صلاة العيد:

    جاءت مشروعيتها في الكتاب والسنة.

    أما الكتاب: فقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] المشهور في التفسير : أن المراد بذلك صلاة العيد أي صلاة الأضحى والذبح.

    وأما السنة: قال ابن عباس: "شهدت صلاة الفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكلهم يصليها قبل الخطبة" وعنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد بغير أذان ولا إقامة".

    وأجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيدين.

    حكم صلاة العيدين:

    ذهب الحنفية إلى أن صلاة العيدين واجبة.

    وذهب المالكية والشافعية إلى أنها سنة مؤكدة.

    ذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفاية. كصلاة الجنازة أي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين.

    خروج النساء إلى صلاة العيد:

    ذهب الحنفية والمالكية إلى أنه لا يرخص للشابات من النساء الخروج إلى الجمعة والعيدين وشيء من الصلاة.

    وأما العجائز فلا خوف في أنه يرخص لهن الخروج لصلاة العيدين.

    وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه: لا بأس بحضور النساء مصلى العيد غير ذوات الهيئات فلا تحضر المطيبات، ولا لابسات ثياب الزينة أو الشهرة، لما روت أم عطية، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج العَواتِق والحُيَّض، وذوات الخدور في العيد، فأما الحيَّض فكن يعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين".

    وإذا أراد النساء الحضور تنظفن بالماء، ولا يتطيبن، ولا يلبسن الشهرة من الثياب أي الثياب الفاخرة، ويعتزلن الرجال فلا يختلطن بهم، ويعتزل الحيَّض المُصلَّى للحديث السابق، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تَفِلات" أي غير معطرات، ولأن المرأة إذا تطيبت ولبست الشهرة من الثياب، دعا ذلك إلى الفساد.

    وقت صلاة العيد:

    اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العيد: هو ما بعد طلوع الشمس قدر رمح أو رمحين، أي بعد حوالي نصف ساعة من الطلوع، إلى قبيل الزوال أي قبل دخول وقت الظهر، وهو وقت صلاة الضحى، للنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس، فتحرم عند الشروق، وتكره بعدها عند الجمهور، فإذا صلوا قبل ارتفاع الشمس قدر رمح لا تكون عند الحنفية صلاة عيد، بل نفلاً محرماً.

    قضاء صلاة العيد:

    ذهب الحنفية والمالكية إلى أنَّ: من فاتته صلاة العيد مع الإمام، لم يقضها، لفوات وقتها، والنوافل لا تقضى، ولأنها لم تعرف قربة إلا بشرائط لا تتم بالمنفرد، فلو أمكنه الذهاب لإمام آخر فعل، لأنها تؤدى بمواضع اتفاقاً. ولا تجوز للمنفرد وإنما تصلى جماعة.

    وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن: من فاتته صلاة العيد مع الإمام، سنَّ له قضاؤها على صفتها، لفعل أنس، ولأنه قضاء صلاة، فكان على صفتها كسائر الصلوات. وله قضاؤها متى شاء في العيد وما بعده متى اتفق، والأفضل قضاؤها في بقية اليوم.

    وتجوز صلاة العيد للمنفرد والعبد والمسافر والمرأة، كما بينا.

    موضع أداء صلاة العيد:

    ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن: موضعها في غير مكة: المصلى (الصحراء خارج البلد، على أن يكون قريباً من البلد عرفاً عند الحنابلة) لا المسجد، إلا من ضرورة أو عذر.

    أما في مكة: فالأفضل فعلها في المسجد الحرام، لشرف المكان، ومشاهدة الكعبة، وذلك من أكبر شعائر الدين.

    وذهب الشافعية إلى أن: فعل صلاة العيد في المسجد أفضل، لأنه أشرف وأنظف من غيره، إلا إذا كان مسجد البلد ضيقاً، فالسنة أن تصلى في المصلى.

    فإن كان في الناس ضعفاء، استخلف الإمام في مسجد البلد من يصلي بهم.

    كيفية صلاة العيد:

    صلاة العيد ركعتان بالاتفاق

    كيفية صلاة العيد عند الحنفية:

    ينادى "الصلاة جامعة"، ثم ينوي المصلي إماماً أو مقتدياً صلاة العيد بقلبه ولسانه قائلاً: "أصلي صلاة العيد لله تعالى" إماماً للإمام، ومقتدياً للمؤتمين، ثم يكبر تكبيرة الإحرام ثم يضع يديه تحت سرته، ثم يقرأ الإمام والمؤتم الثناء: "سبحانك اللهم وبحمدك .. الخ"، ثم يكبر الإمام والقوم ثلاثاً تسمى تكبيرات الزوائد، لزيادتها على تكبيرة الإحرام والركوع، رافعاً يديه في كل منها، ثم يرسلها، ويسكت بعد كل تكبيرة مقدار ثلاث تسبيحات، ولا يسن ذِكْر معين، ولا بأس بأن يقول: "سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، ثم توضع اليدان تحت السرة.

    ثم يتعوذ الإمام ويسمي سراً، ثم يقرأ جهراً الفاتحة، وسورة بعدها، وندب أن تكون سورة "الأعلى" تماماً، ثم يركع الإمام والقوم.

    فإذا قام للركعة الثانية: ابتدأ بالبسملة، ثم بالفاتحة، ثم بالسورة ليوالي بين القراءتين، وهو الأفضل عندهم، وندب أن تكون سورة {الغاشية}.

    ثم يكبر الإمام والقوم تكبيرات الزوائد ثلاثاً مع رفع اليدين كما في الركعة الأولى، ثم تتمم الركعة الثانية إلى السلام.

    فإن قدم التكبيرات في الثانية على القراءة جاز، وكذا إذا كبر زيادة على الثلاث إلى ست عشرة تكبيرة، فإذا زاد لا يلزم المؤتم المتابعة.

    وإن نسي الإمام التكبيرات وركع، فإنه يعود ويكبر، ولا يعيد القراءة، ويعيد الركوع.

    كيفية صلاة العيد عند المالكية:

    المالكية كالحنفية في أداء صلاة العيد ركعتين جهراً بلا أذان ولا إقامة، واستحباب قراءة {سَبِّح} ونحوها، وسورة {والشَّمْس} ونحوها، إلا أن التكبير في الركعة الأولى ست بعد تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس غير تكبيرة القيام، قبل القراءة ندباً، فإن أخر التكبير عن القراءة صح، وخالف المندوب. ولا يتبع المؤتم الإمام في التأخير عن القراءة ولا في الزيادة عن هذا القدر.

    ويندب موالاة التكبير إلا الإمام فيندب له الانتظار بعد كل تكبيرة، حتى يكبر المقتدون به، ويرفع يديه في تكبيرة الإحرام فقط، ولا يرفع يديه مع التكبيرات في المشهور، ويكره الرفع. ويسكت المكبر. ويكره أن يقول شيئاً من تسبيح أو تحميد أو تهليل أو غيرها.

    والتكبيرات سنة مؤكدة، فلو نسي الإمام شيئاً منها، وتذكره في أثناء قراءته أو بعدها، كبَّر، ما لم يركع، وأعاد القراءة، وسجد بعد السلام سجود السهو، لزيادة القراءة الأولى.

    وإن تذكره بعد أن ركع، استمر في صلاته وجوباً، ولا يرجع له، إذ لا يرجع من فرض لنفل، وإلا بطلت الصلاة، ويسجد الإمام للسهو ولو لترك تكبيرة واحدة، إذ كل تكبيرة منها سنة مؤكدة. وأما المؤتم فالإمام يحمله عنه.

    وإذا لم يسمع المقتدي تكبير الإمام تحرّى تكبيره وكبر.

    كيفية صلاة العيد عند الشافعية:

    الشافعية كالحنفية في دعاء الافتتاح والتعوذ والجهر بالقراءة، إلا أن التكبير عندهم سبع في الأولى، خمس في الثانية، قبل القراءة مع رفع اليدين في الجميع، يقف بين كل اثنتين كآية معتدلة، يهلل ويكبر ويمجِّد (أي يعظم الله)، واضعاً يمناه على يسراه بينهما، تحت صدره، ويحسن في ذلك: "سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" ثم يتعوذ ويقرأ. والتكبير ليس فرضاً ولا بعضاً من أبعاض الصلاة، وإنما هو سنة أو هيئة كالتعوذ ودعاء الافتتاح، فلا يسجد للسهو لتركهن عمداً ولا سهواً، وإن كان الترك لكلهن أو بعضهن مكروهاً.

    والسنة أن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى: "ق"، وفي الثانية: "اقتربت"، بكمالها جهراً، بدليل ما رواه أبو واقد الليثي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفطر والأضحى بـ: ق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة"، والجهر بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.

    ولو قرأ في الأولى: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، وفي الثانية: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، كان سنة أيضاً، لثبوته أيضاً في صحيح مسلم. وله أن يقرأ أيضاً في الأولى "الكافرون" وفي الثانية "الإخلاص".

    كيفية صلاة العيد عن الحنابلة:

    الحنابلة كالجمهور غير المالكية في دعاء الافتتاح والتعوذ قبل القراءة، وكالمالكية في عدد التكبير: في الأولى ستاً زوائد، وفي الثانية خمساً، وعدوا السبع مع تكبيرة الإحرام، خلافاً للشافعية.

    ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويقول بين كل تكبيرتين زائدتين: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليماً كثيراً". وإن أحب قال غير ذلك من الذكر، إذ ليس فيه ذِكْر مؤقت أي محدود. ولا يأتي بعد التكبيرة الأخيرة في الركعتين بذكر أصلاً.

    والتكبير والذكر بين التكبيرات سنة، وليس بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركه عمداً ولا سهواً. فإن نسي التكبير وشرع في القراءة، لم يعد إليه، لأنه سنة فات محلها، كما لو نسي الاستفتاح أو التعوذ، حتى شرع في القراءة، أو نسي قراءة سورة حتى ركع.

    خطبة العيد:

    تسن عند الجمهور وتندب عند المالكية خطبتان للعيد كخطبتي الجمعة في الأركان والشروط والسنن والمكروهات، بعد صلاة العيد خلافاً للجمعة، بلا خلاف بين المسلمين يذكِّر الإمام في خطبة عيد الفطر بأحكام زكاة الفطر، وفي عيد الأضحى بأحكام الأضحية وتكبيرات التشريق ووقوف الناس بعرفة وغيرها، تشبهاً بالحجاج، وما يحتاجون إليه في يومهم ويحسن تعليمهم ذلك في خطبة الجمعة السابقة على العيد. وإذا صعد على المنبر لا يجلس عند الحنفية، ويجلس عند الحنابلة والمالكية والشافعية ليستريح.

    تكبيرات الخطبة:

    ذهب جمهور العلماء إلى أن الخطيب يكبر تسع تكبيرات متوالية في الخطبة الأولى في الثانية يكبر سبع تكبيرات متوالية.

    وذهب المالكية إلى أن التكبير في خطبة العيد غير محدَّد، فيكبر في أولها وأثنائها.

    ويستحب عند الحنفية أن يكبر الإمام قبل نزوله من المنبر، أربع عشرة تكبيرة.

    حكم التكبير في العيدين:

    اتفق الفقهاء على مشروعية التكبير في العيدين في الغدو إلى الصلاة، وفي إدبار الصلوات أيام الحج. أما التكبير في الغدو إلى صلاة العيد: فذهب أبو حنفية إلى الندب في: التكبير سراً في عيد الفطر في الخروج إلى المصلى، ويقطعه إذا انتهى إلى المصلى في رواية، وفي رواية: إلى الصلاة.

    وقال الصاحبان أبو يوسف ومحمد: يكبر جهراً، واتفقوا على التكبير جهراً في عيد الأضحى في الطريق.

    وذهب الجمهور إلى أنه: يكبر في المنازل والمساجد والأسواق والطرق أي عند الغدو إلى الصلاة جهراً، إلى أن تبدأ الصلاة.

    وعند الحنابلة: إلى فراغ الخطبة، وهو في الفطر آكد من تكبير ليلة الأضحى ولما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير.

    ويندب التكبير المطلق( وهو ما لا يكون عقب صلاة) عند الشافعية والحنابلة: من غروب شمس ليلتي العيد لاما قبلهما. ولا يسن التكبير المقيد(وهو المفعول عقب الصلاة) ليلة الفطر عند الحنابلة وفي الأصح عند الشافعية، لعدم وروده.

    صيغة التكبير:

    ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن صيغة التكبير في العيدين هكذا: " الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

    وذهب المالكية والشافعية إلى أن الصيغة هكذا: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"، وهذا هو الأحسن عند المالكية، فإن زاد"لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" فهو حسن، ويستحب أن يزيد عند الشافعية بعد التكبيرة الثالثة:"الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً" كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا. ويسن أن يقول أيضاً بعد هذا:"لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر". ويختمها بقوله:"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وعلى أصحاب محمد، وعلى أزواج محمد، وسلم تسليماً كثيراً".

    التكبيرات في إدبار الصلوات:

    ذهب الحنفية إلى وجوب تكبير: الرجال والنساء تكبير التشريق في الأصح مرة، وإن زاد عليها يكون فضلاً، عقب كل فرض عيني بلا فصل يمنع البناء على الصلاة (كالخروج من المسجد أو الكلام أو الحديث عامداً) ويؤدى بجماعة أو منفرد، ولو قضاء، ويكون التكبير للرجال جهراً، وتخافت المرأة بالتكبير، ولا يكبر عقب الوتر وصلاة العيد.

    ومدته: من فجر يوم عرفة إلى عصر يوم العيد عند أبي حنيفة، وإلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق عند الصاحبين، وبقولهما يفتى، فهي ثلاث وعشرون صلاة.

    والتكبير واجب عقيب الصلوات المفروضات على كل من صلى المكتوبة، ولو منفرداً أو مسافراً أو مقتدياً؛ لأنه تبع لها، على المفتى به من قول الصاحبين. والمسبوق يكبر وجوباً كاللاحق، بعد قضاء ما فاته من الصلاة مع الإمام، ولو ترك الإمام التكبير يكبر المقتدي.

    وذهب المالكية إلى الندب: للجماعة والفرد التكبير إثر كل صلاة من الصلوات المكتوبات من خمس عشرة فريضة وقتية، من ظهر يوم النحر إلى صبح اليوم الرابع.

    ولا يكبر بعد نافلة، ولا مقضية من الفرائض، وإن نسي التكبير كبَّر إذا تذكر إن قرب الزمن، لا إن خرج من المسجد أو طال عرفاً. وكبّر مؤتم ندباً ترك إمامه التكبير، وندب تنبيه الناسي ولو بالكلام.

    وذهب الشافعية: يكبر الحاج عقب الصلوات من ظهر النحر، لأنها أول صلاته بمنى ووقت انتهاء التلبية ويختم بصبح آخر التشريق لأنها آخر صلاة يصليها بمنى، كما قال المالكية، وغير الحاج كالحاج في الأظهر، لأن الناس تبع للحجيج وقيل: من صبح عرفة إلى عصر آخر التشريق، والعمل على هذا، ولا يكبر الحاج ليلة الأضحى، بل يلبي، لأن التلبية شعاره، والمعتمر يلبي إلى أن يشرع في الطواف.

    والأظهر أنه يُكبَّر في هذه الأيام للفائتة والراتبة والمنذورة والنافلة المطلقة أو المقيدة، وذات السبب كتحية المسجد، لأنه شعار الوقت.

    وذهب الحنابلة إلى سنية: التكبير مطلقاً في العيدين، ويسن إظهاره في المساجد والمنازل والطرق، حضراً وسفراً، في كل موضع يجوز فيه ذكر الله، ويسن الجهر به لغير أنثى، من كل من كان من أهل الصلاة من مميز وبالغ، حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من أهل القرى والأمصار، عقب كل فريضة ولو مقضية، تصلى في جماعة في المشهور، في ثلاث وعشرين فريضة من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق. والمسافر كالمقيم، والحاج المحرم كغير الحاج في مدة التكبير، لأنه قبل ذلك مشغول بالتلبية، ويبدأ بالتكبير ثم يلبي، لأن التكبير من جنس الصلاة.

    ولا يكبر من صلى وحده. ويكبر مأموم نسي إمامه التكبير ليحوز الفضيلة، كقول: آمين.

    ويأتي بالتكبير الإمام مستقبلاً الناس، ويكبر غير الإمام مستقبلاً القبلة، لأنه ذكر مختص بالصلاة، أشبه الأذان والإقامة. ويجزئ التكبير مرة واحدة، وإن زاد على مرة فلا بأس، وإن كرره ثلاثاً فحسن. والأولى أن يُكبَّر عقب صلاة العيد، لأنها صلاة مفروضة في جماعة، فأشبهت صلاة الفجر، ولأن هذه الصلاة أخص بالعيد، فكانت أحق بتكبيره.

    ويستحب التكبير أيضاً في أيام العشر من ذي الحجة وهي الأيام المعلومات.

    مندوبات العيد:

    - يندب في مقدمات عيد الأضحى الاجتهاد في عمل الخير، أيام عشر ذي الحجة، من ذِكْر الله تعالى والصيام والصدقة وسائر أعمال البر، لأنها أفضل الأيام.

    - ويندب الامتناع عن تقليم الأظفار وحلق الرأس في عشر ذي الحجة، لما ورد في صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل العشر، وأراد بعضكم أن يضحي، فلا يأخذن شعراً، ولا يقلمن ظفراً".

    - إحياء ليلتي العيد بطاعة الله تعالى أي بالعبادة من ذكر وصلاة وتلاوة قرآن، وتكبير وتسبيح واستغفار، ويحصل ذلك بالثلث الأخير من الليل، والأولى إحياء الليل كله. ويقوم مقام ذلك: صلاة العشاء والصبح في جماعة.

    والدعاء في ليلتي العيد مستجاب، فيستحب كما يستحب في ليلة الجمعة وليلتي أول رجب ونصف شعبان.

    - الغسل والتطيب والاستياك ولبس الرجال أحسن الثياب، قياساً على الجمعة، وإظهاراً لنعمة الله وشكره، ويدخل وقت الغسل عند الشافعية بنصف الليل، وعند المالكية : بالسدس الأخير من الليل، ويندب كونه بعد صلاة الصبح، وعند الحنفية والحنابلة بعد الصبح قبل الذهاب إلى المصلى، وهو غسل عند الحنفية للصلاة، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل يوم الفطر ويوم النحر، وكان علي وعمر رضي الله عنهما يغتسلان يوم العيد.

    وكان عليه السلام يتطيب يوم العيد، ولو من طيب أهله. وكان للنبي صلى الله عليه وسلم بردة حمراء يلبسها يوم العيد. وتخرج النساء كما بينا ببذلة بلا طيب خشية الافتتان بها.

    ويتنظف ويتزين بإزالة الظفر والريح الكريهة كالجمعة، والإمام بذلك آكد، لأنه منظور إليه من بين سائر الناس.

    - تبكير المأموم ماشياً إن لم يكن عذر إلى الصلاة بعد صلاة الصبح ولو قبل الشمس بسكينة ووقار.

    وأما الإمام فيسن له التأخر إلى وقت الصلاة.

    ولا بأس بالركوب في العودة. وقال الحنفية: لا بأس بالركوب في الجمعة والعيدين، والمشي أفضل في حق من يقدر عليه.

    - ويندب للإمام الإسراع في الخروج إلى صلاة الأضحى والتأخر قليلاً في الخروج إلى صلاة الفطر.

    - أن يأكل في عيد الفطر قبل الصلاة، وأن يكون المأكول تمرات وتراً، ويؤخر الأكل في الأضحى حتى يرجع من الصلاة، والأكل في الفطر آكد من الإمساك في الأضحى.

    - أن يؤدي صدقة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة، ولا بأس بأدائها قبل العيد بأيام، تمكيناً للفقير من الانتفاع بها في العيد.

    - التوسعة على الأهل، وكثرة الصدقة النافلة حسب الطاقة زيادة عن عادته، ليغنيهم عن السؤال.

    - إظهار البشاشة والفرح في وجه من يلقاه من المؤمنين، وزيارة الأحياء من الأرحام والأصحاب، إظهاراً للفرح والسرور، وتوثيقاً لرابطة الأخوة والمحبة.

    التنفل قبل العيد وبعده:

    ذهب الحنفية والحنابلة إلى: كراهية التنفل قبل صلاة العيد مطلقاً في المصلى والبيت وبعدها في المصلى فقط، ويجوز في البيت.

    وذهب المالكية إلى كراهية: التنفل قبل صلاة العيد وبعدها في المصلى لحديث ابن عباس وابن عمر لا في المسجد، ففي المسجد لا يكره قبلها ولا بعدها، أما عدم كراهته قبلها فلأن السنة الخروج بعد الشمس، والتحية حينئذ مطلوبة اتفاقاً، وأما عدم كراهته بعد صلاتها، فلندور حضور أهل البدع لصلاة الجماعة في المسجد.

    وذهب الحنابلة إلى كراهيته.

    وذهب الشافعية إلى عدم كراهة: النفل قبل صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس لغير الإمام.




    ولا تنسونا من صالح الدّعاء
    آخر مرة عدل بواسطة محمد عجاج : 12-10-2007 في 02:45 AM السبب: إضافة

مواضيع مشابهه

  1. خطبة عيد الفطر المبارك 1430 هـ للشيخ محمد النونان ..
    بواسطة ركاب الداعيات في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 26-09-2009, 12:09 AM
  2. تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1428 هـ
    بواسطة ادارة الموقع في الملتقى الحواري
    الردود: 36
    اخر موضوع: 26-12-2007, 03:05 AM
  3. الردود: 0
    اخر موضوع: 12-10-2007, 02:35 AM
  4. الردود: 2
    اخر موضوع: 05-10-2007, 01:38 AM
  5. الردود: 7
    اخر موضوع: 31-01-2007, 03:05 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ