{11}
==========
تقديس الأكاسرة:
وكانت الأكاسرة ملوك فارس يدَّعون أنه يجري في عروقهم دم إلهي، وكان الفرس إليهم كآلهة ويعتقدون أن في طبيعتهم شيئاً علوياً مقدساً فكانوا يكفرون لهم، وينشدون
الأناشيد بألوهيتهم ويرونهم فوق القانون وفوق الانتقاد وفوق البشر، لا يجري اسمهم على لسانهم، ولا يجلس أحد في مجلسهم، ويعتقدون أن لهم حقاً على كل إنسان، وليس لإنسان حق عليهم وأن ما يرضخون لأحد من فضول أموالهم وفتات نعيمهم إنما هو صدقة وتكرم من غير استحقاق، وليس للناس قِبلهم إلا السمع والطاعة، وخصصوا بيتاً معيناً - وهو البيت الكياني
فكانوا يعتقدون أن لأفراده وحدهم الحق أن يلبسوا التاج ويجبوا الخراج، وهذا الحق ينتقل فيهم كابراً عن كابر وأباً عن جد لا ينازعهم ذلك إلا ظالم ولا ينافسهم إلا دعي نذل، فكانوا يدينون بالملك والوراثة في البيت المالك لا يبغون به بدلاً ولا يريدون عنه محيصاً، فإذا لم يجدوا من هذه الأسرة كبيراً ملكوا عليهم طفلاً، وإذا لم يجدوا رجلاً ملكوا عليهم امرأة فقد ملكوا بعد شيرويه ولده أزدشير وهو ابن سبع سنين وملك فرُّخ زاد خسروا ابن كسرى أبرويز وهو طفل، وملكوا بوران بنت كسرى، وملكت كذلك ابنة كسرى ثانية يقال لها أزرمي دخت (1) ولم يخطر ببالهم أن يملكوا عليهم قائداً كبيراً أو رئيساً من رؤسائهم مثل رستم وجابان وغيرهما لأنهم ليسوا من البيت الملكي.
--------------------------------------------------------------------
أرجو متابعة الكتاب فهذا تاريخ يجب ان ندرسة وليس الاوهام والاكاذيب التى يفرضونها علينا فى المراحل التعليمية حتى خرج جيل لا يعرف الا ما يحب اعدائنا اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الخبير
الروابط المفضلة