بسم الله الرحمن الرحيم
(( سـلـسـلـة قـصـص لا تـثـبـت )) الجزء الأول
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين .
إن القصص لها دور كبير وأثر فعال على السامع و القارىء .
قال تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) .
و أهل العلم يذكرون في كتبهم القصص و الحكايات و في دروسهم و خطبهم لما في ذلك من الموعظة و العبرة فالقصص قد ارتبط الناس بها في القديم و الحديث .
و لما قام أهل البدع و الأهواء بإستخدام القصص المكذوبة و الغير صحيحة لترويج أفكارهم و مبادئهم و انتقلت هذه القصص إلى بعض المتصدرين من أتباع أهل السنة و الجماعة دون أن يعلموا بأنها مكذوبة و غير صحيحة و أخذوا يذكرونها في مواعظهم و خطبهم و دروسهم دون بيان لحالها من ناحية القبول و الرد .
و لما كان الناس يتأثرون بالقصص أمرت الشريعة الإسلامية من الـتـثـبـت من الأخبار من ناحية مطابقتها للواقع و صدق ناقلها و مدى أمانته في النقل.
قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
و لسد هذا الباب قال الأمام محمد بن سيرين ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) كما في مقدمة صحيح مسلم .
و قال الأمام عبد الله بن المبارك ( الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء) كما في مقدمة صحيح مسلم.
و انطلاقاً من حديث (( الدين النصيحة )) رواه مسلم ، و ذباً عن السنة و السلف الصالح جمعت لك بعض قصص القصاصين و نقلت لك كلام علماء الجرح و التعديل و غيرهم على هذه القصص ليميز الصحيح من الضعيف حيث يستدل البعض بهذه القصص الغير صحيحة في بعض المواقف إليك هذه القصص الباطلة و هي كما يلي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الأولى : قصة المرأة التي أنكرت على عمر
من قصص القصاصين قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كان يخطب و يحث على عدم المغالاة في مهور النساء ثم خطئته امرأة أستدلت بآية قرآنية فقال عمر رضي الله عنه : كل أحد أفقه من عمر .
و قد استغل بعضهم هذه القصة للقدح في عمر بن الخطاب رضي الله عنه و غير ذلك من الاستدلال .
حكم على هذه القصة بعدم الصحة كلاً من :
1 ) الأمام البيهقي في كتابه السنن الكبرى 7 / 233 .
2 ) العلامة الألباني في كتابه إرواء الغليل 6 / 348 .
3 ) الشيخ يوسف العتيق في كتابه قصص لا تثبت الجزء الأول صفحة 27 ــ 31 .
4 ) نزار محمد عرعور في رسالته بعنوان ( القول المعتبر في تحقيق رواية كل أحد أفقه من عمر ) ص 20 ـ 38 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( احذروا القصاصين فهم كثر بيننا و هم ليسوا من أهل العلم في شيء )
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الروابط المفضلة