السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شهر مبارك عليكم جميعا بمناسبه هذا الشهر
انا عملت بحث عن الحجاب و حابه انزله في المنتدى على شكل 7 اجزاء و هذا الجزء الاول :
مقاصد تشريع الحجاب في القرآن[
إن ما ورد عن فهم المفسرين للحجاب يجعل التمييز أمرا مستبعدا، فلا بد من البحث عن خيط في الآيات يقود إلى الهدف من تشريعه، وهذا الخيط يمكننا تلمسه من خلال مفردات يمكن اعتبارها مفتاحيه في هذا المجال.
فحديث القرآن في سياق آيات الحجاب عن غض البصر وحفظ الفرج يشير إلى أمر يتعلق بغريزة فطرية لدى الإنسان لا بد من الانتباه إلى ضبطها ومراعاتها وهذه مسئولية مشتركة بين الذكر والأنثى؛ لذلك خُص كل منهم بخطاب يؤكد هذا الواجب الأخلاقي، وازداد التكليف المتعلق بالمرأة بضبط خاص وهو كونها تتميز عن الرجل بجمالية في الخلق، فالحجاب من خلال هذا السياق لا ينفصل عن العفة والانضباط الأخلاقي الذي أمر الرجل والمرأة بمراعاته والاهتمام به.
و مما يؤكد أن تشريع الحجاب يرتبط بالعفة الأخلاقية بشكل مباشر ما ورد في سياقات الآيات حول ما يُخفى من الزينة وما يظهر منها، ومن تظهر له كامل الزينة أو بعضها، وما ورد في الآيات الموالية لتلك الآيات من الحديث عن آداب الاستئذان والعلاقات الأسرية، وتخفيف التكليف فيما يتعلق بالنساء المسنات، أو فيما يخص غير الطبيعي من الرجال، والنهي عن تعمد الحركات اللافتة للنظر، والنهي عن التبرج أمام الرجال غير محارم المرأة وتعمد إظهار الزينة غير الطبيعية واللافتة للنظر.
لقد ضبط القرآن آلية إخفاء الزينة غير الظاهرة بالخمار والجلباب، بحيث يبقى الحد الذي تعرف به المرأة وتتميز عن غيرها وتعرف هويتها، والجلباب والخمار من خلال استعمالاتهما اللغوية والتاريخية يشيران إلى الستر الشامل، وخص القرآن بالستر الجيب -وهو فتحة الثوب عند النحر- واستثني من الستر ما ظهر من الزينة، ولم يعرِّف القرآن ما ظهر منها، والدلالة المتبادرة تشير إلى كون هذا الظهور هو الطبيعي والتلقائي وغير المتكلف، فالحديث عن الستر بالخمار والجلباب لا يمكن أن تكون معه دلالة ما ظهر من الزينة مفتوحة حسب العرف الذي قد يلغي الحجاب تماما، فالتعبير القرآني يشير إلى حجاب طبيعي غير متكلف يستر الرأس والبدن من خلال دلالة الخمار والجلباب، ويسمح بظهور الوجه واليدين وزينتهما الطبيعية وما تحتاجه المرأة في أدائها لأعمالها اليومية.
إن الآيات كما اتضح لنا تشير إلى العفة الأخلاقية كمقصد أساسي لتشريع الحجاب، وهذه العفة لا تتأسس على طهارة القلب فقط إنما تنضبط باللباس أيضا الذي يحول دون التمادي والتساهل والشطط في ضوابط العلاقات بين الجنسين، فاللباس بمثابة عنوان ورقيب أخلاقي لهذه العلاقة.
إذا صح هذا الفهم للسياقات النصية المتعلقة بتشريع الحجاب أمكن القول إنه بمعزل عن أن يكون تشريعا تاريخيا يرتبط بالتفريق بين المرأة الحرة وغيرها، أو أن يكون مرتبطا بأعراف عربية كانت سائدة، فالخطاب يرتبط بمؤشرات لها صلة بقضايا ترتبط بالإنسان والأخلاقيات العامة التي لا تختص بزمان ولا مكان، ومن هنا فالتفسير التاريخي تنقضه سياقات الآيات.
إن دلالات النصوص تعزل الحجاب عن أن يكون علامة تمييزية دينية أو غيرها، فهو تشريع يساعد في ضبط الأخلاق في المجتمع، وإن كان يميز المرأة المسلمة عن غيرها فهو تمييز تبعي وليس قصدياً .
[/CENTER]
الروابط المفضلة