آية الكرسي (1)
(الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم) البقرة/255
عن أبي بن كعب قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:"يا أبا المنذر:أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"قال:قلت: (الله لا اله الاهو الحي القيوم)قال:فضرب في صدري و قال :"و الله ليهنك العلم أبا المنذر" رواه مسلم
يقول الله تعالى: (الله لا اله الا هو)..يفتتح الله عز و جل أعظم آيات القرآن بتقرير قاعدة و أساس هذا الدين و هي التوحيد و التوجه بالعبادة لله وحده لا شريك له,ف(لا اله اله الا هو) تعني أنه لا معبود بحق سواه عز و جل, و العبادة كما يعرفها شيخ الاسلام بن تيمية:"هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأعمال و الأقوال الظاهرة و الباطنة"
فلا تقتصر العبادة بمفهومها الواسع هذا , على الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج,بل هي معنى واسع يشمل حياة المسلم كلها بحيث تصير كلها عبادة لله وحده...فالعبادة اذا.. صلاة و صيام...بر والدين و صلة أرحام...صدق و أمانة...خوف من الله و رجاء لرحمته و اخلاص عمل له و توكل عليه و خضوع و خشوع له و لأوامره و لأقداره عز و جل.
ان حياة المسلم كلها عبادة لله (قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين*لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين)...(ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة)...(و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) . يشري: يبيع
فلا يكون الانسان عبدا لله حتى يتوجه بالعبادات كلها لله وحده لا لأحد سواه , و حتي يحتكم الى شرع الله وحده لا شرع من سواه ,
و حتى يلتزم بطاعة الله وحده لا طاعة من سواه , و حتى يستمد قيمه و أخلاقه و مبادئه و تصوراته و مفاهيمه و مواقفه من مختلف القضايا الخاصة و العامة من الله وحده لا من أي شخص أو حضارة أو ثقافة سواه... و هذا.. و هذا فقط..هو معنى كونك مسلما , أي أنك تسلم نفسك كلها ظاهرها و باطنها لله وحده لا شريك له (ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين).
يتبع ان شاء الله
الروابط المفضلة