لم يعد هناك ما تتمسك به لتبقى ضمن دائرة اسرتها التي شمخت عاليا بافرادها لاحياتها الكئيبة ولا اطفالها المذعورين ولا حتى احلامها التي تلونت بالسوداوية ورماد الحزن واذا كان زوجها قد انزلق الى متاهات الفتن واعتمرته وساوس ابليس فقبل اسابيع جاءها قرابة الفجر يتمايل طربا بينما روائح خبيثه تفوح من فمه الذي يتهوس بالهذيان وعندما واجهته بصنيعه البشع راح يكيل عليها بالضرب والشتائم متوعدا اياها بحياة بائسة 0
ومنذ ايام فقط وقف امامها يطالبها بالمستحيل قال بقسوة عليك ان تخلعي عنك الحجاب والا مزقته ومزقتك معه 00صرخت حينها بشدة ترفض الاستسلام له هل تريدني ان اخلع حجابي اتريدني ان اطهر عارية امام الناس لا00 لن افعل حتى وان قتلتني 0
قال باصرار يمارس عليها ضغوطه :
بل ستفعلين فانا الان رجل عصري متحضر وحجابك هذا ليس الا رمزا للبدائيه والتخلف وسوف يسئلي في علاقاتي الاجتماعيه 0
لقد فاض الكيل بها ولم يعد للصبر من داع في هذه الاجواء الملوثه لهذا قررت ان تترك مملكتها المتداعية هشيم الجلد المنحرف باهواء زوجها وعبثه عن جادة الحق ياالهي كم تغير سالم الزوج العطوف الودود00000الرجل الفاضل الذي كان يذكرها ويبصرها كلما غفلت او اخطأت اجل تبدل سالم كليا منذ ان تعرف على (هاني) ورفاقه عصبة ضاله وشرذمة منحرفه تلطخت مبادئه بقناعاتهم الهدامه تنهدت وهي تفيق من ذكرياتها وهي تعد حقيبتها هامسة :
انا لله وانا اليه راجعون 000
ثم هتفت تنظر الى ساعتها بقلق : لماذا تاخر اخي راشد لقد وعد ان ياتي ويصحبني الى بيت ابي 0
فجأة سمعت حراكا بالجوار التفتت فاذا بسالم يقف الى جانب الباب في حالة مزريه كان واهنا وحزينا وقطرات من العرق تبلل جبينه المتعب كان يبدو مسالما على غير عادته ومع ذلك انتفضت حين اشار الى حقيبتها متسائلا000 ماهذا ماذا تفعلين 0000
قالت بارتباك وفزع 0000 اني راحلة ساذهب الى منزل ابي00
توقعت منه ان يثور ويغضب ان ينهال عليها باللكلمات والكلمات النابية كعهده مؤخرا ولكنه بدلا من ذلك هز راسه بأسى وانسحب الى حجرته يبحث عن عزلة موائمة تعجبت هي لصمته لسكوته عن رحيلها فتتبعته لتقف على حقيقة الامر فراعها مشهده حيث كان يجلس على حافةالسرير ويبكي بمرارة يبكي وكأن المصائب قد حطت على رأسه دفعة واحدة آلمها مرآه قاقتربت منه بتردد ثم سالته خيراً :
فقالت : سالم لماذا تبكي ياسالم ماذا حدث واين كنت ؟
قال بصوت يخنقه البكاء :
اه لو تعلمين ماذا حدث واين كنت لقد كنت في المسجد في بيت الله تراجعت خطوة للوراء بذهول :
ماذا في المسجد ؟لا اصدق كيف حدث هذا ؟
اردف محاولا ان يشرح لها الامر باختصار :
لقد تعرض صديقي هاني اليوم لحادث مروع على الطريق قضى نحبه فيه وكان قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة بين يدي يبكي وهو يقول لي لا ادري كيف ساقابل الله ياسالم وماذا سأقول له سبحانه ان سألني عن معاصي وذنوبي 0
لم ادر الا والارض تميد بي والنهار اصبح ظلاما في عيني فسرت هائما على وجهي في الطرقات وانا شبه مصدوم فقط افكر بكلام هاني وابكي حتى هدتني خطاي الى احد المساجد حيث صليت والتقيت بشيخ فاضل المه بكائي فسالني عن سر حزني والح علي حتى اخبرته بكل شئ ولم يدعني الشيخ الكريم امضي حتى حدثني بحديث عذب زلزل كياني واشاع السكينة في قلبي بل وازال الغشاوة عن عيني لقد كنت ضالا وعاصيا وارجو ان يغفر الله لي 0
ثم التفت اليها برجاء
وانت ايضا ياعزيزتي ارجوك ان تسامحيني وتبقي معي فانا بامس الحاجة الى وجودك بجانبي الان0000
قالت له بمودة تخفف عنه 000
لا تقلق ياعزيزي لن اتخلى عنك ابدا طالما انك عدت الى رشك 00
سعادة خفيه كانت تتسرب الى اعماقها فتمتمت بتضرع (الحمدلله 00 الحمدلله ) 0
منقول
الروابط المفضلة