بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله وصحبه ومن والآه :
ما يقع فيه المؤمن من أنواع البلاء ، يحتاج لقوة يقين وصبر جميل 0
والصبر الجميل هو الذي لا تسخط فيه ولا تشكي ، ولا كآبة الوجه ولا عبوس الجبين ، طبعا هذه منزلة لا يصلها إلا الأنبياء ء لكن الصبر خاتمته عظيمة ونحن قدوتنا الأنبياء وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 0
وأعظم أنواع الصبر هو الصبر الاختياري على ما تستطيعه النفس ولكن تتركه طاعة لله وطمعا فيما عنده من الأجر 0
والعبد مضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه ودنياه ، ولابد أن يصبر المسلم عند البلاء فحتى الأنبياء لاقوا أشد العناء والعنت ، ومالا يتحمله غيرهم ، لكنهم قابلوا هذه المحن بالصبر ، والصبر طريق الفرج وهو طريق الجنة 0
وعند البلاء يجب على الإنسان أن يرضى عن ربه ، فوالله مارضي عبد عن الله إلا أرضاه الله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن عظم الجزاء على عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط )) رواه مسلم 0
قال أبوموسى الأشعرى رضي الله عنه : كم من مصيبة عادت نعمة على العبد إذا رضي عن الله تبارك وتعالي 0
كل إنسان في هذه الدنيا معرَّض للابتلاءات والأمراض ، والمنغصات ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا آذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه )) رواه البخاري ومسلم 0
فالبلاء من مكفرات الذنوب ، وهو دلالة الصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ))أخرجه النسائي وهو صحيح 0
نحن العرب والمسلمين بصفة خاصة ، دائما نعزو مشكلاتنا وأمراضنا للسحر ، والعين ، بناء على أفكار ، واعتقادات خاطئة دون دليل ، وطبعا حاشا أن أنفيهما لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( العين حق )) وقال تعالى : " واتبعوا ماتتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفرو يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ويعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون "
وديننا قد كمل عرف الداء ودلنا على الدواء ، فدلنا على علاج جميع الأمراض ، ذلك العلاج الرباني ، من القرآن والسنة ، الذي هو الأساس والسبب الأعظم بإذن الله في الشفاء من كل داء ، قال تعالى : " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
من أخطاءنا إهمالنا للأذكار اليومية والآنية ، وقد حرم منها كل السابقون واللاحقون من غير المسلمين لما ورد في قوله تعالى عن القرآن : " و لا يزيد الظالمين إلا خسارا " فالذكر هو الحصن الحصين للإنسان من شر كل ذي شر من الإنس والجن ، فلا هو يستطيع أن يؤذي أحد بسحر أو عين ، ولا يؤذى هو بذلك ، ولا يصاب الإنسان بهذه الأدواء إلا في حالات خاصة كتارك الصلاة ، وضعيف الإيمان ، والذي يسمع لهو الحديث ( الغناء) ، والمهمل للأذكار كذلك ، فكيف لا يصيبه سهم إبليس وهو بلا دروع واقيه 0
فلنحرص على الأذكار اليومية والآنية ، وانظر لفضل الذكر ، لوكان لذكر فقط هذا الفضل لكفانا ، فاعلم أنك بحرصك عليها ومداومتك قد نلت خير الدنيا بالحفظ والتحصين ، وخير الآخرة بالأجر العظيم المضاعف 0
وهذه الفضائل كلها من أحاديث صحيحه :
1 – من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 00مائة مرة0000 كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر 0
2 – دعوة ذا النون وهو في بطن الحوت قال تعالى : " لولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) فهي دعاء ، واستغفار وذكر ، وتفريج للكرب فهي من أدعية الكرب 0
3 – لا حول ولا قوة إلا بالله 000 كنز من كنوز الجنة 0
4 – سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم 00 كلمتان ثقيلتان في الميزان ، خفيفتان على اللسان ، حبيبتان إلى الرحمن 0 تكرر بقدر ما يريد الإنسان ، ولو قالها مرة واحدة صادقا لنفعته بإذن الله 0
وغيرها من فضائل الذكر الكثيرة المتناثرة في كتب الأذكار ، مثل : الكلم الطيب / تحقيق الألباني رحمه الله ، الأذكار للنووي ، حصن المسلم م بن وهف القحطاني 0000 فتكون لديك مجموعة رائعة من الأذكار ، ولو داومت عليها ، لتعودت فأصبحت لك كالماء والهواء
وأنت أعلم بمصلحة نفسك ، ولن يحبك أحد ويحرق نفسه ، ويدعو بقلب صادق مخلصا لله ، إلا أنت ، فقوي يقينك بالله بأنه هو الذي ابتلاك وهو القادر على إخراجك من هذا البلاء 0 واليقين : هو الثقة والتوكل ، أي بالدعاء وبذل السبب 0
فلنبادر بذلك ، ثم بعد ذلك إن تيسرت كل تلك السبل أو لم تتيسر فعليك بالدعاء ولا تيأس، قال تعالى : " من روح الله إلا القوم الكافرين "
ولا تستسلم ، ولا تستعجل قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل )) قيل : يا رسول الله وما الاستعجال ؟ قال : (( يقول دعوت وقد دعوت ، فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء " رواه البخاري 0
الروابط المفضلة