يا مَن لديكَ العِلم وَ مِلتَ إلى الدنيا !!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{واتلُ عَلَيهِم نَبَأ الذي ْاتيناهُ ْايَاتِنا فانسلَخ منها فأتبَعَهُ الشيطانُ فكان مِن الغاوين & ولو شِئنا لَرَفعنَاهُ بها ولكِنَّهُ أخلَدَ إلى الأرضِ واتَّبَعَ هواه فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إن تَحمِل عليهِ يَلهَث أو تترُكهُ يَلهَث ذلكَ مَثَلُ القَومِ الَّذِينَ كذَّبوا بِآياتِنا فاقصُصِ القَصَصَ لعلَّهُم يَتَفَكَّرُون} سورة الأعراف الآيتين 175 , 176
جاء في تفسير (ابن كثير):
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءاتَيْنَاهُ ءايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} أي واتل يا محمد على اليهود خبر وقصة ذلك العالم الذي علمناه علم بعض كتب الله فانسلخ من الآيات كما تنسلخ الحية من جلدها بأن كفر بها وأعرض عنها {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} أي فلحقه الشيطان واستحوذ عليه حتى جعله في زمرة الضالين الراسخين في الغَواية بعد أن كان من المهتدين قال ابن عباس: هو "بلعم بن باعوراء" كان عنده اسم الله الأعظم. وقال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل بعثه موسى إلى ملك "مَدْيَنَ" داعياً إلى الله فرشاه الملك وأعطاه المُلْك على أن يترك دين موسى ويتابع الملك على دينه ففعل وأضل الناس بذلك {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي لو شئنا لرفعناه إلى منزلة العلماء الأبرار ولكنه مال إلى الدنيا وسكن إليها وآثر لذاتها وشهواتها على الآخرة واتبع ما تهواه نفسه فانحط أسفل سافلين {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} أي فمثله في الخسة والدناءة كمثل الكلب إن طردته وزجرته سعى فلَهَث، وإن تركته على حاله لَهَث، وهو تمثيل بادي الروعة ظاهر البلاغة {ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي هذا المثل السيء هو مثلٌ لكل من كذّب بآيات الله، وفيه تعريضٌ باليهود فقد أوتوا التوراة وعرفوا صفة النبي عليه الصلاة والسلام فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وانسلخوا من حكم التوراة {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} أي اقصص على أمتك ما أوحينا إليك لعلهم يتدبرون فيها ويتعظون.
طالما أن الأية ورد فيها ذِكر الكلب , فأود أن أورد لكم قصة جميلة سمعتها في شريط بعنوان {خِتامُهُ مِسك} لفضيلة الشيخ / صالح المغامسي تتحدث عن هذا المخلوق وهي كالتالي:
حينما أُهبِطَ آدم عليه السلام من الجنة لم يشأ إبليس عليه اللعنة أن يتركه فسلَّط عليه سباع الأرض فكان الكلب وقتها من السباع فكان يأتي إلى آدم عليه السلام ليؤذيه فجاء جبريل عليه السلام وأخبره بأن يمسح على رأس الكلب , فمسح آدم عليه السلام على رأس الكلب فمات قلبه فلم يعد سبعاً وليس بالأليف , فما يحصل من ألفة الكلب للبشر نتيجة المسحة التي مسحها آدم عليه السلام عليه فهو يتصرف بموجبها وقت أَلِفَته – ولذلك أُحِلَّ أكل الصيد الذي يقوم به الكلب - , وما يحدث منه من شراسة ومهاجمة للبشر بعض الأحيان هو ناتج عن تسليط إبليس له.
فإن أصبت فيما نقلت فهذا من الله وحده و لا حول و لا قوة لي به , وإن أخطأت فمن الشيطان ونفسي والله ورسوله بريئان من خطئي.
منقووووووول
الروابط المفضلة