السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اما بعد اليكن أخواتى هذه الكلمات الرائعة أتمنى من الله أينفعنا بها جميعاً..
ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها :
مملكتك الجميلة التي تتربعين فوق عرشها؟ لماذا لا تطيلين المكث فيها؟ لماذا تكثرين الخروج منها؟
إنك تستطيعين أن تجعلي فيها مصادر كثيرة لسعادتك؟ حتى تصلي إلى درجة تكرهين فيها مغادرتها، مغادرة مملكتك الجميلة.
حتى أولئك اللواتي يكثرن الخروج من بيوتهن؛ فإنهن يسرعن في العودة إليها؛ شوفا للقرار فيها، والاطمئنان في أكنافها.
ولعل من أسباب انصراف النساء عن بيوتهن وزهدهن فيها، قناعة خاطئة بأن الإنتاج والعطاء والعمل خارجها أهم وأثمن وأخطر من داخلها. في حين أن العمل المتقن خارج البيت إنما هو ثمرة الإعداد السليم والسديد داخل البيت، فلو لم يكن الإعداد متقنا داخل البيت؛ لن يكون متقنا خارجه.
ولقد كان قرار المرأة في البيت من الأوامر القرآنية الواضحة. يقول الله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}. قال محمد ابن سيرين: نبئت أنه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحجين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ قالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي،
فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت. قال: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها، رضي الله عنها وأرضاها.
يقول القرطبي: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء؛ كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة؟!
قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية؛ فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس، التي رمي بها الخليل صلى الله عليه وسلم بالنار؛ فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى. وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه.
وأخراً أسأل الله لى ولكم وللمؤمنين والمؤمنات الثبات حتى الممات.
(لااله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين)
الروابط المفضلة