من جريدة الوطن كتب محمد جواد :
عاش المجتمع الكويتي الماضي عيشة كريمة، حيث كانت الاسرة متآلفة متكاتفة يحترم الصغير فيها الكبير ويشعر
فيها كل فرد انه له موقعه، وكيانه الخاص خصوصا الاب الذي كانت له هيبته، ومع تطور الزمن والانفتاح الذي
شهدته الدولة بدأت الاسرة تشعر بالتفكك شيئا فشيئا حيث استقل كل فرد من افراد العائلة في بيت قد يبعد أو يقرب
عن البيت الكبير، ودخل ضيف جديد لم تعهده الاسر الكويتية ما يسمى بالخادمة التي اقتصر عملها على غسل
الاواني والحوش شيئا فشيئا ومع مرور الزمن اخذت هذه الخادمة او العاملة موقعها اكثر فبدأت بالطبخ، ثم ان المرأة
بالبيت ارادت ان ترقي هذه الخادمة فاعطتها تربية الاطفال وتوجتها بان ادخلتها غرفة النوم لترتيب وتنظيف غرفتها،
التي هي في الواقع موقع سر الزوج والزوجة والتي يجب ان لا يدخلها حتى الاطفال، هذه الخادمة اصبحت كل شيء
في احدى التمثيليات كان الاب جالسا في الصالة فقال لزوجته ام فلان لو سمحت هاتي غترتي وعقالي ، فقالت الزوجة
حاضر ثم صرخت بأعلى صوتها ميري فجاءت: نعم ماما، فقالت الام روحي دار بابا هاتي غترته وعقاله، تقول
احداهن شوفة عيني نادى احد الازواج زوجته وهو في الحمام يريد منشفته واذا بالخادمة هي التي تقدمها له،
وهناك المزيد من هذه الآلام نشاهدها في المراكز الصحية فنشاهد ميري تراجع الطبيب للأبناء المرضى وراجو يأخذ
الابناء للسوق وللجمعيات والمتنزهات والمطاعم، ومونيكا تتسلم الطفل منذ ايامه الاولى وتعتني بتربيته فيأكل من
يديها وينام عندها وغيرها الكثير.
الحقيقة مثل هذه الظاهرة مؤلمة وموجعة، حينما يسمعها او يقرأ عنها الانسان ولها سلبياتها الكثيرة واعتقد اهمها
ما نشاهده من انحراف سلوكي واخلاقي عند البعض من الشباب من الجنسين.
في كويت الماضي كانت البنت تدرس وتساعد داخل البيت، اما اليوم فالبنت تذهب للمدرسة ثم تعود للانترنت، تقضي
ساعات طوالا في غياب الام والاب، لتتحول الى بعض القنوات الفضائية التي تعتبر مثل هذه البنت وعاء فاضيا او
ورقة بيضاء لتملي عليها سخافتها، من برامج ساقطة، ومع مرور الوقت تتثقف هذه البنت مثل هذه الثقافة الدنيئة
التي تخرجها من موقعها الصحيح كوعاء لخلق جيل صالح لتصبح ريشة في مهب الريح تتقاذفها ميولها ورغباتها
واهواؤها يمنة ويسرة.
المشكلة ان هذه الخادمة اخذت الكثير من دور الاسرة حتى دور الام والكلام نفسه ينطبق على السائق، سابقا كنا
نستغرب ان فلانا تزوج من خادمته وان فلانه تزوجت راجو السائق، ما لم تواجه الاسرة هذه المشكلة بشجاعة ويتم
وضع ضوابط لعمل السائق والخادمة في البيت، ويعرف كل فرد في الاسرة دوره، فلتبشر الاسرة بسقوط اخلاقي
اكثر مما نسمعه او نقرأه وستنفجر ازمة اخلاقية في مجتمعنا نحتاج الى عشرات السنين واموال الاجيال المقبلة
لعلاجها، واتمنى من الجهات الرسمية ان تفعّل البحوث والدراسات التي قامت بها عن دور الخدم في الاسر
ومخاطرهم، وعرضها على شكل «اكشن» او تمثيليات تعالج هذه القضية التي باتت تقلق البعض ممن يخاف على
مستقبل اسرته ومجتمعه .
الروابط المفضلة