،،،,,,, (( بسم الله الرحمن الرحيم)) ،،،،،،،
إن سألتم عن أبيها فهو سيد البشر، محمد صلى الله عليه وسلم ، إن سألتم عن أمها فهي سيدة نساء العالمين ، خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، إن سألتم عن زوجها فهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) إنه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، إن سألتم عن أبنائها فهما سيدا شباب الجنة ، وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، إن سألتم عن عمها فهو سيد الشهداء وأسد الله ورسوله ، حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
هذه المزايا لم تجتمع في امرأة إلا هذه الصحابية رضي الله عنها
هي سيدة نساء العالمين في زمانها ، ولدت في مكة المكرمة وقريش تجدد بناء الكعبة ، وذلك قبل النبوة بخمس سنين ، واستبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماها ، ولقبها بالزهراء ، وهي شديدة الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة أو قبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر ،
قال ابن عبد البر : دخل بها أي علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد ، فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزينب زوجة جعفر بن أبي طالب
روت عن أبيها صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها ابنها الحسين رضي الله عنه ، وعائشة رضي الله عنها ولعن الله من لعنها ، وأم سلمة رضي الله عنها ، وأنس بن مالك رضي الله عنه ، وروايتها في الكتب الستة
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر لها ، ومناقبها غزيرة , كانت رضي الله عنها صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة الله ، وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ) أخرجه البخاري ومسلم
فترك علي رضي الله عنه الخطبة رعاية لها ، فما تزوج عليها ولا تسرى ، فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه ، وبكته ، وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه
وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد قال لها صلى الله عليه وسلم في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا ، فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت وكتمت ذلك ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم ، سألتها عائشة فحدثتها بما أسر إليها
((( لعلكم عرفتم من تكون )))
أسمها :-
فاطمة بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، الملقبة بالزهراء ، أم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة .
فضلها :-
أخرج البخاري في صحيحه ، في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب : مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم .
1- وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )
2- أخبرني عبد الله بن عبد الوهاب : حدثنا خالد : حدثنا شعبة ، عن واقد قال : سمعت أبي يحدث ، عن ابن عمر ، عن أبي بكر رضي الله عنهم قال ( ارقبوا محمد صلى الله عليه وسلم في أهل بيته )
3- حدثنا أبو الوليد : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني )
4- حدثنا يحي بن قزعة : حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها ، فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت ، قالت : فسألتها عن ذلك
فقالت : سارني النبي صلى الله عليه سلم فأخبرني : أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني : أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت .
توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها ، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة ، وأكثر ما قيل : إنها عاشت تسعا وعشرين سنة ، وكانت أصغر من زينب زوجة أبي العاص بن الربيع ، ومن رقية زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال الإمام الزهري : عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ودفنت ليلا
قال الواقدي : هذا أثبت الأقاويل عندنا ، وقال : وصلى عليها العباس ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل رضي الله عنهم . فرضي الله عنها وجمعنا بها في الجنة .
هذا قليل من كثير من سيرة هذه الصحابية الطاهرة الشريفة ،
فما أجمل أن تجلس الأم مع بناتها وتعلمهن سير الصحابيات ، وما أجمل أن تجلس الأخت مع أخواتها وتعلمهن سير الصحابيات ، وما أجمل أن تجلس المعلمة مع تلاميذها وتعلمهن سير الصحابيات ، إن نسائنا في حاجة إلى دراسة سير الصحابيات وتعلم سيرهن ، في وقت تجد كثير من نسائنا معرفتها بالمطربة والممثلة أكثر من معرفتها بهؤلاء الصحابيات
نسأل الله أن يفقه نسائنا لتعلم سير هؤلاء الطاهرات الشريفات فإنه العز والشرف والفخر في الدنيا والآخرة .
وإلى الصحابية الرابعة من سير الصحابيات ، والله أعلى وأعلم .
ـــــــــــــــــــ
المرجع :-
( سير أعلام النبلاء ) ،،، للأمام العلامة / شمس الدين الذهبي
( صور من سير الصحابيات ) ، للشيخ / عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
الروابط المفضلة