مع مرور الأيام .... خف على تلك الغرفة الزوار .... وقد اقتنع الكثير منهم انه لا فائدة من زيارته فهو طريح الفراش فاقد الحواس
من دون أي حركة ...... وابتعد عن زيارته الجميع ...... حتى من اقرب الأقربين له ....
ألا الأم الحنون لم تزل تدعو ربها ليلاً نهاراً بأن يعيد إليها أبنها .... ذلك الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من العمر الذي ادخل غرفة العناية الفائقة جرى حادث مروري .
أخذت الأم تدوام على زيارته على مدار خمس سنوات .... لم تكل أو تمل .... وهو على سريرة جثة هامدة من دون أي حراك
ولا يربطه بهذه الحياة ألا قدرة الله تعالى ثم تلك الأجهزة التي كان لها نصيب من بدنه ... النحيل ....
وكانت الأم تجلس بجانبه طوال وقت الزيارة وهي تحدثه بأخبار كل يوم ... أخبار الأهل والأقارب والجيران .. والأصدقاء وغيرهم .... حتى ينتهي وقت الزيارة ثم تعود أدراجها ... ومن خلال تلك الأيام أصبحت تلك العجوز معروفة لدى أعضاء المستشفى ..... وقد تكون من اقدم الأعضاء فيه .....وقد كانت تلمس في أعينهم الشفقة ... وكانت تحدثهم بأن الله تعالى سوف يستجيب لدعائها ويشفى لها ابنها ... كلما وجدت تلك النظرات .
ومع مرور الوقت وبعد مرور أكثر من خمس سنوات .... وبينما هي تهم بمغادرة بوابة المستشفى ..... سمعت ... تلك الممرضة
التي كانت تميل إليها ... وتحبها كابنتها ..... تنادي عليها بصوت مرتفع ...... أمي .....أمي ....لقد تحرك ابنك ..... نعم ..لقد رأيته
بنفسي يحرك يداه وينظر إلى ..... فقالت الأم .... الحمد لله الذي لم يخيبني .... وسجدت ... لله شكراَ والجميع ينظر إليها في تعجب
ثم أخذت الأم وتلك الممرضة في سباق مع الوقت إلى الوصول لتلك الغرفة !!
وعن باب الغرفة وقفت الأم وإذا بابنها يجلس على سريرة وعلى شفتيه ابتسامه تكفي كل العالم لكي يعيش في حب وسلام !!
نظرت إليه وهو يطلب حضن االأم الذي افتقده عبر تلك السنين ..... وبعد لحظات .... حضنت هذي الأم ابنها, لكي تشعر براحة تلك السنين .... وبعد الشوق والحنان .... اخذ الإبن يسرد على أمه كل تلك الأخبار التي كانت تحكيها له .
وهو يقول .... كانت صلتي بهذه الدنيا سمعي ..... فقد كنت اسمع كل شيء بجانبي ..... ولأستطيع أن أحرك ألا آهاتي داخل ذاتي
وكان أجمل ما اسمع هو دعائك يا أمي الذي كنت أحس بتأثيره على بدني!! .... وكنت اشعر براحة نفسية عند سماعه !!
وفي هذا يقول الله تعالى ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين )
أخيتي في الله .. لا تستهيني بدعائك على أبنائك .. فلربما أصاب دعائك وقت إجابة الدعاء وتفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء وهنا يكون قد فات الأوان ....
أدعي لأبنائك أن يصلحهم وأن يرزقهم الرفقه الصالحه والذريه الصالحه وان يرزقهم الثبات على طريق الحق ..
الروابط المفضلة