السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الحبيبات لا أحد يشك في اهمية " القدوة الحسنة " للمجتمع بشكل عام وللاسرة بشكل خاص . واهميتها لا تقتصر على أنها رمز فقط وانما هي بمثابة النموذج العملي للمثل والقوانين والاحكام التي نقرؤها كل يوم…
وبحكم قربي من المجتمع الدعوي أو النشاط الدعوي فقد لفت نظري غفلة كثير من الداعيات – جزاهن الله خيرا – إلى جانب القدوة في تصرفاتهن وسلوكهن اليومي . فبعضهن تجعل هناك فاصلا بين اسلوبها في الدعوة وسلوكها في حياتها الشخصية مع أن الاثنان متلازمان ولا يمكن العزل وافصل بينهما بأي حال من الاحوال.
تعرضت لعدة مواقف هناك من تدخل المكان وهي مبتسمة ومستبشرة وتمد يده لتصافك الكل بدون استثناء وسؤال عن الحال… بصراحة هذا التصرف يشعرني بأهميتي وانني انسانه (( مرئية)) لها اعتبار الانسانية أولا ناهيك عن الاسلام وغيير ذلك – كوني مثلا أنا الجالسة وهي الواقفة وانها هي التي دخلت المكان ولست أنا ..الخ – وهو بالتاكيد شعور ايجابي.
وعلى النقيض من ذلك فهناك من تدخل المكان بدون ابتسامة واحيانا "مكشرة " وتنظر إلى من حولها كأنها تطالبهن بالسلام عليها كونها هي التي سوف تلقي المحاضرة – وهي الضيفة – وانها تحمل شهادة و ..و .. الخ متناسية تماما أنها هي من تبدأ بالسلام ليس لأنها هي التي دخلت المكان اخيرا أو لأنها واقفة والبقية جلوس بل لأنها تحمل رسالة وانها محط انظار العامة.
الدعوة إلى الله ليست مجرد كلمات منتقاة من كتب ومدلل عليها بالاحاديث والايات إنما هي سلوك في البداية وتطبيق للاحكام وتأثير بالسلوك قبل الكلام.
إلا يلاحظ اولئك الدعاة المشاهير في العالم كيف يحصون على إلا يظهروا للعامة بمظهر الخداع حتى ولو اتى ذلك على حياتهم الشخصية . بل أن بعضهم يفشي بعض اسرار حياته الشخصية ليؤكد للناس مصداقيته وانه مهتم بهم لذلك يخبرهم بأسراره. فما بالنا بداعية يرتجي منه الناس أن يكون قائدا إلى الجنة وطريقها ويكون ناصحا صادقا يعطي من حياته ووقته ولا ينتظر مقابل.
ناقشت إحدى الداعيات حول هذه المسألة واوضحت لي انه قد يكون عن سهو منها أو عدم تركيز فبادرتها وقلت لها لا انكر ذلك ولكن لا تعتقدي أن المتلقي بهذه السذاجة لدرجة انه لا يفرق بين من يكون ناسيا ومن يتعمد فعل ذلك … ففرق شاسع بين التواضع والمتكبر
انه فرق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
بقلم
خواطر الرماح
الروابط المفضلة