بسم الله الرحمن الرحيم
الغالبية العظمي من المجتمع يفكرون بعواطفهم وتكون ردود أفعالهم بناء على عاطفتهم خلال وقت الحدث فإن كان ردة فعل الحدث غاضبة كان رده غاضباً دون محاولة الاستنباط والفهم والإدراك لمعاني الأمور ويعكس ذلك ردود أفعالنا تجاه أي قضية أو مناسبة ندخل في نقاش فيها لا يتجاوز حكمنا للموضوع وتقييمنا له إلا بما تراه عيوننا وهو حكم مأسور باللحظة حيث تتركز قوى الحكم لدينا على مانشاهده من حروف متشابكة بأعيننا وبذلك تخرج أحكامنا متسرعة واحيانا كثيرة يغلب عليها نبرة الغضب.
وأحيانا نمحص وندقق في كل كلمة وكل لفظة ولكن دون وعي أو ادراك أو حتى محاولة الاقتراب من الشخص أو الموضوع بالقدر الكافي وفهمه
يظل حكمنا متسرعاً ونظل نطلق الكلمات شمالا ويمينا واحيانا يكون هذا الحكم خاطئاً ولكن لا يتضح لنا إلا بعد مرور الوقت ولكن مع ذلك لا نؤمن بقصور حكمنا.
اذا نحن موهومون بأعيننا وحواسنا وعواطفنا
أيضاً فأنت مثلا قد تقع عينك على شخص ولا يعجبك واحيانا لا ترتاح إليه دون أي احتكاك بينكما أو قد تختلفان من اللقاء الأول ولكن لم تقترب منه بعدها فيظل حكمك عليه قاصراً على تلك المرة الأولى التي حكمت عليه فيها بعدم الصلاحية من خلال حواسك فقط ومشاعرك
ولكن لو جاءت الفرصة ومنحت عقلك لحظة بسيطة للتفكير في ذلك الشخص وتقييم بعض اموره لوجدته مختلفا أو حتى كنت قد بنيت حكمك بشكل واضح.
تحكمنا حواسنا وتسيرنا مشاعرنا وتتحكم فينا على الرغم من علمنا بعدم دقتها في كثير من الأحيان مع ذلك نظل حبيسين لها ولا نتحرر منها.
نسمع كثيراً ان فلانا يحكم عقله في كل شيء لذلك يأخذ وقت طويل ليقول ما لديه ويصدر حكمه ويعطي رأيه في أي موضوع.
وهناك صنف اخر يفكر بعواطفه ويؤثر عليه احساسه للموضوع من أول وهله ويصدر فيه حكمه وحتى لو اعطيته الوقت الكافي للتفكير في الموضوع لا يستفيد منه لأنه يكون قد اصدر حكمه من اول وهلة وفي هذه الحالة يكون حكمه خاطئاً دائماً.
الحياة نفسها تحتاج منا الى التفكير العميق والاهتمام وعدم التسرع في اصدار الأحكام على الأخرين والأهم علينا عدم المغالات في احكامنا والتمسك بها عندما نجد أننا بنيناها في لحظة غضب وعدم سيطرة على عواطفنا.
تحياتي
الروابط المفضلة