بدانة السعوديات وأثرها على الميزان التجاري السعودي
وجهة نظر اقتصادية في السمنة والرشاقة النسائية


الرياض - محمد السيف: على الرغم من النصائح التي تقدم للسيدة السعودية كي تحافظ على وزنها ورشاقتها وبالتالي جمالها، لاسيما بعد تعدد القنوات الفضائية التي تجود بالفتيات الجميلات ممشوقات القوام، مما كان له أثران الأول تحريضي، إذ بدأ يفكر عدد من الرجال بأمثال تلك الفتيات اللواتي يغازلنهم من على الشاشة الفضية، والأثر الثاني تثقيفي للسيدات السعوديات، فهنَّ وقد رأين تلك الجميلات، بدأن بالتفكير الجدي للتشبه بهن من حيث أجسامهن وممارستهن للرياضة، وشهدت الرياض، تبعاً لذلك، شوارع تكتظ في المساء بالسيدات ممن يمارسن رياضة المشي، وعلى الرغم من ذلك ومن تلك النصائح الصادقة، إلا نسبة البدانة بين سيدات المجتمع السعودي في ازدياد، إذ بلغت 62% ،وفق تقرير طرحه "ليدر" أحد أبرز أعضاء منتدى المال والأعمال في ندوة إيلاف، وهذه النسبة المخيفة قد تدفع بالشباب السعودي لأن يفكر جدياً بالزواج من خارج بلاده.

ومن منظور اقتصادي بحت تناول "ليدر" تأثير البدانة بين النساء السعوديات على الميزان التجاري السعودي، إذ أن للاستهلاك العالي لدى النساء السعوديات أثره الكبير على الميزان التجاري، وقد تناول "ليدر" هذا الأثر من خلال النقاط التالية :

· الاستهلاك العالي للطعام ونحوه عند النساء بشكل يفوق حاجة الجسم من الطاقة والسعرات الحرارية المطلوبة فتخزن بالجسم بدون حرق، وتتحول إلي شحوم, وبالتالي زيادة الوزن, هذا الاستهلاك العالي للطعام يزيد الطلب على الغذاء بشكل يفوق الاحتياج الفعلي إذا نظرنا للمجمل والمجموع وليس لحالات فردية .

· إن اثر زيادة الوزن للمرأة يأتي بسبب سوء التغذية فهي ليس بالحجم أو الكم بقدر القيمة الغذائية وشريحة كبيرة من النساء والرجال , لا تدرك ذلك فهي تعودت على نوع أو أصناف معينة لا تحيد عنها رغم القناعة الشخصية في أنها غير غذائية نهائيا في حال التركيز عليها وإهمال الكثير من المهم والأهم , هذا يضغط على سلع معينة مثل ( الأرز , السكر , اللحوم البيضاء المستورة , المعلبات بأنواعها ) , فيجعل رقم استيرادها عالياً جدا .

· إن جميع ما يوضع على مائدة الطعام الخليجية والسعودية خصوصا, لا يستهلك منها إلا ما يصل فيما بين 30 إلي 40 % فقط، إذا باقي النسبة أين يذهب؟ إلي سله المهملات إلا من رحم ربي ...وهذا هدر كبير ...بمعنى أدق سلعة الأرز يستورد مثلا 100 مليون شهريا ( مثلا ) وغالبا لا يستهلك منها إلا 50 % مثلا , يعني 50 مليون فقط, إذا باقي الـ 50 مليون في سلة المهملات وعلى ذلك قس في اللحوم والسكريات وأشياء أخرى كثيرة .

· أركز هنا على الأغذية ولم أتطرق للسلع الأخرى الضرورية أو التسوقية أو الكمالية للتوضيح .

· هذه التخمة الغذائية لدينا تزيد طلبنا على السلع , رغم أن الميزان التجاري لصالح المملكة لأن ما تصدره أكثر مما تستورده, ولكن من الممكن أن نقلل من الإسراف والتبذير وهذا يوفر الكثير صحيا وعلى الأقل ماليا، ونحقق بذلك وفراً اقتصادياً كبيراً .

· هذا الضرر الصحي من سمنة النساء، يضغط على خدمات كثيرة ويزيد استهلاك أشياء كثيرة كان ممكن تفاديها وتحقيق وفر اقتصادي فيها, مثل المستشفيات والمراكز الصحية من علاج سمنة بطرق عديدة وفي هذا إنفاق , سلع الرياضة وما يتبعها, الأدوية وبرامج التخسيس, الملابس الخاصة وأشياء كثيرة, ولا أفصل ضرراً على كل خدمة أو وسيله فهي متروكة لكم.

· طبعا المستوى الثقافي له تأثيره الكبير، والمشكلة حتى المتعلمون يعانون, ولكن أعتقد التوعية مهمة جدا وهي قاصرة وغير وافية وغير مركز عليها كثيرا, لا يوجد إيضاح للضرر الصحي وخطورته والبعد الاقتصادي المهم وضرورات أبعاده المهمة، وبعد هذا العرض لهذا الأثر على الميزان التجاري، خلُصَ الأخ ليدر إلى أن المرأة بنسبة سمنتها العالية والتي تصل إلى 62% من عدد إجمالي النساء , تلقي عبئاً كبيراً وضغطاً كبيراً كما الرجل , في الطلب الغذائي العالي الذي يزيد بالتالي من الاستهلاك المبالغ فيه وأطلب من كل فرد من الجنسين أن ينظر لوجبته اليومية مع العائلة أو في المناسبة أيا كانت كم نسبة استهلاكها لها ؟ إنه من الواجب على النساء والرجال، أن يقنعوا بالشكل المعقول والمنطقي من الاستهلاك الغذائي ( وغيره ) الذي أوجد عبئاً صحياً ومالياً بشكل كبير ...حتى أصبحت أكبر تجارة رائجة بالمملكة هي سوق السلع الاستهلاكية وما انتشارها إلا دليل يفرض هذه النظرة والفرضية الواقعة .

ما من شك في أن الضرر كبير اقتصاديا، ويجب أن نعيد حساباتنا في استهلاكنا الغذائي, ولا أقصد هنا النساء فقط بل الكل السمين والمتخم شحوما أو غيره , نريد إعادة صياغة استهلاكنا الغذائي وكل ما نستهلك ... أصبحنا أجود الناس بالاستهلاك ...فالشخص الذي يحتاج كيلو سكر يقتني 100 كيلو والذي يحتاج جسمه إلى سعرات حرارية يومية مثلا 2500 كالري , نجده يستهلك 10000 سعره حرارية وهكذا .

أما الأطفال فلهم قصة أخرى, إذ أصبحوا مدمني وجبات سريعة, وبدينين بدرجة فيل صغير , ولكن أجوف صحيا من الداخل فسريع تلقيه للمرض, لا حظوا أسنانهم تدل على عنوان ما يتناولون من غذاء, وانظروا إلى أوزانهم لتعرفوا أسرته كيف وكم تستهلك؟! لقد أصبحت المعلبات والوجبات الخفيفة هي الطاغية والمسيطرة والإعلان عنها في كل الوسائل يضغط على الأسرة وعلى كل ما يشجع على الاستهلاك، حتى أصبحنا نستهلك أشياء كثيرة لا نحتاجها حقيقة وهي هدر اقتصادي شخصي وقومي كبير، فمتى نصل لدرجة الوعي المسؤول المقنن الذي لا يعني التقتير ولا التبذير ؟! فخير الأمور أوسطها، ونحن أمة وسط ، لكن نساءنا يرفضن وأطفالنا يبكون!! يبكون للبحث عن المرض، ببطء وبجهل.