لكل إنسان منظار وبصمة خاصة .. . . فهناك من يراها مشرقة مضيئة
فاتحة أبوابها .. وهناك من يراها كسفينة عابرة
ترسو ا به .. كل ما عليه محاولة إتمام المسير .. وفئة أخرى لم تضئ لهم
الحياة شموعها sid فينظرون لها نظرة كئيبة ..
وعلينا مسايرتها .. فمن الصعب أن يخفى الإنسان أحزانه .. و يكتم همومه
وآهاته تتصارع بداخله كما تتصارع الأمواج داخل البحر الممتد..!
فحينما تتوشح الدنيا بوشاح القسوة .. تضيق بنا
الأرض بما رحبت .. ونشعر بالضيق كأن العيش في هذه الدنيا أصبح أضيق
من عنق الزجاجة ..
فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي يتفاعل
فيها بمشاعره ويعبر عنها بصدق .. كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا
أن الخير مازال موجودا داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب
للآخرين .. فلا نيأس مازالت هناك نفوس تحمل المشاعل و القناديل لتضيء
أمام غيرها الدروب ... نفوس تحرص على مد يـــد العون دون انتظار كلمة
شكر واحدة ..!
وقد علمتني الحياة أن انفض همومي أتخلص منها بقدر ما أستطيع تمام كما
ينفض الخريف وريقات الأشجار الصفراء من أغصانها برغم أن لكل منا أحزانه و
آلامه وإن اختلفت أشكالها وتنوعت أسبابها إلا أن علينا ألا نستسلم
لها أو نيأس بسببها بل نتخلص منها قبل أن تقضي على سعادتنا ..
وليكن لكل منا صندوق خاص يتخلص فيه من همومه وأحزانه
المهم ألا ندع أحزاننا و آ لامنا النفسية حبيسة في الأعماق تتشعب
وتكبر مع الوقت .. ولنعلم أن الإنسان الحزين الذي يحبس همومه داخل
نفسه إنسان ضعيف الإيمان وضعيف الإرادة.. لكن العاقل هو الذي يحارب
الهموم ويرميها يعيدا مهما أظلمت الدنيا في وجهه .. ومهما عبست الأيام ..
فليس هناك ما يريح النفس أكثر من أن ترسم ابتسامة على شفاه
ظلت عابسة طويلا.. وليس أعظم من أن تبعث النور في عيون طالما
نظرت للدنيا بعدسة مظلمة ... وليس أسعد من أن تزرع الأمـــــــــل
في نفس إنسان قد يئس من الحيــاة .. وليس أروع من أن تأخذ بيد
تــائه ظل يتخبط في خطواته وتوصله إلى طريق الحق والصلاح ..
مــــــــا أروع العطــــــــــــــــاء.. فالعطـــــــــاء قمة السعـــــــادة ...
الروابط المفضلة