بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرا ما كنا نتكلم عن الدعوة إلى الله
ولا شك أن هذا العمل العظيم من أولى ما يهتم به تطويرا وتحسينا..
وتطلعا إلى الأفضل دوما..خصوصا مع تغير الزمن وتطور الوسائل
التي يمكن استخدامها في الدعوة ومع ما يستجد دوما من مستجدات
يمكن أن تخدم هذا الجانب المهم..
وكل عمل بشري عرضة للنقص..وعرضة للخطأ والزلل..
ولا شك أن هناك أخطاء في الدعوة إلى الله..أعني أخطاء في الطريقة الدعوية
ربما عادت بالضرر أحيانا أو النفور وعدم القبول من المدعو..
وأنا في هذا الموضوع..أتمنى أن يذكر كل منا ما لديه حول بعض الأخطاء
التي رآها أو سمع بها أو حتى مما يتصور أنه يعود بالضرر على الدعوة أو المدعو..
وهذا فيه من الفوائد الشيء الكثير ..مما لا يخفى..

وأبدأ أنا بذكر خطأ كثيرا ما يتكرر..وقد رأيته أكثر من مرة..

في المسجد أحيانا ربما رأى أحد الأشخاص على شخص آخر خطأ ما ..
فبعد أن ينتهي من الصلاة نجده يكلمه عن خطئه وينصحه بصوت مرتفع وكأنه يفضحه أمام جموع المصلين فتجد الجميع يلتفتون إليهم وينظرون ويستمعون حتى من لم يكن منتبها من قبل بعد أن يسمع صوت المتحدث المرتفع ينتبه ويبدأ ينظر ماذا في الموضوع وما الأمر..
وربما حصل تدخلات من آخرين وزيادة وأخذ ورد في الكلام تحت ثوب النصح..
فبدلا من أن تكون نصيحة يفترض أن تكون بالسر بينه وبين المخطئ صارت فضيحة..
ولا شك أنه مهما كان المنصوح من الوعي والإدراك والعقل فلن يقبل شيئا بهذه الطريقة حتى وإن أدرك أنه على خطأ فالنفس ترفض هذه الطريقة

تعمدني بنصحك في انفراد *** وجنبني النصيحة في الجماعة

ذات مرة في إحدى السنوات الماضية وبينما كنا نصلي التراويح وبعد الصلاة وإذا بي أسمع صوت امرأة من مصلى النساء تكلم أخرى يبدو أنها تنصحها حول عدم جلبها لأبنائها الصغار في المصلى وتوضح أن ذلك فيه إزعاج وتشويش على المصلين......إلى آخر كلامها وفجأة وإذا بثانية وثالثة ورابعة
وكل منهن تبدي النصح..
أنا متأكد أن تلك المرأة لن تقبل أبدا بهذه الطريقة وبالتأكيد أنها اعترضت على كلام المتحدثة (عفوا أقصد المتحدثات)
واعترضت على كلامها وربما تشاجرت معها أو سبتها أو ما شابه ذلك..
ولا تلام على ذلك لأن الإنسان له كرامته فإذا نصح بذلك الشكل فسيعتبر الأمر فضيحة وتشهيرا..
ولكن لو نصحت المرأة سرا بطريقة مهذبة فلا شك أن هذا الأمر أدعى للقبول..


هناك أخطاء كثيرة في أساليب الدعوة أنتظر المشاركة بتلك الأخطاء لنستفيد جميعا..
أسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا وأن يجعل عملنا خالصا لرضاه..

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الفاضل أبو خالد ..

بدايةً .. شكر الله لك طرقك هذا الموضوع .. الذي يُجسِّد واقعاً مُعايشاً لا يخفى على الجميع .. وأسمح لي أن أدلو بدلوي فيه ..

فأقول مستعيناً بالله الواحد الأحد ..

دعني بدايةً أسأل سؤالاً أستهل به مُداخلتي هذه .. إلا وهو .. ما هو المقياس الذي من خلاله نستطيع القول بأن تلك نصيحة أو فضيحة ؟! ..

أزعم أن كثيراً من الناس لا يعي واقعاً حقيقة هذا المقياس .. فتراهم يتفاوتون في الحكم على النصحية لكونها كذلك أم لا .. كلٌ ومقياسه الذي يحكم من خلاله ..

لعلي أوضح قليلاً ..

أخي الفاضل ..

ليس كل من علا صوته بالنصح فضح .. ولو كان بعض الناس يرى أن ذلك هو مقياس الفضيحة .. بينما أرى من وجهي نظري المتواضعة .. أن الأمر هنا ليس على إطلاقه .. فقد يكون النصح بصوت عالٍ وليس بفضيحة !! ..

تسألني كيف ؟! .. أقول لك .. وأوضح بهذا المثال ..

لنأخذ المسجد مثال لزعمي .. وهو المُحيط الذي تفضلت أنت بالإستشهاد به وسرد بعض ما يحصل فيه .. فأقول :

أكثر ما يُزعج المصلين في المساجد ويقطع على الناس خشوعهم هو ولا شك جهاز الجوال .. لما يُصدره من نغمات موسيقية تؤذي النفس وتُذهِب الطمأنينة .. الأمر الذي يُخرج بعض المُصلِّين عن طورهم فترتفع أصواتهم إستنكاراً على صاحب ذلك الجهاز أنه لم يتعامل معه كما ينبغي قبل الصلاة وخلالها .. هذا الإستنكار يكون في الغالب بأصوات مرتفعة .. وهو الأمر الذي يعده البعض فضيحة لا نصيحة .. وهو عكس ما أراه مع تحفظي الشديد على حالة الهيجان والهرج والمرج التي تحدث أحياناً بين الناصح والمنصوح ..

أقول .. من وجهة نظري أن تلك النصحية المسموعة من غير المنصوح ليست فضيحة .. ذاك أنه عندما رن هاتف ذلك الشخص وسمعه كل المصلين أو غالبهم .. وقد يكون تكرر ذلك أكثر من مرة حتى أزعج المصلين وآذاهم في صلاتهم .. فإنه بذلك يكون قد عرِف المصلون مصدر ذلك الرنين والشخص المسئول عن ذلك .. وبذلك تكون قد أنتفت صفة السِّريَّة .. وأصبح الأمر علنياً ويتطلب التعامل معه كما هو .. أي علناً .. فالخطأ أصبح معروفاً للجميع .. والشخص المسئول عن ذلك الخطأ أيضاً معروف لدى الجميع .. ومناصحته بصوت مسموع - ولين - لا أرى أنه فضيحة في هذه الحالة .. بل قد تتعدى فائدته المنصوح إلى غيره من المتواجدين في ذلك المُحيط فيسعون جاهدين على أن لا يقعوا في مثل ذلك الخطأ مستقبلاً .. فتكون النصحية بذلك مُتعدِّية إلى الباقين ..

أما الفضيحة من وجهة نظري .. فهي التي تكشف ما لا يريد الآخر أن يُكشف أمام الغير .. فعندما تكتشف بطريق الصُدفة أن شخصاً ما يتعاطا مُنكراً .. وأردت أن تُناصحه .. فالأولى بك في هذه الحالة أن تُناصحه على إنفراد لعدم إطلاع غيرك من الناس على ما رأيته عليه .. وإلا كان نصحك له أمام الملآ عندها فضيحة ..

وهنا يكمن الفرق الواضح بين الحالتين .. طبعاً .. أن هنا لا أتحدث عن أيهما أولى .. بل أتحدث عن كون ذلك نصيحة أم فضيحة .. ولو عدنا إلى الأحاديث والآثار لوجدنا كثيراً من النصح العلني في ذلك الوقت .. مما قد يعده بعضنا في زمننا هذا فضيحة .. وأسمح لي أن أتجنب التطرق إليها تحاشياً للإطالة وقد أطلت فأعتذر عن ذلك ..

وتقبل أطيب تحياتي ،،،

أشكرك أخي الحبيب ناصح على مداخلتك وأسأل الله أن يكتب لك الأجر والمثوبة..

أما ما قلت بأن هذا ليس بفضيحة فأقول كلا أخي الحبيب إذ ما هو المقصود من النصيحة
أليس أن يتقبل الطرف المنصوح ما جئنا به من حق..
نحن لم نقل بأن هذه الطريقة حراما ولكنها أشبه ما تكون بالفضيحة والتشهير بالخطأ على رؤوس الأشهاد
فينتبه لخطئه من لم يكن منتبها من قبل..وهذا مما ينفره من القبول..ويبني حاجزا بينه وبين الناصح..
قد يقول البعض أنا أديت الذي علي وأنكرت المنكر ولا يهم هل يقبل من أمامي أولا يقبل..
أقول هذا من أصحاب الهمم الفاترة إذ لو كان ذو همة عالية لاستعمل أفضل الطرق وأنجحها في الدخول إلى قلب المنصوح ..ثم إنه قد يترتب على تلك الطريقة المأساوية مفاسد أخرى كأن ينفر المنصوح من أهل الدين
والاستقامة والفضل ويتصور عنهم تصورات سيئة في أخلاقهم ..
ثم لو تخيلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في مكان الناصح هل نتصور أن يتعامل معه بتلك الطريقة!!..
لا أظن ذلك فمن الاستقراء لسيرته عليه الصلاة والسلام لا نجد ذلك ..
قد يقول قائل إن في تلك الطريقة تنبيها له ولغيره ...وأرى هذا من الخطأ الفادح إذ أن الإنسان إذا أراد أن يعمم التنبيه لا يجعل من أخطاء الآخرين سلما لمصالح أخرى يعتقدها..وإنما ينبه بشكل عام ولا يشترط أن يكون ذلك في نفس الوقت بل يستطيع ذلك في وقت آخر كما كان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك فيقول ما بال أقوام..

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا وييسر الهدى لنا وأن ييسر لنا ما ييسر لأوليائه
وأن يجعلنا من خيرة المؤمنين وصفوة عباده الصالحين..

وبانتظار مشاركات أخرى ..
تحت المجهر الدعوي..لاستقصاء الأخطاء في الأساليب الدعوية..

بارك الله فيك أخي الكريم..

لاحرمت الأجر على هذا الموضوع الهام..

الجمان بارك الله فيك
وننتظر ما يكشف عنه مجهرك من أخطاء وقعت أوقد تقع..

بارك الله فيك اخي على هذا الطرح المميز وجزاك عليه كل الخير
بالنسبة لهذا الموضوع المهم, فقد كنت قد قرأت موضوعا عن صنع رسالة دعوية ناجحة واحب ان اذكر بعض شروطها اذا سمحتم لي عل الفائدة تعم الجميع

لا تشعر الشخص الذي امامك بأنك تلقي محاضرة:
وذلك بأن تكون على سجيتك أثناء الطرح؛ متوسط اللغة غير متقعر ولا مسفٍ ولا مغرقٍ في العامية؛ ولا تبدأ حديثك بما تبدأ به المحاضرات بالرغم من فضل تلك البداية وأجرها. ولتكن معانيك واضحة قريبة سهلة المأخذ وحاذر الرمزية وكن مباشراً دفعاً للظنة والفهم الخاطئ.

احرص على رؤوس الأقلام المهمة:
فقد لا يسعفك الوقت أو شخصية المقابل، فلا تطل واكتف بذكر رؤوس الأقلام المهمة لكونها أرسخ في الذهن وأبعد عن الملل

لا تسرد موضوعاتك مرة واحدة:
فلن يستفيد ولن تجد ما تحدثه به مستقبلاً إلا المعاد المكرر، وستكون كصاحب بيض وضعها في سلة واحدة وقطع بها أرضاً وعرة ثم عثر ! فما ظنك بالبيض ؟

ليكن خطابك مما يحتاجه المدعو:فلا تحدث فقيراً عن الإسراف وخطره مثلاً؛ ولا ترشد آخر غير سالكٍ إلى أهمية النظر في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً، وإذا علمت عمن معك أنه يرافق صحبة سيئة فحدثه عن الصحبة الصالحة وبركتها. وليكن حديثك عن الأشياء الظاهرة عليه أو المعلومة عنه حديثاً غير مباشر خصوصاً في بدايات المعرفة

افادنا الله وافادكم بعلمه وتحياتي

قضية مهمة وحساسه

نعم ... أن النصيحة إذا كانت أمام الملأ لاتكون إلا فضيحه ولاتترك إلا أثراً في النفس

الآن تغيرت الأحوال وكثرت الفتن فالناصح يجب أن يضع نفسه في مكان المنصوح

لنقول أنه أخطأ .. أو تجاوز .. أين الرفق بالدعوة !!

ربما لايأخذها بل تأخذه العزة بالأثم يعتبرها أهانة له لانصيحه

أثابكم الله ووفقنا وإياكم لمرضاته ..

اخواني الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




أكثر خطأ يقع فية الدعاة هو القدوة الحسنه....تسألوني ماذا أقصد من القدوة الحسنة
اليكم هذا المثال الذي تكرر أمامي بصور و أشكال أكثر من مرة :


في درس ديني خاطبتنا احدى الأخوات عن قيمة الزهد و التزهد و نبذ الاسراف و المسرفين و عيرها من الامور التي تحث على عدم المباهاة و التبذير....!!!
في الوقت نفسه كانت هذه الداعية ترتدي ساعة شوبرد قيمتها لا تقل عن 5000 ريال!!!

و الأمثلة كثيرة في هذا الموضوع


اذن يجب أن يكون الداعية قدوة للآخرين

أشكرك أخي أبو خالد على هذا الموضوع الرائع والطرح الأروع
وأنا من وجهة نظري المتواضعة أرى أن نصح شخص بعينه أمام جمع من الناس هو فضيحة لأمره وبالتالي يؤدي ذلك إلى معرفة الجميع بعمله أما نصيحته لوحده فهذه هي النصيحة الهادفة وإن كان المطلوب أن تكوب بأسلوب رزين وصوت هادئ غيرحاد ولا مرتفع .
أما النصحية العامة فلا أعتقد أنها فضيحة إذا كانت تنطبق على الكل لأنها غير موجهة لشخص بعينه كالنصيحة بالمحافظة على الصلاة وإن للكل . وبصوت مرتفع دون التهجم ولكن لكي يسمعها الجميع
هذا والله أعلم
تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

ولا شك أن هناك أخطاء في الدعوة إلى الله..أعني أخطاء في الطريقة الدعوية
ربما عادت بالضرر أحيانا أو النفور وعدم القبول من المدعو..

من أبرز الأخطاء التي تُرتكب حينما يتصدى لإنكار المنكر شخص ربما يكون لديه علم أو دليل شرعي ولكن ليس لديه أسلوب في الإقناع أو ليس لديه القدرة على إيصال المعلومة أو شرح الدليل وهنا تكمن المشكلة الأساسية .. حينما يفقد القدرة على الإقناع والتأثير والتغيير في المحيط الذي حوله .. ويأتي غيره ممن لديه أسلوب قوي وقدرة فائقة على الإقناع وكلمات رنانة ومؤثرة فيؤثر ويقنع على الرغم من أنه قد يفتقر الدليل أو ربما يكون كلامه بناء على فهم خاطئ أو بناء على تتبع رخصة أو زلة أو هوى نفس وهذا كثير ما يحصل والله المستعان ..

أو حينما يلجأ الشخص إلى إنكار المنكر بطريقة منفّرة وأسلوب فظ .. وذلك حينما يكون المنكر كبيراً ..

؛

ومع هذا فطرق إنكار المنكر كثيرة ومتعددة .. وتتفاوت بحسب المنكر .. هل هو عام ومعلن أم خاص .. يتعلق بالأسرة أو بالوالدين .. بصديق أم بقريب ؟ .. وأيضاً بحسب حال المنكِِر بكسر الكاف .. هل هو صغير أم كبير عالم أم ليس بعالم رجل أم امرأة ؟ وهكذا ..
كما أن باب إنكار المنكر وما يتعلق به بالنسبة للنساء يختلف عما يتعلق به بالنسبة للرجال وبالعكس ..


؛

؛

موضوع قيم وطرح هام ..
جزاكم الله خيراً ولا حرمكم الأجر والثواب ..