هذا شاب ( عصري ) كما يدعي ..!!
يهوى القفز فوق منصات ( المقبول ) ..!!
و لا يرضى أن يكون كغيره من
( المقبولين ) شكلاً ومضموناً ..!!
بل يحب أن يبدو كما يشاء ..
لا كما ( غيره ) يشاء ..!!
* لبس مرة بنطالاً .. وخرج مترهل الثقة ..
فلا أحد قبله كان يجرؤ على ارتداء
هذا الزي .. بل إنه كان من الموبقات ..!!
فما إن وطئت قدماه ناصية الطريق ..
حتى سمع دوي ( تصفير ) .. وقهقهة
غلمان يقبعون في قيعة المراهقة ..!!
تراجعت خطوات صاحبنا ..
وبدا على خديه احمرار خجل ..!!
ولكنه قطع الشارع بكل جرأة ..
متجاهلاً نظرات السخرية .. وأحرف التشهير ..!!
وما نال من فعلته إلا وزراً له .. ولمن أدام النظرة ..!!
* قرر في الأخرى أن يجعل من شعره
الناعم الجميل .. أكثر تجعيداً .. بل لنقل أكثر تعقيدا ..!!
فهو مغرم بذلك اللاعب الأفريقي ..
ويريد أن يحذو حذوه حتى في
تسريحته الغجرية الجالبة للنرفزة ..!!
فأمضى نهاره عند حلاق ذي
أصابع مرهفة .. وأضاع الساعات
بقتل ( نعمة ) يتمناها الكثيرون ..
في عصرنا ( الأصلع ) حضارة ..!!
خرج يجر خلفه خصلات
ملتوية كأنهن قرون وعل جبلي ..!!
وعند دخوله للمنزل .. سقطت الأم مغشياً عليها ..
وبادرت أخواته بالبحث سريعاً
عن حجاب كي يتسترنا عن هذا الغريب العجيب ..!!
* أراد مرة أن يفصل ثوباً ..
فكاد الخياط أن يبطش بذوقه الخائر ..!!
فالكم : يريده ضيقاً .. والرقبة
طويلة تلامس أذنيه .. والطول أشبه بفستان زفاف ..!!
وتعال لترى الوسط .. وما أدراك ما الوسط ..!!
فلا أضيق منه إلا أخلاق صاحبنا ..!!
وتأملوا يا سادة به وهو يتسكع
بثوبه اللؤلؤي .. في ذاك المجمع المكتظ بالرجال ..!!
وإن رمقتموه يوماً .. فلا تدعوه
إلا بإنكار .. ولا مانع من الاستعانة بأحد
رجالات الهيئة الكرام .. فهم يملكون
الخبرة .. وسيأتونك بخبره ..!!
وأظن أن ( صفعة ) واحدة بالهواء
كفيلة بأن تجعله يقطع علاقاته
الدبلوماسية مع برج بيزا المائل ..!!
* لن أتحدث عن أسلوبه .. وعن بقية عيوبه ..
فكلكم يدرك بأنه سلب النساء طرائقهن .. وطبائعهن ..!!
ولم يدع من بهارج الموضة شاذة ولا فاذة ..!!
اختار لنفسه حياة أنثوية .. متأسياً
بسلفه من ذوي الفكر النخر ..!!
وترك وراء ظهره أخلاق المسلم .. ومظاهر الرجولة ..!!
وعجبي .. من شباب المسلمين
الغارقين في دهاليز ( اللين ) و ( الغربيين ) ..!!
تاركين مجد اسلافهم الفاتحين ..
ومتبعين حضارة جورج وجاكلين ..!!
فمتى يستفيقون .. وينفضون علائق التقليد .. !!
ومتى يدركون أن الضب خرج
من ( جحرهم ) وتركهم فيه رابضين ..؟!
ومتى يغسلون أصابغ الزيف ..
ويطمسون مساحيق الجهل .. حتى تستبين
لهم حقيقة غرقهم في وحول الخنا ..!!
لا إجابة لدي .. ولكنني أمني النفس
بشمس هداية .. تضيء لهم عتمات عقولهم ..!!
ولا أملك ونملك إلا ( دعاء ) بحجم المسؤولية ..
وربما أكبر ..!!
------
هوجاس
الروابط المفضلة