بسم الله الرحمن الرحيم
في زمن كهذا الذي نعيش فيه ، تظهر أمور لم تكن في العهد السابق ، وتكثر الفتن والمعاصي حتى تصل إلى درجة من اللامعقول ..!!!
أستوقفكم هنا في قضية هامة جداً جداً ، والتي كثرت في الآونة الأخيرة وإنتشرت و أصبح الشخص منا يخاف على نفسه و إيمانه ، بل ويخاف على مستقبله في هذه الحياة البائسة من المعاصي ..
كم من مرة سمعت بعض الأحداث التي حصلت و التي سببت الطلاق لأسرة كانت سعيدة تنعم بالهناءوالحب ..!! و كم من أخرى كانت سبباً في ضياع الأبناء وإنحرافهم بعد أن كانوا في دفءٍ و حنان ينبع من الوالدين ..!!
ولكــــن ...
يأبى الشيطان هذه السعادة للإنسان مهما كانت مكانته في الحياة ..
فكم من مراتٍ عديدة سمعت ببعض الأفعال التي تصدر من الزوج أو الزوجه و التي يكون سببها الطلاق !
فمع صرعات الحياة الجديدة من تمدن و اكتشافات و و و ... إلخ
كثرت المشاكل وزادت الفتن ، و تمركزت تلك الآفة الحضارية على النساء ..! فمع دعواهم لها بالتحرر و الإستقلالية ، دعوها إلى الإنخلاع وإلى التعري ، حتى تجذب الرجال المسلمين الضعيفوا الإيمان إلى الهلاك وهتك الستر الزوجي بينه وبين زوجه ..!!
و كذا الحال مع الرجال ، فقد تلاشت تلك الرجولة ، وذابت القوامة حتى أصبح الرجل كالمرأة بل وأحياناً أعظم منها في الأناقة والمكياج حتى ، فيأسر قلوب النساء بجماله وقوامه ، حتى تمسي المرأة وهي تحلم بذاك الرجل العريض الطويل ، صاحب العضلات القوية ، وذا الرومنسية في نظراته و همساته ..!!
و هذه أسباب كافية جداً بأن يهتك ستراً ، و يهدم بيتاً ، ويزعزع الحب و القناعة بين الزوجين ، نعم إنه لسبب كافٍ جداً ...
فكم من زوجة طلبت الطلاق لأنها لم ترى في زوجها ذاك الرجل الطويل ، العريض ، صاحب القوة في الجسم ..!! و الذي تحكي عيناه الحب بكل أشكاله .. لأن زوجها كان ذاك النحيل و القصير ، و الذي لا يعرف كلمات الحب أبداً - هذا في نظرها - ...
و كم من زوج طلق زوجته لأنه لم يرى فيها تلك الجميلة القوام ، صاحبة الشعر الأسود ، والعينان الواسعتان ، والخصر الممشوق ، والطول المتناسق ، ووووو .. لأن زوجته كانت تلك السمينة القصيرة ، التي لا يعرف خصرها من جسمها ، والتي لا تراعي الموضة و ما تفعله صاحبات البرامج التلفزيونيه - هذا في نظره - ...
فاحب أن أقول لكل ممن خالجت فكره و عقله - إمرأة كانت أو رجل - هذه الامور السابقة ما يلي :
إن الله سبحانه ما خلق بشر على وجه الأرض و هو خالٍ من الجمال ، لكن الجمال أنواع ، فمنه جمال المظهر الخارجي و هذا يا اخواني والله زائل و الله زائل ، والله زائل ، فلو ظن رجل على وجه الأرض بأن زواجه من إمرأة جميلة جداً دائم على طول العمر فهو مخطئ ، فلو ظلت جميلة إلى مدة من الزمان فهي لابد أن تصل إلى عمر كبير بحيث تصبح إمرأة مسنة في العمر ، عجوز ، قد لعب الزمان لعبته على ملامحها فغدت تلك الجميلة ، عجوز لا تملك ذلك الخد النضر و لا تلك الإبتسامة الحلوه ولا ذلك الجسم المتناسق أو العينين الواسعتين .... بل أصبحت عجوز أوتعلم ما معنى هذه الكلمه ..!؟ لا تعرف لأنك رجل لا تعرف ماذا يحدث من تغيرات في جسم المرأة ..قد تصل هذه الجميلة إلى حد يجعلك قد تكرهها و تكره يوم إقترانك بها ...
و هي إن لم تصل إلى هذا العمر قد تموت في يوم من الأيام ، و أتعلم ماذا يحدث لهذه الجميلة التي أسرت قلبك وجعلتك تهدم بيتك وتهجر زوجتك لتبحث عنها و تلحقها ..؟؟ لا أطنك تعلم ، لأنك لو تعلم ما تركت زوجتك وأم أبنائك راكضاً وراء إمرأة جميلة ستموت يوماً ، وهذا الجسد الفاتن الجمال سوف يأكله الدود يوماً ، وسينتفخ في قبر ضيق و تخرج من خصرها النحيل الذي أقرّ عينك و أسر فؤادك الدود ...!! و ذلك الجمال كله سيزول عندما تحتل الديدان هذا الجسد الكريه الرائحه المتعفن في أسفل الأرض بين التراب ..!! أوتحب أن تقترن بها عندها تاركاً زوجة قد حفظتك في سرها وعلانيتها ، هاجراً زوجتك و أم أبنائك ...؟؟ لا أظن ذلك ...
و منه كذلك جمال الروح الخارجي ، وهذا ما يجب أن ينصب جل إهتمامك به ، لا الجمال الخارجي ، فجمال الروح دائم ، يدوم حتى لو وصلت المرأة إلى عمر كبير ، ستظل تحمل تلك الروح الجميلة التي تجعلك ترتاح لها و تحمد الله على أنك حصلت على زوجة تتحلى بهذه الروح الجميلة ، وأما إن ماتت فستظل ذكرى جمال روحها محفوراً بين طياتك ، ومغروساً في خفايا قلبك و كلما تذكرتها ستتذكر جمال روحها و طيبة هذه الروح ..
فلا تظن أخي المسلم بأن كل جميلة تراها في البرامج أو في الأماكن المختلفة هي ما تبحث عنها ، فلا تجعل سعادة لحظات تطغى على سعادة سنين قمت ببنائها أنت وإمرأة كانت لك ستراً وحفظاً من الشيطان الرجيم ، و كلما وقعت عيناك على جميلة حركت فيك شيئاً من العاطفة سارع بالنظر إلى جمال زوجتك الحقيقي ، الجمال الروحي ، الجمال الذي لا يزول أبداً ، وتذكر بأن هذه الجميلة ليست جميلة لأن الشيطان يزيّن لك جمالها حتى يهدم بيتك ، ويهتك سترك ... فاستعذ بالله ولا تلتفت إلى دعوى إبليس ، الذي هو ظالم لك ...
حفظك الله أخي المسلم من شر إبليس وأتباعه ، وجعلك زوجاً صالحاً لزوجتك تقر بها عينك وتعصمك من الوقوع في الحرام ...
وفي المرة الأخرى سوف أتكلم عن المرأة الزوجه ...
ولكم تحياتي .
الروابط المفضلة