انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: نسائنا والاسواق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    الكويت
    الردود
    162
    الجنس

    Post

    نساؤنا في الأسواق

    أحمد بن ناصر الخطاف

    المقدمة



    الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. والصلاة والسلام على إمام المتقين ورسول رب العالمين وعلى آله وصحبه والتا بعين.

    أما بعد:

    فإننا نعيش في زمن تكاثرت فيه وسائل الفساد، وتعددت فيه سبل الشر والإفساد، وأصبحنا بين أنياب فتن تطحننا بالعشي والإشراق ومن هذه الفتن ما نراه في زماننا هذا من كثرة الأسواق، وما نراه من كثرة خروج النساء إلى هذه الأسواق بلا ضوابط وبلا توق ولا حذر مما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع نصيحة لأخواتي المسلمات وتذكيرا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت. وإليه أنيب.

    هذه هي الأسواق:

    أختي المسلمة: إذا أردت أن تعرفي حقيقة هذه الأسواق التي فتن بها كثير من الناس فاستمعي لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (أحب البلاد إلى الله مساجده، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) .

    وما ذاك إلا لوجود أنواع المعاصي داخل أسوارها، فالغش، والخداع، والربا، والحلف الكاذب، وأنواع الفتن المظلمة توجد في مثل هذه الأماكن التي يبغضها الله جل وعلا.

    فهل يليق بك أيتها المسلمة أن تجعلي وقتك الثمين يضيع سُدىً داخل هذه الأسواق؟ وهل يليق بك بعد أن عرفت حقيقتها أن يكون همك هو دخولها وقضاء ولو بعض الوقت فيها؟

    أختي المسلمة: احذري كثرة الدخول إلى الأسواق،فهذه هي حقيقتها....

    الحاجة في الخروج إلى السوق:

    إن كرامة المرأة وعفتها وسمو روحها، وحفظ دينها مرتهن ببقائها في بيتها، كيف لا وقد أرشدها خالقها إلى ذلك فقال جل وعلا: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية ا لأولى}. [الأحزاب: 33]

    فمتى ما غفلت المرأة عن توجيه خالقها ولم تذعن لأوامر بارئها، باتت حياتها جحيما وأصبحت وهي في بعد عن الله والدار الآخرة وانقضت حياتها وهي لم تذق حلاوة طاعة ربها ومتابعة أمر نبيها صلى الله عليه وسلم.
    أختي المسلمة: إن خروجك إلى السوق بلا ضرورة أمر خطير له عواقب وخيمة تجنين عواقبه حسرات ولوعات ولو بعد حين. كم من امرأة خرجت إلى السوق بلا حاجة، سمعت من زميلتها أو قريبتها عن تلك التخفيضات المذهلة، فسارعت إلى هذه المتاجر لتستغل هذه الفرصة لأن المدة محدودة- كما يزعمون- فاشترت الكثير وأسرفت، ولسان حالها يقول: ((المهم أني اشتريت قبل انتهاء مدة التخفيضات ))، ولكن لا يهم هذه المرأة- هداها الله- أنها عصت خالقها عندما خرجت إلى السوق بلا حاجة، وعندما أسرفت وخاضت في مال الله بغير حق. فالواجب على المرأة المسلمة أن تقدر الضرورة بقدرها، وأن لا تجعل خروجها إلى الأسواق للنزهة والترفيه عن النفس، وأن تعلم أن الله سوف يحاسبها على ذلك كله.

    لا بد من الاستئذان:

    هناك أمر يجب التنبه له، والحذر من تركه والتهاون فيه؟ فكثير من النساء- هداهن الله- قد وقعن فيه وتساهلن في شأنه ولم يلقين له بالا، ولم يحسبن له حسابا، وما ذلك إلا لقلة علمهن بخطورته، وعدم إدراكهن سوء عواقبه ؛ ذلكم هو الاستئذان من الولي زوجا كان، أو أبا، أو أخا، أو من يقوم على المرأة بالرعاية والولاية.

    وقد أمرت المرأة المسلمة إذا أرادت أن تخرج إلى المسجد أن تستأذن وليها في الخروج، فقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح باب: استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره . فكيف إذا كان الخروج إلى السوق؟.

    فاتقي الله يا أمة الله، واحذري الخروج من بيتك بلا استئذان.

    لباس المرأة المسلمة في السوق:

    المرأة المسلمة قد تميزت عن نساء العالمين بميزة عظيمة؟ هذه الميزة لم تكن من قبل هيئة، أو مؤسسة، أو جمعية، إنما هي كرامة من عند الله ورعاية إلهية لهذه المرأة المسلمة من دون النساء.

    هذه الميزة نزلت من عند الله لتكودن عبادة للمرأة تحتسب أجرها من الله، ولتكون سلاحا يحميها من الأعداء الذين يريدون بها سوءا ويبغونها أن تكون سلعة رخيصة وأصبحت هذه السمة قرانا يتلى إلى يوم القيامة بم يقول جل وعلا: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما} [الأحزاب: 59].

    تقول أم سلمة رضي الله عنها: (( لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن } خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكيسة سود يلبسنها )). قوة إيمان وسرعة استجابة وإذعان، فنساء الأنصار أدركن عظم هذه الكرامة، لأنهن ذقن طعم التبرج في الجاهلية، فيجب عليك أيتها المسلمة أن تعظمي أوامر الله عز وجل وأن تسارعي الخطا لتلحقي بركب نساء الأنصار اللائي أطعن الله ورسوله، ولتظفري بجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين.

    صور مشاهدة:

    أ- لبس الثياب الجميلة:

    إن على المرأة المسلمة إذا أرادت أن تخرج إلى السوق أن تجتنب لباس الزينة وما يجلب الأنظار من ألوان ونقوش وزخارف ونحوها، وأن تجعل ثياب السوق ثيابا فضفاضة غير ضيقة خالية من كل ما يدعو إلى الفتنة أو تعلق الأنظار. وما وقع فيه اليوم كثير من النساء من ارتداء الملابس الجميلة الفاخرة والتباهي بها في الأسواق، وفي تجمعات لا تخلو من الرجال، إنه حقا شيء مؤسف ومؤذن بتفشي منكرات أعظم وأعظم، وما اشتعلت نيران السفور في المجتمعات الإسلامية إلا عندما تهاون الناس بمستصغر شرر هذه الأمور.

    ب - احذري من التعطر:

    تعجب كثيرا لحال صنف من النساء يذهبن إلى الأسواق وهن في أبهى حلة وفي حالة من التجمل والتعطر لا تكاد توصف، تجد أن رائحة العطر تشم من إحداهن وهي تنتقل من متجر إلى آخر، ولا تتجاوز أحدا إلا ووجد ريحها، ألم تسمع هذه المرأة بما ورد في شأن المستعطرة التي مرت على قوم ليجدوا ريحها،يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية) . أي وصف أشد على النفس من هذا الوصف، وكفى به زاجرا ورادعا، فاحذري أيتها المسلمة من التعطر والتبخر عند خروجك لأي مكان يجد الرجال فيه رائحتك.

    ج- ظاهرة ما يسمى بالنقاب:

    إذن كثيرا من النساء المسلمات- هداهن الله- قد استبدلن النقاب المشين- الذي يخدش الحياء ويعرض المرأة للإيذاء- بدلا من الحجاب الشرعي الساتر الذي قال فيه عز وجل: {... وليضربن بخمرهن على جيوبهن... } [ النور: 31].

    وقوله سبحانه وتعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما} [الأحزاب: 159].

    وإدناء الجلباب هو من الرأس إلى حدود الصدر ليخفي الوجه والنحر فلا يبدو منه شيء، وهذا النقاب قد عم وطم، وأخذ النساء يتفنن في طريقة لباسه، حتى خرج من كونه حجابا إلى كونه زينة وجمالا.

    والنساء في لبسهن لهذا النقاب لا يخلون من أربع حالات:

    1- منهن من تلبسه بحجة أنها لا ترى:

    وهذه المرأة يجب عليها أن تقدر في نفسها مدى هذه الضرورة التي دعتها إلى كشف عينيها؟ فإن كان الداعي لذلك هو الخوف من التعثر أو عدم تمييز الطريق أو عدم تمييز حاجتها، فإن لها أن تكشف من عينيها ما يندفع به الضرر، فإن زال الضرر بكشف عين واحدة فلا تتجاوز هذا القدر- وهو كشف عين واحدة- إلا عند الحاجة لكشف العينين معا، مع مراعاة قدر الحاجة.

    وإن كانت هذه المرأة ترى الطريق بوضوح، وتستطيع أن تميز حاجتها بدون أن تكشف عينيها، فلتتق الله في نفسها، ولتعلم أن الذي قد من عليها بنعمة البصر قادر على أن يسلبه منها سبحانه وتعالى، فإن التحايل والمكر يهلك صاحبه ويورده المهالك ويعرضه لسخط الله جل وعلا فانظري أختاه أين أنت من هذه الحالة؟.

    2- منهن من تلبسه عن حسن نية:

    وهن أكثر النساء- هداهن الله- فإذا نصحت إحداهن قالت- بملء فيها- هذا ليس بحرام وقد أفتى بجوازه عدد من المشايخ، وليس لنا نية سيئة عندما لبسناه، وكلام طويل بنته إحداهن على غير أساس من علم أو ورع، وإنما تلقفته من صويحباتها على غير هدى وبصيرة. كيف بهؤلاء النسوة وحالهن أمام الله جل وعلا؟ كيف يقلن بجوازه وقد أفتى بتحريمه في هذا الزمان علماء أجلاء؟ كيف يقلن بجوازه وهو ذريعة إلى فتنة لا يعلمن بها؟ كيف يقلن بجوازه بحجة سلامة نياتهن؟ فهل علمن بسلامة نيات من يفتن بهن من الرجال في الأسواق وغيرها؟ إن على المرأة المسلمة أن تتقي ربها في جميع أمورها وأن لا تدع أمر الحجاب على ما تقدره هي من حسن النية أو فسادها، وإنما عليها أن تقول: سمعنا وأطعنا، وأن ترجو ما عند الله من الفضل العظيم بسبب تمسكها بحجابها الشرعي المحتشم؟ {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51].

    3- منهن من تلبسه تقليدا لغيرها:

    رأت إحدى قريباتها أو صاحباتها ترتدي النقاب بشكل مغر وجميل- على حد تصورها- فانساقت وراءها وأصبحت تابعة لغيرها- حتى وإن لم تكن قد اقتنعت بهذا الأمر- قد أهملت شخصيتها، وألقت بعقلها بعيدا وحجبت روحها وعقلها من التعليم الإلهي والتوجيه النبوي، وأخذت فكرها ومنهجها من كل ناعق، فتخبطت في النقائص الرذائل من حيث تدري ومن حيث لا تدري، فاحذري يا أخية أن تكوني من هؤلاء وكوني تابعة لمن نجاتك في اتباع سبيله- من لا ينطق عن الهوى- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وارضي لنفسك أن تكوني قدوة لغيرك، ومتبوعة في الأعمال والأخلاق الإسلامية الفاضلة، واقتدي بمن سبقك من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، وتعلمي من نساء الأنصار سرعة الاستجابة لله وللرسول؛ فإن عائشة رضي الله عنها تقول: (( والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقا لكتاب الله و إيمانا بالتنزيل؛ لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن } وانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان )).

    4- منهن من تلبسه للزينة وإظهار الجمال:

    وهذا الصنف من النساء على خطر عظيم قد فتن أنفسهن أولا، وفتن غيرهن ثانيا، وأصبحن- والعياذ بالله- داعيات للشر والفتنة.

    فكيف بهن إذا وقفن بين يدي الله عز وجل، وعرضت عليهن أعمالهن وصحائف سيئاتهن؟.. هذه قد فتنت فلانا، والأخرى آذت فلانا، فتحملن الآثام والأوزار، وبدا لهن من الله ما لم يحسبن له حسابا، فإياك إياك أن تكوني من هؤلاء اللاتي خسرن أنفسهن ودينهن ورضين بالحياة الدنيا من الآخرة وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.

    د- لبس الأحذية العالية:

    هناك أمر يجب التنبيه عليه وهو أن بعض النساء لا يتورعن عن ارتداء الأحذية العالية الوافدة من الغرب أو الشرق- التي تفنن مصمموها على أن تكون جالبة لأنظار الرجال إلى المرأة عن طريق الصوت الناتج من ضرب المرأة برجلها في الأرض ؛ فيحدث من جراء ذلك فتنة وإثارة من في قلبه مرض. وقد أرشد الله سبحانه وتعالى نساء المؤمنين لهذا الأمر، فبعد أن أمرهن بغض أبصارهن، وحفظ فروجهن، وعدم إبداء زينتهن لغير محارمهن، وبعد أن أمرهن بضرب خمرهن على جيوبهن قال تعالى: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} [النور: 31] ثم عقب سبحانه بقوله: {... وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }. [ النور: 31]

    من الذي آتى بك إلى السوق؟
    عندما يقرر كثير من النساء الدخول إلى السوق قد لا تجد من محارمها من يذهب بها فتأتي إلى السوق إما مع السائق بمفردها بدون مصاحبة محرم لها، أو تستأجر سيارة أجرة فتكون بمفردها وهذا مزلق خطير، وأمر مستطير قد فشا وانتشر في مجتمعنا- ولا حول ولا قوة إلا بالله- فما صبحت ترى عن يمينك وشمالك، ومن أمامك وخلفك صورا من هذا كثيرة؟ سائق ومعه امرأة وكأن الأمر مباح، وكأن شيئا لم يكن، وما ذاك إلا لذهاب الغيرة عند كثير من الناس وسكوت المصلحين عن هذا الأمر العظيم الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم فقال: ( لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه. فماذا ننتظر إذا نحن جعلنا هذا الأمر من متطلبات العصر، ومن الضرورات- التي اختلقها الناس-، وإلا فنحن نجد أن في المنزل الواحد أكثر من رجل من محارم المرأة، ومع هذا يلجأ رب الأسرة إلى إيداع نسائه مع السائقين وأصحاب سيارات الأجرة بلا خوف ولا تفكر في العواقب. فهل ننتظر أن تنزل بنا العقوبة أو تحل قريبا من دارنا؟

    أم كيف سنلقى الله ونحن قد فرطنا فيما استرعانا وولانا عليه؟

    ثم اعلمي- أيتها المرأة المسلمة- أنك بمجيئك مع السائق أو صاحب الأجرة بمفردك قد ارتكبت أمرا حرما، يجب عليك أن تحاسبي نفسك عليه وأن تتوبي منه وإلا فما حالك إذا قدر الله عليك حادثا وأنت مع هذا السائق بمفردك؟ كيف تكون الخاتمة؟ - والعياذ بالله- أترضين أن يختم لك بهذه الخاتمة السيئة؟.

    إن المرأة المؤمنة بربها، الصادقة مع نفسها هي التي تقف أمام هذا التيار بقوة وشموخ، وتأبى أن تبيع دينها بدنياها، أو تقف في موقف لا يرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنون، والدنيا بأجمعها لا تساوي عندها موقفا أو وقتا تعصي فيه خالقها جل وعلا.

    فانظري- يا رعاك الله- وأجيبي: من الذي أتى بك إلى السوق؟.

    خطورة تجول المرأة في السوق وحدها:

    ترتكب المرأة المسلمة خطأ آخر ناتجا عن مجيئها إلى السوق وحدها بلا محرم؟ فتراها تتجول داخل السوق متنقلة من متجر إلى متجر ومن دور إلى آخر، والأعين الشريرة تطاردها من حيت تشعر ومن حيث لا تشعر، وتظن المرأة أنها بعملها هذا ا ترتكب خطأ، ولم تقع في محذور، والحقيقة أنها قد جنت على نفسها بتجولها في السوق وحدها، ويكفيها خطرا أن أهل الشر والفسق إذا رأوها وحدها تطاولت أيديهم إليها، وآذوها في نفسها، وأحدقت بها المخاطر من كل جانب، حتى من بعض ضعاف النفوس من أصحاب المتاجر الذين يتربصون بالمرأة إذا كانت وحدها، فيرفعون أسعار السلع بأضعاف ما تستحقه، ويستغلون مجيء هذه المرأة وحدها فتدلس عليها كثير من الأمور، بخلاف ما إذا كان معها محرم لها فإن أصحاب المتاجر والباعة قد لا يتجرؤون على مضاعفة سعر السلعة ولا على التحايل، فتكون المرأة بهذا قد كسبت خيرا كثيرا. فقارني أيتها المسلمة بين تلك المرأة التي جاءت وحدها، وعرضت نفسها للأذى، وبين التي جاءت ومعها محرم لها يحفظ كرامتها ويحميها ممن يتربص بها، ويقيها من أن تَفتن أو تُفتن، وقرري ماذا أنت عاملة؟

    شبهة:

    كثير من النساء يدخلن إلى الأسواق بمفردهن بحجة أن الواحدة منهن لا تستطيع أن تقضي حوائجها الشخصية ومعها رجل، أو لأن الرجل يتعجل في شراء السلعة والمرأة تريد أن تتريث حتى تدخل جميع المتاجر، أو لأن الرجل يحاسبها على مضي الوقت وهي تريد البقاء في السوق حتى ولو لم يكن هناك حاجة ماسة. وهذه الأمور يجب على المرأة المسلمة أن تنظر إليها بعين البصيرة والتؤدة، وإلا فكيف يليق بمسلمة أن تمانع من دخول محرمها معها إلى السوق لأنها لا تريده أن يطلع على حوائجها الشخصية مثلا والأجنبي - صاحب المحل- لا حياء منه ولا حشمة؟ فلا بأس عليه - عند هذه المرأة- ولا حرج منه لأنه أجنبي، وما علمت أنه بتصرفها هذا وقعت في أشد مما فرت منه، فلتحاسب المرأة نفسها قبل أن تحاسب على تفريطها وإهمالها، ويكفي هذه المرأة إثما أنها قد تخاطب صاحب المتجر وحدها دون أن يكون في المتجر زبائن غيره، فتتحقق بذلك الخلوة المنهي عنها.

    وهنا لفتة:

    وهي أن بعض الرجال- هداهم الله- لا يبالون ولا يستشعرون بخطورة مجيء المرأة وحدها إلى السوق وتجولها فيه بلا محرم، فتجد أن البعض يأتي بامرأته إلى السوق ولا يصاحبها في قضاء حوائجها بل يكتفي بإيصالها إلى بوابة الدخول ثم ينصرف، ويترك هذه المرأة التي هي أمانة في عنقه ومسؤول عنها أمام الله جل وعلا تجوب السوق وحدها، ولك أن تتصور ماذا يحدث لامرأة تدخل المتاجر وحدها بلا محرم...

    ويحتج بعض الرجال بقولهم: إننا نثق في نسائنا، وهذا كلام جميل ولكن هل يثق أولئك الرجل- بمن هم داخل السوق من الباعة وأصحاب المتاجر والمتسكعين في الطرقات لإيذاء المسلمين والمسلمات؟.

    وكم حدثت من قصص مروعة نتيجة هذه الثقة التي جاءت في غير موضعها فعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في نسائهم، وأن يحتسبوا أجر مرافقتهن والدخول معهن إلى السوق، وعلى المرأة المسلمة أن تحرص أشد الحرص على أن يرافقها محرم لها يحفظ كرامتها، ويصون عرضها، ويقيها أسباب الفتنة ودواعيها.

    احذري اللين في القول:

    يقول الله جلا وعلا مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً } [الأحزاب: 32] أي لا تلين الكلمات وترققن الصوت إذا تكلمتن مع الأجانب من الرجال.

    قال ابن عباس المرأة تندب إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في القول من غير رفع صوت، فإن المرأة مأمورة بخفض ا لكلام.

    ثم قال سبحانه وتعالى: { وقلن قولا معروفا} وهو ما يؤدي المعنى المطلوب بدون زيادة ألفاظ وكلمات لا حاجة إليها .

    وما تشاهد من بعض النساء إذا كانت الواحدة منهن بمفردها، أو حتى مع نساء غيرها من لين في القول، وتكلم بلا حاجة، ورفع صوت، ومشادة بالقول من أجل سعر السلعة وتخفيضها، لهو أم خطير ومنكر عظيم يجب على المرأة المسلمة أن تبتعد عنه حتى لا تقع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى، فاحذري- يا أمة الله- من اللين في القول.

    لا تنخدعي بما يعرض من الأزياء الغربية:

    تمتلئ أسواقنا التجارية بالسلع الأجنبية، وخاصة تلك الملبوسات الغربية الوافدة إلينا والتي تحمل في طياتها الدعوة إلى السفور والتكشف والمجون. وكثير من النساء ينخدعن بما يعرض من هذه الأزياء حتى ولو كانت مخالفة لتعاليم ديننا القويم، ومخالفة لعاداتنا وتقاليدنا، والملاحظ على كثير من هذه الملبوسات المستوردة عدة مخالفات لا يليق بالفرد المسلم ذكرا كان أم أنثى شراؤها فضلا عن ارتدائها؟ فبعض هذه الملابس تكون مصممة للحفلات والمناسبات العائلية، ولكنه لا يتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا المتسمة بالحشمة، والكرامة، والعفة، وبعضها يكون عليه صور محرمة لا يجوز للمسلم أو المسلمة ارتداؤها، وتكثر هذه الصور على ملابس الأطفال خاصة، وبعضها قد كتب عليها كتابات نابية وألفاظ شركية، وأسماء لا أماكن وأندية فاسدة، فاحذري أيتها المسلمة من أمثال هذه البضائع المعروضة وانظري قبل أن تقدمي على الشراء هل هذه السلعة مخالفة لدينك وتقاليدك..؟

    كوني داعية:

    قد تواجه المرأة المسلمة عند دخولها إلى السوق بعض المظاهر السيئة،والمخالفات الشرعية في حجاب بعض النساء المستهترات، وفي أخلاقهن.فما هو موقف هذه المرأة المسلمة..؟

    اعلمي أن عليك واجبا كبيرا تجاه هذا الأمر، كيف لا وأنت مخاطبة بنص الحديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.

    فكوني داعية للخير بين صفوف أخواتك المؤمنات أينما حللت وحيثما كنت، واحتسبي الأجر من الله، فإنك على الخير. وما أكثر النساء الصالحات اللاتي إذا حضرن إلى السوق لقضاء حوائجهن مع محارمهن، أحضرت الواحدة منهن مجموعة من الأشرطة الإسلامية المفيدة ومجموعة من الكتيبات النافعة، ولا تخرج من السوق إلا وقد أهدت شريطا مفيدا أو كتابا نافعا لأخواتها المسلمات، فيعم الخير وينتشر العلم بفضل الله ثم بفضل هذه المرأة الداعية.

    أنت ورجال الحسبة:

    يقف في الأسواق رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر تركوا أبناءهم، وأهليهم، وتحملوا أمرا عظيما، استجابة لله ولرسوله وحماية لأعراض المؤمنين والمؤمنات، وكم من أعراض حميت، وكرامات حفظت بفضل الله ثم بجهد هؤلاء الرجال.

    فما موقفك- أيتها المرأة المسلمة- تجاه هؤلاء المحتسبين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ لا يسع امرأة عاقلة تؤمن بالله واليوم الآخر، إلا أن ترفع أكف الضراعة إلى الله جل وعلا أن يجزي هؤلاء الرجال بأحسن الجزاء تجاه ما يقومون به من توجيه، ونصيحة، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر.

    فكوني- أيتها المسلمة- عونا لهؤلاء المصلحين بتحشمك، وحسن خلقك، ولا تكوني من اللاتي سلطن ألسنتهن شتما وغيبة وبذاءة، وعرضن أنفسهن للآثام من حيث يشعرن، ومن حيث لا يشعرن.

    لا تغفلي عن أهمية الوقت:

    إن من المؤسف حقا ما يشاهد على كثير من النساء- هداهن الله- من بقائهن في الأسواق مدة طويلة بغير حاجة أو ضرورة بل لمجرد الفرجة، وتضييع الوقت الذي يعتبر من أعمارهن، وسوف يسألن عن هذا العمر فيما أفنينه.

    ثم اعلمي أيتها المرأة المسلمة أن مكانك الحقيقي الذي يجب أن تستهلك الأوقات فيه هو بيتك الذي سوف يخرج الأجيال المؤمنة، ودورك في هذه الحياة دور عظيم، يجب عليك أن تخصصي له الأوقات لتنالي رضا ربك وتفوزي بجنة عرضها عرض السماوات والأرض أعدت للمتقين، واجعلي لك هدفا في هذه الحياة، واسعي لتكوني من أنصار هذا الدين العظيم، حتى تكون أوقاتك كلها مليئة بالخير والإصلاح، وحتى لا يجد الفراغ إليك سبيلا.

    نماذج لنساء صالحات:

    أ- لا تعرف الطريق إلى السوق:

    إذا كان ارتياد النساء للأسواق بكثرة، فإن هناك صنفا من النساء لا يعرفن الطريق إلى السوق، قد وهبهن الله نعمة القرار في البيوت، وقد شغلن أوقاتهن بما يعود عليهن بالأجر العظيم والخير العميم.

    أعرف امرأة بلغت من العمر عتيا، ولم تطأ قدمها عتبة السوق، وما ذاك إلا إيمانا منها بأن الأسواق مرتع خصب للفتن والشياطين، فحفظت دينها، وعاشت حياتها بعيدا عن مزالق الشيطان، فهنيئا لتلك المرأة إيمانها.

    ب- فتاة صالحة:

    تعجب أشد العجب من فتاة صالحة تعيش في مثل هذا الزمان المليء بالفتن والمغريات، تقف شامخة بإيمانها، معتصمة بخالقها. ترى الفتيات من حولها وقد اشتغلن بسفاسف الأمور وتركن معاليها، هذه همها آخر صيحة من أزياء الشرق والغرب، وهذه صرفت وقتها أمام المرآة وبين الأحذية وآخر الموضات، وتلك جعلت همها الأكبر وهدفها الأعظم دخولها إلى الأسواق لتشتري ما تصبو إليه وما تتمناه، أما هذه الفتاة الصالحة فجعلت للأمور مقادير، وللشراء والتجمل موازين، لا إسراف ولا تقتير، فتجملت بلباس التقوى، وتسربلت بزينة الإيمان، وتعطرت بأريج الحشمة والأخلاق فنعم الفتاة من كانت بهذه الصفات.
    وختاما:

    أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه، أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يحفظ نساءنا ونساء المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يردهن إليه سبحانه ردا جميلا، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    ------------------
    جلَّ الذي خلقَ الجمالَ وأبدعَ
    فغدا فؤادي بالجَمالِ مولّعُ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    البحرين
    الردود
    41
    الجنس

    Thumbs up

    <FONT COLOR="Green">جزاك الله خيرا .. وجعل الله طريقة اخضر</FONT c>

    <FONT COLOR="Blue">ان موضوعك يستحق الوقوف عنده وقرائته بعمق .. انك بذلت ما بذلت من مجهود .. ان شاء الله في ميزان حسناتك</FONT c>
    <FONT COLOR="Red">على كل فتاة بعيدة عن دينها وتلهث خلف شهوات النفس ان تقف وتقرأ وتتمعن فيما كُتب عسى الله ان يصلح مافي نفسها ويبعد الشيطان عنها </FONT c>

    <FONT COLOR="Black">وعلى الله نستعين</FONT c>

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    دبي- الإمارات العربية المتحدة
    الردود
    1,841
    الجنس
    أحسنت وبارك الله فيك وجزاك خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    في عالم يلتحف النقاء
    الردود
    3,614
    الجنس
    أنثى

    Post

    جزاك الله خيرا وكثر من أمثالك .....

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    الدمام
    الردود
    1,761
    الجنس
    رجل

    Post

    بارك الله فيك أخي الاديب

مواضيع مشابهه

  1. الباحثات عن الماركات والاسواق الامريكيه الراقيه
    بواسطة swani في العناية بالجسم والبشرة والمكياج والعطورات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 16-06-2006, 12:13 AM
  2. بعض نساؤنا اليوم
    بواسطة زهور المساء في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 05-08-2005, 09:35 AM
  3. نساؤنا والسائقين
    بواسطة ابن المقدسات في الملتقى الحواري
    الردود: 6
    اخر موضوع: 10-05-2005, 02:34 PM
  4. ظاهرة تواجد الشباب بكثرة في المجمعات والاسواق بدون سبب
    بواسطة حسون الحنون في نافذة إجتماعية
    الردود: 4
    اخر موضوع: 30-03-2003, 05:21 AM
  5. البنات ...والاسواق النسائية....والبناطيل....
    بواسطة المعتزة بدينها في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 28-02-2001, 11:25 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ