بسم الله الرحمن الرحيم
في الأسبوع الماضي تلقيت خبرين كانا كالفاجعة ..
فما كدت ألملم شتات نفسي من خبر استشهاد عبدالعزيزالرنتيسي رحمه الله..
حتى أفجع باستشهاد أبو الوليد "عبدالعزيز الغامدي" رحمه الله..
لقد حزنت حزنا شديدا ووجمت وجوما كبيرا ..
فلقد كان حقا أسبوع الحزن وإن شئنا فلنقل شهر الحزن ..
في أمتنا المليئة بالجراح والأحزان..
كم هي أمتنا بحاجة لأولئك الأشاوس الذين يذودون عن حمى الدين ويرفعون الذلة بجهادهم عن عباد الله المؤمنين..
رحمك الله يا أبا الوليد فلقد كنت خير خلف لخير سلف ..نعم لقد أبليت بلاء حسنا نحسبك والله حسيبك مذ كنت شابا يافعا صغيرا وأنت تصول وتجول وتذيق أعداء الله الويلات..فإذا ذكر الجهاد الأفغاني كان لك فيه نصيب وإذا ذكر الجهاد في طاجكستان كان لك فيه نصيب..وإذا ذكر الجهاد في الشيشان كان لك فيه أوفر حظ ونصيب..
فلله درك من رجل والله بآلاف الرجال ..كم أقلقلت الأعداء وأقضضت مضاجعهم..حتى لم يعودوا يهنأوا بالعيش
كم علمت الأمة من دروس في العزة والكرامة في وقت أذلت فيه الأمة أيما إذلال..
كم بكت عيوننا لفراقك ..
ولكن لعل الحور قد تزينت ..والعروس قد استبشرت باللقاء..بعد طول انتظار...
لقد أبلى أبو الوليد رحمه الله بلاء حسنا فكان خير خلف لخير سلف – خطاب رحمه الله- فهل يا ترى سيظهر خطاب آخر وأبو الوليد آخر ..
نعم لقد أنجبت تلك المرأة الصالحة أبا الوليد وعندما جاء الناس لعزائها في فلذة كبدها
قالت : هنئوني وعزوا الأمة..
نعم لقد أعادت الأمجاد ..أمجاد أمتنا التليدة من سلفنا الصالح ..
لقد ذكرتني والله بحفصة بنت سيرين عندما استشهد زوجها في سبيل الله فجاء النساء يعزينها في استشهاد زوجها فقالت لهن: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن وإن كنتن أتيتن لغير ذلك فارجعن من حيث أتيتن..
الله أكبر يا أم عبدالعزيز يا حفصة العصر..لله درك..
لن تفنى أمة فيها أمثالك..لا أعدمنا الله نساءا مثلك ..
إن كان ذهب خطاب وذهب أبو الوليد فإن الشيشان تنتظر من أرحام بنات المسلمين أن يقذفوا إليها بآخرين ممن باعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله فاشترى الله منهم وأجزل لهم العطاء في الجنة يرتع كل منهم حيث يشاء..
نحسبهم والله حسيبهم من الشهداء..فأين صانعات الرجال..
لا أشك أن أرحام بنات المسلمين لن تعقم أبدا عن أن ينجبن أبطالا أمثالهم..
عزاؤنا فيهم قول الله:
((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ...))
الله أكبر يا ذرى الشيشان ** هلا رحمت القلب من أحزان
بالأمس يقتل سامر غدرا ** واليوم قلبي غائر الجرحان
استشهد البطل الذي بقتاله ** أرخى رؤوس الروس في شيشان
أأبا الوليد يا راحلا عن تربنا ** لله درك يا أخا العرفان
ذهب الشقى وترحلت أحزانه ** متقلبا بين الحور في أحضان
متلهفا للقى بعد الجوى *** فلقد طال الشوق في تحنان
فلعله متغمسا في أنهارها ** متنقلا بين الخمر أو في ألبان
الله أكبر فلقد رحلت ميمما ** شطر الخلود عن الحطام الفان
أنا إن بكيت فلا ألام على البكى *** فلطالما أغرقت في أحزاني
أبشر.. فلست بميت.. كلا! فلأنت ** حتما خالدا وعدا من الرحمن
الله أكبر كلما انطلقت هتافا *** لتلقي الرعب قلب كل جبان
الله أكبر كلما انطلقت روح ** الشهيد لترتوي بخلد جنان
أبو خالد
الروابط المفضلة