وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
تسألين عن الخلل يا زهرتنا!
ألا تعرفين أين الخلل؟؟ إنه هناك؛ في تلك القطعة من أجسامنا..
تلك القطعة التي وضعها المولى فينا.. لكننا أوقفنها.. فلم نعد نستعملها..
الخلل في عقولنا وأنفسنا يا أختي..
مشكلتنا أننا أمة لحظيون! نرى مشاهد محزنة ودماءً تنزف في أكثر من
بقعة من بقاع العالم الإسلامي لكننا نكمل حساتنا بشكل عادي بعد تلك
رؤيتنا لتلك المشاهد.. لا أقول أنه يجب علينا أن نوقف حياتنا وننوح.. ولكن
هناك ما يسمى بردة الفعل الإيجابية.. وهذه الوحيدة التي لا نعرفها..
كل ما نعرفه ونتقنه -أفضل من أي شعب آخر- هو الشجب والانكار وعمل
المظاهرات ثم نعود متعبين فننام وننسى!!
مشكلتنا أننا لم نفكر بشكل جدّي فيما يحدث في العراق وما يحدث في فلسطين
وما يحدث في الفلبين والشيشان وأفغانستان!
مشكلتنا أننا بتنا لا نعرف نبكي على مَن ولا ننعي من! فلنا في كل مكان جراح!
مشكلتنا أن همّ كل واحد فينا أن يأكل ويشرب وينام في أحسن شكل!
بتنا نفكّر في لقمة الغد قبل أن نأكل لقمة اليوم!
حتى أطفالنا لم يعوّدوا على الصبر والحرمان فكل ما يريدونه يجدونه أمامهم..
المشكلة الكبرى في الوعي الذهني! ولا أكثر من ذلك..
لم تفكّر أي واحدة منا ماذا سيكون حالها لو كانت مكان أولئك النسوة اللاتي يرون
أزواجهم يقتّلون وآباؤهم يذبحون كالشياه وأطفالهم تقطّع أجسادهم!!
الواحدة فينا لو مرض طفلها تبقى تدور عليه في كل المستشفيات وتغرقه بكل
أنواع الأدوية التي تعرفها والتي لا تعرفها!!
ترى ماذا ستفعل لو كانت أماً لطفل مصاب بالملاريا -عافانا المولى وإياكم- ولا
تجد له دواءاً ولا تملك مالاً وفوق هذا لا تملك ما يسترها ويشبع أطفالها!!
في إحدى المرات كنت أتخيل؛ ماذا سيحدث لو قويت شوكة اليهود في فلسطين؟
أعلم أنني بعيدة عن الدول العربية؛ لكنني قريبة جداً من مقر تدريب الجنود اليهود..
أتعرفين أين؟ إنها سنغافورة!! أكبر موقع لتدريب الجنود اليهود!
ماذا لو قيت شوكتهم في القدس؟ ستقوم سنغافورة بالتأكيد بالدخول على البلدان المجاورة!
وتتكرر مأساة فلسطين في المشرق الأقصى! والكل سيبقى في مكانه.. ولن يحرك ساكناً!!!
ألم أقل لك.. المشكلة في عقولنا نحن..
لأننا ملأنا بطوننا.. فأصبحت عقولنا خـــــــاوية!!!
الروابط المفضلة