(أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء)
إن الرجاء مادة الصبر، والمعين عليه. فكذلك علة الرجاء ومادته، حسن الظن بالله، الذي لا يجوز أن يخيب، فإنا قد نستقري الكرماء، فنجدهم يرفعون من أحسن ظنه بهم، ويتحوبون من تخيب أمله فيهم، ويتحرجون من إخفاق رجاء من قصدهم، فكيف بأكرم الأكرمين، الذي لا يعوزه أن يمنح مؤمليه، ما يزيد على أمانيهم فيه.
وأعدل الشواهد بمحبه الله جل ذكره، لتمسك العبد برحابه، وانتظار الروح من ظله ومآبه، أن الإنسان لا يأتيه الفرج، ولا تدركه النجاة، إلا بعد إخفاق أمله في كل ما كان يتوجه نحوه بأمله ورغبته، وعند انغلاق مطالبه، وعجز حيلته، وتناهي ضره ومنحة، ليكون ذلك باعثا على صرف رجاءه أبدا إلى الله عز وجل، وزاجرا له على تجاوز حسن ظنه به.
[إن اللذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين]
الروابط المفضلة