بسم الله الرحمن الرحيم...
قبل حوالي 20 عاماً ...كنت أجلس في المقاعد الدراسيه ....!!
طفلة بريئة ... كنت كثيراً ما أعود إلى البيت وأنا أبكي بكاءً حاراً..أمتنع على أثره من الغداء...
كانت نظرات امي الحنون تلاحقني... وبأسلوبها البسيط تسألني...(أشفيك زعلانه)
وكان ردي لا يتجاوز كلمات بسيطه غير مرتبة تقطعها شهقات من قلب صغير...
فمرة أقول لها(الأبله ما تحبني ...ماتخليني أصير عريفه)!!
وأخرى أقول(دايماً يخلوني أصف ورا ، ويقولون أنت طويله ما تصفين قدام)!!!
فتكتفي- أسأل الله أن يثبتها على الحق- أن تقول لي,,,, عادي حبيبتي ...مو شرط تسيرين عريفه المهم دروسك وأدبك ...وأصلاً مو حلو أنك تصيرين عريفه لأنك بتتعبين..
ولما تصفين ورا –سواءً في الطابور الصباحي،أو في المقاعد الدراسيه- يكون أحلى عشان تشوفين كلللل شئ..!!
كان هذا ردها ...الذي لم يكن يعجبني أبداً.... ولم أكن أقتنع فيه ...ولكني أتلقاه وأسكت...
اليوم أصبحتُ أماً...
وأصبح لدي بنت وولد- أسأل الله أن يجعلهم هداة مهتدين-
واصبحوا يذهبون إلى المدارس...ويعانون مما كنتُ أعاني منه في يومٍ من الأيام...
إلا أن الفرق أن غضبهم أصبح أقوى .... وأقتناعهم بكلمات بسيطه أصبح أصعب...
فهم لا يرضون بأي تبرير ولا بأي سبب....
وأنا أحزنُ عليهم حزناً فضيعاً عندما أرى في نظراتهم وتساؤلاتهم البريئه ... عن سبب تمييز أصدقائهم الذين قد يكونون أقل من هم في المستوى الدراسي بكثيييير إلا أن أبائهم يعملون في نفس المدرسه ... أو أن الطالب يجلس في المقدمه.أو أنه يُحظر الكثير من الأعمال للمعلم.. ..أو....أو....أو غير ذلك من الأسباب التي هي في نظري لا تشفع للمعلم أن يعمل هذه التفرقه والحزازية بين أطفال ...لم يبلغوا حتى الآن حد التكليف ...والله المستعان...
قد يقول البعض أن الموضوع بسيط ولا يدعو إلى كل هذا الحزن....
إلا أني أم تشعر بمشاعر أبناءها ... وتحزن عندما ترى الألم يرتسم على عيونهم الصغيرة أسبوعياً...
وتريدُ ان تعرف....
هل يُعقل أن تكون الأساليب التربويه لم تتجدد ولم تتطور منذُ 20 عاماً..؟؟
هل يُعقل أنه منذُ20 عاماً لم نجد حلولاً لمثل هذه الأمور....؟؟
أنا هنا لا أتكلم في الموضوع على إطلاقه .... لأن لدينا نُخبةً من المربين الرائعين الذين هم بحق أهل للتعليم...فهم يراقبون الله قبل كل شئ...
ولكن الفئة التي أتحدث عنها تشكل نسبة كبيرة للأسف ... يشتكي منها الكثير والكثير من الأباء والأمهات..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
..
الروابط المفضلة