كتاب ماورد في القرآن من الطير والحيوان للحسيني

كتاب اهتم بقصص جيدة علقها ببعض الآيات وتحدث عن أمور تخص بعض الحيوانات وتطرق لسلبياتها وايجابياتها بإسلوب شيق مما يجعلنا نحن معاشر المتزوجين أن نحكيها لأولادنا بنات وبنين ليتعرفوا على مخلوقات الله .

الذبابة الوثابة :-

هل تعرفون من أنا ؟ أنا حشرة صغيرة ضعيفة , ولكنني قوية وعنيفة , أمر كله عجب !! ولكنه معقول إذا عرفتم السبب , لا شك أنكم تستغربون وقد لا تصدقون ولعلكم الآن تتساءلون ؟ كيف يمكن أن يكون ؟
فالضعف والقوة لا يجتمعان في كائن مهما كان وإذا سألتموني الآن : من أنت أيتها الحشرة العجيبة , الصغيرة العنيدة , الضعيفة الشديدة ؟ فأرد عليكم وأقول أنظروا حولكم , تجدوني أعيش بينكم .
أسقط على وجوهكم وطعامكم , ولا أهتم بضيقكم واحتجاجكم , أملأ المكان بوجودي وأضايقكم بإلحاحي وبرودي , هل عرفتم من أنا ؟
إنني الذبابة ! الحشرة السريعة الوثابة , أنقل كل الأمراض والبلاء , وأنشر العدوى والبلاء , أحمل بجسمي الجراثيم وأنقلها من المريض إلى السقيم , لا أهتم بغضبكم , ولا أبتعد عن حياتكم , أنتشر في كل مكان دون إذن أو استئذان , ونحن معشر الذباب نتكاثر دون حساب , وندخل من كل نافذة وباب , طالما نجد لنا في المكان أحباب وأصحاب , وأحبابنا من أهملوا النظافة , وأصدقاؤنا من اتخذوا الكسل والخمول عادة , وليس لهم على الطهارة طاقة .

ولكن لماذا نسمى الذباب ؟ إليكم الجواب :

صنع الناس من قديم الزمان آلة لطردنا ليحموا أنفسهم من خطرنا , هذه الآلة هي (( المذبة )) يمسكها الإنسان ويطردنا بها من أي مكان , لها يد من الخشب أو الجريد تنتهي بخصلة من الشعر أو سعف النخيل , يحركها الإنسان يمينا أو شمالا , فنخاف منها ونهرب حالا , وحركتها هذه يقال لها (( الذّبّ )) أي الطرد
فكأن اسمنا الذباب يدل على ضرورة طردنا ومحاربتنا .

خطرنا فظيع محقق , ففي أرجلنا وشعرنا الصغير كما في أسفل جسدنا تلتصق أية جرثومة خطيرة , ونحن عندما نحط على القمامة العفنة , والقذارة النتنة , ونبيض فيها ونتكاثر بسرعة مذهلة , ثم إننا لما نحوم حول الأطعمة والأشربة المكشوفة ونسقط عليها ننقل كل الأمراض إليها .

فإذا صادَفْنا طعاما جافا كالحلوى الصلبة أو السكر , فإننا نتقيأ عليه سائلا ملوثا قذرا , لنذيبه ثم نلعقها ونمتصها , وبالتالي تتلوث به أجسامنا , فتصبح حقلا خصبا لكل نوع من الحشرات الصغيرة والجراثيم الخطيرة .

وإذا أردتم التخلص منا , وتحموا أنفسكم من خطرنا فما عليكم إلا أن تحاربونا , وحربنا سهل بسيط , ليس فيه مشقة أو تعب , إذ أن السلاح الفعال لحربنا متوفر ونحن نخاف منه ونهرب , هذا السلاح هو النظافة , فنظافة المكان فيه منا الأمان , كما يقضي علينا ويمنع وجودنا استعمال المبيدات الحشرية , والمطهرات الكيماوية , فالتخلص من القمامة , أمر هام فيه راحتكم وسلامتكم منا , وحذار ثم حذار ! من السماح لنا بالسقوط على وجوهكم وعيونكم , وإلا أصبتم بكل مرض خطير مثل التيفوئيد والدوسنطاريا والرمد الذي يسبب العمى , هذا عدا كثير من الأمراض الأخرى التي تعرضكم للخطر وتملأ حياتكم بالألم والسهر .

ونحن حشرات صغيرة الحجم , لكننا سريعو الطيران والحركة , فيمكننا الهرب من مطاردينا بخفة عجيبة , يساعدنا في ذلك خفة أجسامنا وسرعة خفقات أجنحتنا .

ومنا نوع أفضع من غيره يعيش في مواطن عديدة من مناطق إفريقية الحارة كالمستنقعات والغابات , وهذا النوع يسمى (( التسي تسي )) ولدغته تسبب شلل الجسم كله ثم الموت , كما أن هناك أيضا نوع خطير آخر إذا حط على العيون أصابها بالعمى بعد فترة قصيرة , وعموما فإننا حشرات قذرة ضارة يجب التخلص منها بكل وسيلة من الوسائل , ومن هذه الوسائل , تنظيف الشوارع والبيوت من القمامات التي نتوالد عليها ونتكاثر فيها .

وقد ذكرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث وصفنا بالضعف والقوة في آن واحد , فنحن ضعاف أمام الإنسان المفكر الطاهر النظيف , أقوياء أمام الجمادات والأصنام , قال جل وعلا في سورة الحج :
(( يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب )) فقد خاطب المولى سبحانه وتعالى في هذه الآيات البينات عقول المشركين الذين يعبدون الأصنام ويتخذونها آلهة من دون الله فيقول الله للمشركين الذين يعبدون أصناما صماء لا تعقل ولا ترى ولا تسمع ولا تحس ولا تتحرك , كيف تتخذونها آلهة من دون الله , وهي أضعف من الذباب الحقير , فهذه الأصنام لن تستطيع أن تخلق ذبابة صغيرة حتى ولو تجمعت كلها لهذا الغرض , بل إنها لن تستطيع لضعفها أن تمنع الذباب عن سلب ما عليها وأخذ ما فوقها من العطور والمسك .

وقد بين علماء التفسير السبب في تخصيص ذكر الذباب دون غيره في هذه الآيات فقالوا :
خص الله الذباب بالذكر في الآيات لأربعة أمور هي :

مهانته وضعفه , وحقارته وكثرته , فإذا كان ما عبدوا من دون الله لا يقدرون على خلق مثل هذا الذي هو أضعف حيوان وأحقره أو دفع أذيته , فكيف يجوز أن يكونوا آلهة معبودين وأربابا مطاعين ؟ وهذا من أقوى الحجة وأوضح البراهين .
والطالب في الآيات هو عابد الصنم , الذي يطلب الخير منه والمطلوب هو الصنم فكل منهما حقير وضعيف , والمعنى العام لهذا التمثيل الإلهي الرائع هو :

مثل هؤلاء الكفار في عبادتهم لغير الله كمثل الأصنام التي يعبدونها فهي لا تستطيع خلق ذبابة واحدة , ورغم حقارة الذبابة وضعفها فإنها أقوى من الأصنام بدليل أنها لو سلبت من هذه الأصنام الصماء شيئا وهربت به فلن تستطيع هذه الأصنام استرجاع هذا الشيء منها .

فكن أيها المسلم ذكيا عاقلا واستعمل عقلك وذكاءك فيما فيه حمايتك ونفعك وتخلص من الذباب لتعيش سليما معافى واحم جسدك وصحتك بالنظافة والطهارة والوقاية خير من العلاج .

ويقول الله تعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان )
ويقول عليه الصلاة والسلام ( إن الله طيب يحب الطيب كريم يحب الكرم جواد يحب الجود نظيف يحب النظافة فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود )


انتهى

مع قصة أخرى بإذن الله
ــــــــــــــــــ

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.....
وبانتظار بقية القصص بارك الله جهودكم ونفع بكم...

بارك الله فيكم
سبحان الله العظيم
كل شى يدل على عظمة خلقه

------------------
اللهم انصر المجاهدين واخذل اعداء الدين..واجعل كلمة الذين امنوا العليا وكلمة الذين كفروا السفلى
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اميييييييييييييين...