لقد مرت الايام سريعة ومضى شهر على الحج , ولان هذه الذكرى الرائعة كان لها اثر على نفسي احببت ان احكيها لكم ولكني لم افصل .
هنا الجزء الاول =========
http://lakii.com/vb/showthread.php?s=&threadid=85107
وهنا الجزء الثاني ======
http://lakii.com/vb/showthread.php?s=&threadid=85688
وهذا الجزء الثالث والاخير , لعلي اجدت الوصف والكتابة , ففنون الكتابة ذهبت مع ذهاب المدرسة , وياليتها لم تذهب , مو مشكلة راح اتعلم منكم واذا شجعتوني من الممكن اصي مثل صدو وقمورة واكتب لكم سلسلة من تاليفي ( لا تخافوا ما راح ازعجكم , راح اكون عند طلبكم )
في المشعر الحرام ....
وصلنا الى مزدلفة وكانت مزدحمة وخصوصا ان كل وفود الحجيج ستبيت فيها , كانت ليلة رائعة والاعجب منظرنا ونحن نيام , من يرانا يقول انها جنائز ممدة هنا وهناك فالسماء غطاءنا والارض فراشنا الا من تذكر احضار شيء للنوم وبالرغم من ذلك فمنظرهم وهم متلحفون في لحفهم او اغطيتهم كالميت المكفن هكذا وصفتهم , ليس معنا سوى فرشتنا ولقمتنا التي تدفئنا من برد تلك الليلة , يالها من ليلة, يومها خرجنا الى احد الجبال المنتشرة هناك لنجمع الحصى , اقتداء بنبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم .
بدا الناس في النوم مبكرا في تلك الليلة , في تلك الليلة لم تكن هناك سوى اصوات بعض السيارات التي بدات في التحرك الى منى منذ منتصف الليل .
يوم العيد ( يوم النحر )...
قبل الفجر استيقظنا و بدأنا في التجهيز للعودة الى منى وصلينا الفجر وبعدها جلسنا ودعونا حتى طلوع الشمس , لم تكن هناك احداث كثيرة في تلك الليلة لقصر الوقت الذي قضيناه في مزدلفة , ولكن منذ الصباح الباكر احسسنا بشعور جميل فاليوم هو يوم العيد يوم النحر , عدنا الى المخيم وكاننا عدنا الى منزلنا , من الناس من خرج مستعجلا الرمي في ذلك اليوم وحتى يطوفوا طواف الافاضة , وبقي من بقي في المخيم , ولكن عندما جاءنا ذلك الخبر مما جعل للخوف طريقا الى قلبي قلت في نفسي ايكون مصيري مثلهم , لم الخوف حتى اني كدت ان اوكل زوجي ليرمي عني ولكني سالت نفسي لم الخوف ؟ فكرت وقتها في اطفالي هل سأراهم , ماهو شعورهم , اتصل اخي ليطمئن علي لكني اخبرته اني لم ارم بعد , لم نرم ذلك اليوم الا وقت صلاة العصر , ولكني كنت فرحة وانا ذاهبة الى الجمرات كنت انظر حولي حتى اني كنت أنسى ان ألبي
فمنظر الحجيج رائع فمنهم من تحلل في ذلك اليوم , ولكن لفت انتباهي حجم المكان فمنى كبيرة وواسعة ومليئة وانا بطبعي عندما اذهب لمكان لاول مرة , اجول بعيني في كل شيء واخزن في ذاكرتي كل ما يمر علي , فهذا المنظر لانراه كل يوم وحال المسلمين هذه لاتكون كل يوم , وصلنا الى جمرة العقبة خفت من الزحام ولكن الله يسر لي ولزوجي الوصول الى مكان الرمي , كان ينتابني شعور غريب فرحة ولكن من ماذا لا أدري ترددت في الرمي ولكن زوجي امسك بيدي ورفعها عاليا وقتها تشجعت تذكرت وصية امي لي وهي تقول لي : ارمي بكل قوتك , ومن قلبك , رميت وكاني العب بالحصى , كاني طفل صغير يلعب بالحصى , خرجت وسمعت وقتها كل من رمى يقول : سهالة سهالة الحمد لله , وبدات بالتكبير , ورجعنا وتحللنا , وتجهزنا فلدينا في المخيم حفل العيد المرتقب , صلينا المغرب وجلسنا متحلقين حول مشرفتنا الله يذكرها بالخير , وكانت فقرات حفلنا متنوعة بدأت بآيات من القران الكريم , وبعدها بدا الحفل فكان تتخلله بعض المسابقات وبعض الاناشيد وانتهى حفلنا الرائع في ذلك اليوم ولكن لم تنته اعمال الحج بعد , لم يبق على الرحيل سوى يومين كنت احاول ان استغل الوقت في التعرف على اكثر عدد ممكن من الاخوات واخذ ارقامهم , وتقوية الصلة معهم , فالاخوة في الله أجمل من العلاقات الدنيوية فنحن قد التقينا في مكان يحبه الله ورسوله , عبدنا فيه الله كنا نتعاون على طاعته , نتناصح في الله , وفي ذلك اليوم الكل منهك تعب , الكل في تلك الليلة احب النوم باكرا فنحن كل يوم نستيقظ قبل صلاة الفجر , وننام بعد تناول طعام العشاء , اوقاتنا منظمة , المهم هاهي شمس اليوم الأول من ايام التشريق تشرق, في هذا اليوم سنرمي الجمرات الثلاث وسندعو بعد الصغرى والوسطى يومها لم نرمي الا بعد صلاة المغرب ولكن الزحام كان كثيفا وكان شاقا يومها عندما رميت كانت عيني تدمع وانا ارمي لم اكن اعرف لماذا ولكنه شعور غريب عجيب , مضى اليوم الاول من ايام التشريق وهاهو اليوم الثاني وهو يوم رحيل المتعجلين ونحن منهم ياله يوم صعب فهانحن سنفارق من جالسناهم ايام معدودة ولكنها ايام رائعة كسبنا فيها محبة الله , تقربنا اليه بكل مانملك , ايام لو وزناها في الميزان لربحت كفتها , ولو كانت الكفة الاخرى مليئة بالذهب .
في ذلك اليوم كان الفراق صعبا ففي فراق هذه الاماكن اثر عميق على النفس فكيف بك يا نفس وأنت ترحلين عن مكة بالامس كنت تتوقين الى الذهاب هناك , انهينا اعمال الحج من رمي وطواف ( طواف الإفاضة والوداع ) وغادرنا مكة .
انتهى الحج وانتهت أجمل رحلة في حياتي لعل الله ان يعيدها علينا سنوات وسنوات .
انهيت كتابة موضوعي بعد مرور شهر على الحج , وها انا اذرف الدمع على مرورها سريعة , فدائما الايام الفضيلة تمر سريعة كرمضان وايام الحج المعدودة .
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .
هذه بعض الكلمات أعجبتني فوددت كتابتها في موضوعي :
بلاد حباها الله أمنا وكعبة ......... يصلي إليها الناس فرضا محتما
وآياتها مادام للناس قبلة ............ بها بينات تنثر الأفق انجمــــــا
مقام خليل الله فيها محجبا .......... ومشرب إسماعيل من بئر زمزما
ومن أمها من أي قطر وبلدة ....... ومر على الميقات لبى واحرمــا
وفيها مقامات وفيها مشاعر ........ تبيض وجه الكون فخرا مسلمــا
ولو عرف الإنسان حرمة أرضها ..... تأدب فيها واستقام وعظمـــــا
أم سهيل 11- محرم – 1425 هـ انتهى .
الروابط المفضلة