بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين .ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم تعاني أمتنا اليوم من ضعف وهوان .وكم تعاني من هيمنة في الفكر والاقتصاد ووووالخ،
وهن ظاهر للجميع....يزداد يوما بعد يوم....هنا وهناك...وهن وتبعيه...أكلُّ هذا يحصل في خير أمة؟؟
لنبحث بدقة...ما الأسباب؟؟.......

بل ما مصدر هذه الخيرية..؟؟ علنا نشعر بها....فقد أعطيناها من بين الأمم..لكننا في هذا الزمن لم نعطها حقها..
قال تعالى:ـ ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .....))الآية..
إذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله تعالى هما مصدر الخيرية..لكن! سؤال يطرح نفسه..
نحن نؤمن بالله فلمَ يقع فينا الوهن؟؟
أتوقع أن الإجابة....الإيمان وحده لايكفي ولوكان كذلك لما فضل العالم على العابد.فالعالم ينفع نسه وينفع الناس....
أما العابد فلاينفع إلا نفسه..وأذكر قصة أن الله أمر بإنزال العذاب على قرية فقيل إن فيها فلان العابد.فال تعالى
_ بمعناه_ابدأوا به لأنه يعلم ماهم فيه ولاينصحهم، فلإيمان وحده لايكفي..
وقد قال تعالى في كتابه العزيز:ـ(( واتقوا فتنتة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب))
أتت فتنة هنا بمعنى العذاب..وقد فر ابن عباس _ رضي الله عنه_ على هذه الآيه فقال:ـ أمر الله المؤمنين ألا يقروا منكرا بين أظهرهم فيصيب العذاب الظالم وغيره ..انتهى..،وقال صلى الله عليه وسلم:ـ((إن الله لايعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره فماتغيره فذلك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة))..

قد يقول البعض..عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخشى ردود الفعل..
فأقول إليك هذا الحديث.._ بمعناه_ أن الله سبحانه وتعالى حين يحاسب العبد يوم القيامة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..فيقول تعالى للعبد:ـ لمَ لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول العبد..أخاف الناس،
فيقول الله تعالى:ـ إياي أحق أن تخاف..انتهى.

ولنا في قصة أصحاب السبت عبرة...وقصتهم..
أن الله سبحانه وتعالى حرم الصيد من البحر يوم السبت وكان السمك في ذلك اليوم بالذات يتقافز..
فانقسم الناس إلى ثلاث
1_ تصيد يوم السبت
2_ تضع شباكها يوم الجمعة وتأخذها يوم الأحد..
3_ تنصح المجموعتين..

وإليكم الآيات وتفسيرها..
قال تعالى :ـ((وسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لايسبتون لاتأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. وإذ قالت أمة منهم لمَ تعظون قوما مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)) سورة الأعراف.

وسألهم:أي يامحمد توبيخاً
عن القرية التي كانت حاضرة البحر:مجاورة بحر القلزم وهي آيلة ماوقع بأهلها
إذ يعدون:يعتدون
في السبت: يصيدوا السمك المأمورين بتركه فيه.
إذ:ظرف ليعدون.
تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا:ظاهرة على الماء.
ويوم لايسبتون:لايعظمون السبت أي سائر الأيام.
لاتأتيهم:ابتلاء من الله.
كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون:ولما صادوا السمك افترقت القرية ثلاثاً..ثلث صادوا ، وثلث نهوهم، وثلث أمسكوا عن الصيد والنهي.


وإذ:عطف على إذ قبله.
قالت أمة منهم: لم تصد ولمَ تنه لمن نهي.
لمَ تعظون قوما مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا:موعظتنا.
معذرة:نعتذر بها.
إلى ربكم:لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي.
ولعلهم يتقون:الصيد.

فلما نسوا: تركوا.
ماذكروا: وعظوا.
به:فلم يرجعوا.
أنجينا الذين بنهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا:بالاعتداء.
بعذاب بئيس:شديد.

تفسير الجلالين(هامش القرآن الكريم).


هذا وصلى اللهم وسلم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.