اهلين وسهلين كيفكم وكيف احوالكم هذا الجزء الثاني ان شاء الله يعجبكم واللي مالحق على الجزء الاول هذا هو : الجزء الاول من ... صيد الخواطر ... (( ذكرياتي في الحج )) .
http://lakii.com/vb/showthread.php?s=&threadid=85107
في عرفات الله ...................
في صباح ذلك اليوم جهزنا انفسنا للصعود الى عرفات الله , الى ذلك المكان الطاهر الذي يذهب اليه المسلم وهو صافي النية , ينوي فيها الخير لنفسه ولاخوانه المسلمين , يدعو الله في ذلك المكان من كل قلبه , موقن بان الله لن يخذله وسيتقبل دعاءه الكل مستيقظ من صلاة الفجر في ذلك اليوم يرجو رحمة ربه , عند وصولنا الى عرفات قلت لاخت كانت تجلس بجانبي : كل عام ارى افئدة تهفو الى هذا المكان واراهم على شاشات التلفاز وابكي لمنظرهم الرائع الكل ذاهب لمكان واحد يعبد الها واحدا يرجو فرج الله ورحمته ومغفرته , واليوم انا واحدة منهم .
وصلنا الى عرفة ونزلنا كنت ارى في وجوه الناس وفي عيونهم نظرات ذل وحزن لم ار مثلها من قبل على وجه انسان صغير كان او كبير , قلت في نفسي الكل خائف , متوجس , انا ايضا مثلهم , كنت ابكي قبل الحج خوفا من ان لا يتقبل الله مني الحج , قلت هذا لاحدى الاخوات ومدى شدة خوفي , هل لاني اذنبت كثيرا في حياتي ؟ ام لاني اغضبت فلانا وعلانا مني ؟ ام لان فلانة غير راضية عني ولا ترد السلام علي ؟ هل للقطيعة التي في عائلتي دور في عدم تقبل حجتي ؟ كانت اسئلة كثيرة تدور في خاطري , ابحث لها عن جواب , صلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا , وجلست مشرفتنا تذكرنا ببعض الادعية التي تقال في الحج وانه من الافضل ان ندعو لجميع المسلمين و ولاخواننا واهلينا واولادنا وازواجنا , الوقت كان يجري كنت اود لو اوقفت الساعة حتى يتسنى لي الوقت الكافي للمزيد من الادعية , احترت كيف ادعو , فكرت بالدعوة على من آذوني لكن لساني ربط لم اعرف لماذا , هل لان المكان مكان طاهر لايجوز ان نؤذي فيه احد ؟؟؟
امسكت بكتيب صغير كانوا قد وزعوه في منى قبل المغادرة مليء بالادعية حاولت ان اقرا منه , ولكني لم احس بذلك الشعور الذي طالما تمنيت ان اشعر به , فوجهت وجهي للقبلة وتركت مابيدي من كتب واوراق , وحاولت ان ادعو الله وتذكرت كل من وصاني ان ادعو له في عرفة من اهل وصديقات , تذكرت اختي واخي واطفالي .... كم هم محتاجون لدعائي في هذا اليوم , تذكرت والدي الذي اصيب بالسكر قبل اعوام , تذكرت امي التي تعبت لاجلي , وهاهي تتحمل مسئولية اطفالي حتى اتم فريضة عمري ,تذكرت زوجي وما يتحمله من مسئوليات , تذكرت جدي رحمة الله عليه , فبدات بالدعاء ووجدت نفسي ابكي , ودموعي تنهمر حاولت ان اكفكفها فلم استطع احسست اني ساختنق اذا امسكتها , فسمحت لها بالانهمار , احسست بعدها باني ارتحت واحسست اني قريبة من الله عز وجل وانه يدعوني بان ازيد من الدعاء واطيل , فهو سميع مجيب الدعاء , غفور رحيم , يحب العفو , كريم , يجيب دعوة المضطر اذا دعاه , ياااااااااااااااااه كل هذه الصفات يتصف بها ربنا عز وجل ونحن في هذه الدنيا بعيدون كل البعد عنه , ولكن تذكرت حديثا دار بيني وبين احدى الاخوات في منى ليلة الوقوف بعرفة قالت فيه : بان الله تعالى عندما أذن بالحج وصل النداء الى كل مسلم وهو في بطن امه , وكتب لهذا المسلم متى سيلبي نداء الله وفي أي سنة , وقالت ان الله يختار من امته كل عام من سيحج الى بيته , ففرحت بان الله اختارني في هذا العام حتى اكون قريبة منه وادعوه واتقرب اليه في هذه الايام الفضيلة .
بدات الشمس في الغروب وبدات وفود الحجيج تخرج من عرفات ولكن مشرفتنا ذكرتنا باهمية هذا الوقت حتى لو كنا نتجهز للخروج فلنشغل السنتنا بذكر الله والدعاء , فلممت اغراضي بسرعة وخرجت الى خارج الخيمة ووقفت مواجهة القبلة احسست وقتها بان كل شيء يريد انتهاز هذه الفرصة الشجر والطير والحصى , حتى انتم فرحون بهذا اليوم تدعون وتأمنون على ما تسمعون , ياله من يوم كل مخلوق موجود في ذلك المكان يدعوك يا الله , يرجو عفوك ومغفرتك وهداك .
حان وقت الرحيل من عرفة احسست اني قصرت في ذلك اليوم لم اعطه حقه , بالفعل مهما قلنا ومهما قرانا من قرآن ودعونا من ادعية لم نعط ذلك اليوم حقه.
تابعوني في الجزء الثالث مع السلامة .
الروابط المفضلة