بسم الله الرحمن الرحيم
صنع قطع الغيار من أسباب السيطرة الأمريكية..
لعلي أخرج اليوم عن العادة ..وأتحدث عن هذا الموضوع الذي هو في نظري مهم وخطير..
قد يقول قائل هذا كلام فارغ فما هو دخل قطع الغيار في السياسة!!..
وكيف تكون سبب للسيطرة؟!!..
لو نظرنا للولايات المتحدة الأمريكية لو جدنا ما يصرف على تصنيع قطع الغيار جزء هائل من ميزانية الدولة
وطبعا هذا يدخل فيه قطع الغيار العسكرية..
لننظر للموضوع من أحد الجوانب..تقوم المصانع في تلك الدولة بتصنيع الآلة أو الجهاز..
يأتي المستورد الخارجي ويطلب شراء تلك المعدات..ويحصل عليها سواء كانت هذه الآلة أو الماكينة أو الجهاز بمئات الريالات أو ألوف أو حتى ملايين ..فهناك أجهزة وماكينات قيمة الواحدة منها ما يقرب من 40 مليون هذا سعر الجهاز الواحد فقط وهي موجودة عندنا في السعودية في جدة أو الشرقية أو الرياض في المصانع الكبيرة..
فأقول يقوم المستهلك بشراء الماكينة أو الجهاز..ويفتح المصنع..ويبدأ في الإنتاج..
بعد فترة من عمل الماكينة يحصل فيها عطل وتحتاج للصيانة وهذا شيء طبيعي فمع كثرة العمل وزيادة درجات الحرارة وحصول الاحتكاكات المتكرر وغيرها من العوامل يسبب تلف القطعة مما يتطلب استبدالها بقطعة غيار أخرى..
هنا مربط الفرس..
المستهلك لا يعرف طريقة تصنيع القطعة أو يمنع من ذلك لأن حقوق التصنيع للمصنع الأصلي فلو صنع يسآل قانونيا..عندها يضطر المستهلك لطلب قطعة الغيار من المصنع الأصلي الذي هو الولايات المتحدة..
المصنع يعرف أن هذا المستهلك لا يستطيع أن يحصل على القطعة إلا من عنده لو دار العالم كله لا يمكن أن يحصل عليها إلا من عنده..فيبدأ بالتحكم بأسعار القطع فإذا كانت القطعة ما تكلف يمكن عشرة ريالات يبيعها على المستهلك بقيمة مليون أو نصف مليون..طبعا هذا سعر مرتفع جدا الماكينة كلها تحتوي يمكن على ألف..أو ألفين قطعة وقيمتها 40 مليون ..وهذه القطعة لوحدها بمليون!!!..لكن يعرف أنه مهما دار لن يجدها إلا عنده..طبعا لو مثلا المستهلك غضب وزمجر وأرعد وقال ما أشتريها من عندك قال بكل بساطة خلاص روح لا تشتريها..
يدور يدور ما يلقاها..يرجع للمصنع الأصلي يقول له إذا رجع أبيعك إياها ب 2 مليون..فيزيد السعر مليون ثانية.. طبعا هنا يضطر المستهلك لشراء القطعة ب2 مليون ولو طلب خمسة مليون سيظطر لشرائها لأني أنا لو كنت مثلا صاحب مصنع إذا تعطل عندي خط واحد من خطوط الإنتاج لمدة ثانية واحدة فقط يكلفني هذا مئات الألوف إن لم يكن ملايين في المصانع الكبيرة هذا لو تعطل ثانية واحدة فكيف لو تعطل ساعة فضلا عنه لو تعطل أيام!!!!..
بل إن بعض المصانع تذل المستهلك فمثلا أحد المصانع في مدينة جدة قبل سنوات كان قد اشترى مجموعة من المكائن من استراليا وبدأ العمل عليها ..بعد فترة تعطلت إحدى هذه المكائن بسبب قطعة تلفت في الماكينة..
أرسل المصنع بطلب القطعة من استراليا وكان هذا الظاهر في شهر11 أو 12 ميلادي فرفض المصنع إعطاءهم القطعة إلا بعد شهر لأن عندهم عيد رأس السنة!!..فبقيت الماكينة معطلة وكل ساعة تعطيل تكلف المصنع مئات الألوف خسائر..لماذا..ليذهب أولئك ليسكروا ويعربدوا في عيدهم يتعطل مصنع كامل أو خط من خطوط الإنتاج!!

من ناحية أخرى وهذه طبعا أخطر بكثيييير ..
في الآلات والمعدات العسكرية ..سواء الطائرات أو الدبابات أو المدافع أو غيرها..يمنع صناعة القطعة خارج بلدها الأصلي ..فمثلا لو عقدت صفقة طائرات من الولايات المتحدة ثم حصل عطل في إحدى الطائرات لا يمكن شراء القطعة إلا من الولايات المتحدة لا وفوق هذا تعاد إليهم القطعة القديمة لكي لا تكتشف أسرار الصنع!!!
تصورورا لو قامت حرب بيننا وبين الولايات المتحدة ثم تعطلت طائرة اشتريناها من عندهم!!!
تصورتم الخطورة..
وللأسف المسؤولين عندنا بلغوا من الذلة والخضوع حد لا يوصف في هذا المجال ولا نريد الغوص في صفقات وزارة الدفاع في المعدات الحربية لأن فيها ما يدمي القلب ..والله المستعان..

أيضا من الأمثلة إحدى محطات التحلية في جدة تعطلت في فترة من الفترات بسبب بسيط جدا ..
مسمار انكسر فقط..فتعطلت إحدى محطات الضخ بأكملها..طبعا لو قال البلد المصنع ما نعطيكم هذا المسمار
قد تتوقف المياه المحلاة عن مدينة بأكملها..بسبب مسمار!!!..قد يقول قائل معقول مسمار لا لا يعقل!!
أقول بل معقول..لأن هذا المسمار بمواصفات معينة فهو مصنع تحت درجة حرارة معينة ومن مواد معينة
وله مقاومات معينة..فلو جئنا مثلا عبطا وصنعنا مسمار وقلنا بسيطة وركبنا المسمار وشغلنا المحطة هناك احتمالات أن تنهار المحطة كلها مباشرة وبذلك نضطر لشراء محطة أخرى بملايين أو تعمل لفترة ثم تنهار
وقد يسبب انهيارها خسائر بشرية بالإضافة للخسائر المادية وقد وقد احتمالات ومخاطر لا حصر لها بسبب مسمار!..

إذا فلا غرابة في أن تخصص الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة جزء ضخم من ميزانيتها للتصنيع والإنتاج إذ هي بهذا تسيطر على العالم الخارجي ..وكلما زادت حاجة العالم لها كلما زادت السيطرة على العالم
لذا تسعى العديد من دول الكفر وعلى سبيل المثال اليابان إلى التقدم التكنولوجي لأنه أحد أكبر الطرق للسيطرة العالمية..وتمنع دولة اليابان من صنع السلاح لأن الولايات المتحدة تخشى من تقدمها في هذا المجال وبالتالي تنتقل الهيمنة على العالم إليها..وهكذا يتبين لنا مدى أهمية صناعة قطع الغيار والتي يستهين بها الكثير من الناس لأنهم يجهلون أهميتها..
وإن الناظر إلى عالمنا الإسلامي اليوم يجد من المشاكل التي لا حصر لها والتخلف التقني ما يبكي له القلب قبل العين مما جعلنا تابعين للأمم الأخرى..وليست المشكلة في عدم وجود الطاقات البشرية الهائلة والعقول المذهلة ..كلا فالعقول القوية موجودة والعلم موجود وأسباب الصناعة في أيدينا بل العالم كله في مجال الطاقة محتاج إلينا نحن ولكن المصيبة هي سيطرة من لا خلاق له من الأذلاء والمنافقين خدام العدو على أمتنا المنكوبة..فبسيطرتهم على الأمة أصبحوا في خدمة أهداف العدو..وأصبح المسلم إذا أراد أن يستقل ويصنع وينتج قتلوا فيه القوة والطاقة بسياسات خبيثة وطرق ماكرة ..ووضعوا في وجهه كل المصاعب والعقبات التي يستطيعون..

ولكن مهما ادلهم الظلام فأملنا في الله تعالى ثم في أولئك الأشاوس الأبطال..حماة الأمة من رافعي لواء الجهاد..
فقد فعلوا وما زالوا يفعلون كل ما يستطيعون لرفع راية هذا الدين فتقدموا خطوات مذهلة حتى في تصنيع الالكترونيات الدقيقة وفك شفرات الأسلحة الذكية بل وصلوا في بعض البلاد لصنع الأسلحة المعقدة..مما
أربك العدو وقلب عليه كثيرا من مخططاته..ويكفي أنهم أعدوا ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل..
وثقتنا في الله أنه لا يسبق عسر يسرين..وأن الغلبة للحق وأهله وإن ضعفوا في زمان أو مكان لكن العاقبة لهم..وما يلقاها إلا الصابرون..
نسأل الله أن يرفع أمتنا وأن يعيدها إلى قيادة الأمة وريادتها ..وأن يجعلها مهيمنة عليها ليكون الدين كله لله..

نسأل الله أن يرفع أمتنا وأن يعيدها إلى قيادة الأمة وريادتها ..وأن يجعلها مهيمنة عليها ليكون الدين كله لله..

بارك الله فيك اخى الفاضل

بارك الله فيك..