أهو يوم ميلاد تحفه الشموع والفرحة!!..أم يوم عابر..كسائر الأيام!!
إن الإنسان يولد مرتين ..
مرة .. عندما يخرج من ظلمات رحم أمه ... إلى نور الدنيا
ومرة ... عندما يخرج من ظلمات المعصية ... إلى نور الطاعة
والميلاد الجديد..
يشترك فيه كل الخلق ... المسلمون والكفار .. الأبرار والفجار
بل حتى الحيوانات ...
لكن الميلاد الآخر ... خاص بمن وفقه الله تعالى للهداية ودله على طريق الاستقامة ... وأراد له سعادة الدنيا والآخرة ...
إنه ميلاد لا يتقيد بعمر....
فقد تولد ميلاد وأنت في الأربعين .. أو الستين .. أو قبل الموت بلحظات
أو في مقتبل الشباب وزهرة الحياة أو لعلك تولد ميلادك الجديد نفس الساعة
التي تولد فيها الولادة الحقيقية !!!فسبحان الله..
إنه ميلاد لا يعرف المكان فلعلك تولد ميلادك الجديد ... وأنت في المسجد
أو في السجن ...أو الشارع ... أو البيت .. أو على فراش المرض والموت
أو في الصحراء ...او على رؤوس الجبال ...قد تولد في رحاب البيت الحرام
أنه ميلاد ليس له سبب معين ... فلعل السبب موعظة صادقة ... أو موقف
مؤثر .. أو خليل محب .. أو منام ورؤيا ...
أو دعوة في ظهر الغيب ... أو ...أو ..بدون سبب
فكم من طفل ... شب وترعرع ومات وهو لا يعرف إلا المسجد والقرآن ..
انه ميلاد ... تخرج فيه من ظلم المعصية ..إلى عالم الطاعة ...
ومن ظلمات الذلة والمسكنة .... إلى أنوار الجهاد والعزة والنصر ..
إنه ميلاد ..ليس له وقت معين ... يأتيك بغتة ..ويباغتك فجأة..
انما هو تأمل ...فمحاسبة ...فدمعة ...فسجود ...فثبات..
تستقبله ..بالذلةوالانكسار ..بين يدي الملك الجبار تستقبله .. بأزيز
الصدر..وأنين الفؤاد ..وحنين الروح ..وسجدة شكر .. ودمعة توبة ..
ذاك هو الميلاد الحقيقي..
فهل ولدت ؟؟
أم لم يحن ذلك بعد..!!
سبحان من أغدق علينا نعمه ورحمته وجوده وإحسانه..
فجعل باب التوبة مفتوح..
اللهم ارزقنا توبة صادقة قبل الممات..إنك أنت الجواد الكريم..
&&&&&&&&&&&&&&
الروابط المفضلة