To: Jacques Chirac
فوجئنا نحن المسلمين بموافقتكم علي قانون يقضي بمنع الحجاب
في المدارس والمؤسسات الحكومية في فرنسا من خلال خطابكم
المتلفز مساء اليوم الأربعاء 17-12-2003 وبحضور 400 شخصية
فرنسية سياسية ودينية، من بينهم الأعضاء العشرون للجنة برنار
ستاسي التي قدمت تقريرها النهائي حول مراقبة تطبيق العلمانية
في فرنسا في 11-12-2003، وأوصت فيه بحظر الحجاب في المدارس
الحكومية.. ونود أن نوضح لكم النقاط التالية :

أولاً : بخصوص أن الحجاب رمز ديني عنصري، فإننا نود أن نوضح
لسيادتكم أن الحجاب ليس كذلك، فالحجاب واجب ديني ملزم لكل
مسلمة مادامت بالغة، ولذا فالمسلمات لا يرتدين حجاب الرأس لكي
يتم تمييزهن عن غيرهن، لكنهن يقبلن على ارتداء الحجاب تنفيذاً
لأوامر الدين الإسلامي.

ثانياً : ذكرتم في خطابكم أن تلاميذ المدارس يجب أن يتمتعوا
بكامل الحرية؛ إلا إنكم أضفتم في خطابكم أن "هؤلاء التلاميذ
ممنوعون من دخول المدارس وهو يحملون علامات دينية مميزة" ،
فكيف يتفق هذا مع جملة : " يجب أن يتمتعوا بكامل الحرية "..!
فكيف يكون للمواطن الفرنسي حرية في خلع الملابس .. ولا يتمتع
بحرية ارتداءها !
فتلك حرية منقوصة يا سيدي..!

ثالثاَ : قلتم "يجب أن نعلن بقوة أن الإدارات العامة علمانية
ومحايدة، وأن إعلان الانتماء والمعتقدات الدينية فيها أمر
ممنوع" ..فهذا يتعارض مع أن العلمانية الفرنسية المعتدلة تقف
من الدين موقف الحياد؛ فلا هي تؤيد الدين ولكنها لا تعاديه..لا
تقبله ولكن لا ترفضه أيضا..ليس لها علاقة بالدين بل تترك للناس
حريتهم، هذه هي العلمانية الحقيقية".

رابعاً: طبقاً لخطابكم، فإن المسلمات مسموح لهن بارتداء " قلادة
يد فاطمة " – فقط- ونحن نود أن نوضح لسيادتكم أن تلك القلادة
فلكلور مرتبط بالعادات والتقاليد داخل – بعض- الدول الإسلامية،
وبهذا أصبح للمسيحيين حق ارتداء صليب " المعبر عن الديانة
المسيحية " ولليهود حق ارتداء نجمة داود " المعبرة عن الديانة
اليهودية"..بينما لا يتاح للمسلمات غير ارتداء قلادة يد فاطمة
التي تعبر فقط عن عادات وتقاليد تكاد تكون مرتبطة
بالـ "موضة " ..!
ألا يعد هذا تمييزاً بين المسلمين الفرنسيين وغيرهم من
الفرنسيين.. !

ومثل هذا التمييز سيؤدي في النهاية إلي انعزال المسلمين أكثر
داخل المجتمع الفرنسي، وليس إدماجهم داخل كما يظن واضعو
تقرير " ستاسي"!

خامساً : توقيت منع الحجاب جاء في وقت تمارس فيه أشد أنواع
التمييز ضد المسلمين سواء في فرنسا أو خارجها، وأول ما سيخطر
على بال المسلمين في شتى مشارق الأرض ومغاربها هو توقع أن الأمر
من قبيل مؤامرة ضد الإسلام .. فبلادنا تحتل من الأمريكان
والإسرائيليين .. والمسلمون يضطهدون خارج أوطانهم .

سادساً: إن قانون منع العلامات الدينية المراد سنٌُّّّه يخالف الفقرة
18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و التي تتضمن ما يلي :
"لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين. ويشمل هذا
الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما
بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك
سرا أم مع الجماعة".
و يتضح مما سبق أن قانون منع الحجاب يتناقض مع "حريةالإعراب و
الممارسة مع الجماعة" كما جاء في نصه, و خصوصا أن فرنساتفتخر
بكونها الدولة التي أخرجت للبشرية هذا الإعلان, فكيف لها أن تسن
قانونا يلغيه.
كماأن قانون 1905 و المعروف بقانون فصل الكنيسة عن الدولة
لا ينص بمنع الطلاب في المدارس من ممارسة شعائرهم الدينية
طالما أن هذه الممارسة لا تخل بالنظام العام.

سيدي الرئيس، نحن واثقون من أنكم ستغيرون موقفكم لصالح الحرية
التي عودتنا عليها فرنسا دوماً .. ولصالح مسلمات فرنسا اللاتي
يرغبن في التمتع بحرية ممارسة دينهم حتى لا يشعرن أنهن غريبات
عن المجتمع الفرنسي .



المسلمات الفرنسيات محتاجات بان توقعي هنـــــــــــــــــــــــــــــــــاااااا