ابخل الأزواج
قد يتبادر إلى الذهن أن ابخل الأزواج هم هؤلاء الذين يقترون على زوجاتهم في الإنفاق
ولكن هؤلاء في حقيقة الأمر هم أهون على نفس الزوجة من الزوج الذي يبخل على زوجته بالكلمة الطيبة وبكلمة الشكر وكلمة الثناء..
إن ابخل الأزواج هو الزوج الذي يقتر على زوجته بكلمة طيبة تجعلها تشعر بتقديره لها واحترامه لشخصها وليس ذلك فقط الذي يقتر عليها بماله وقد تحتمل المرأة البخل المادي ولكنها لا تستطيع طويلا احتمال البخل المعنوي والحقيقة أن بعض الرجال يستكثرون على زوجاتهم كلمة الشكر
والتقدير والثناء ويكيلونها لغيرهن بغير حساب فالزوج الذي يعود من عمله ظهرا أو ليلا فيجد أن بيته نظيفا ومخدعه مهيأ وزوجه قد تزينت له بثوب جديد واعدت له طعاما يحبه وظلت لساعات تنتظر رجعته فيدخل عليها ولا يلقى بالا إلى شي من ذلك.. ولا كلمة شكر على طعام و لا ثناء على جمال ولا تقدير لجهد بذل في تهيئة البيت.إن هذه الزوجة لن تكلف نفسها هذا الجهد على المدى الطويل وستدخل في الحياة الزوجية في مسار أخر لا تحمد عقباه بسبب عدم مبالاة هذا الزوج وعدم وجود مشاعر التقدير عنده
وقد يرتبط عدم التقدير عند الزوج بالغيرة مثلا من الزوجة إذا كانت موظفة وناجحة في عملها أو أنها صاحبة اسم وشهرة في المجتمع في الوقت الذي لم يسمح نوع عمله أو إمكاناته بشيء من هذا النجاح او الشهرة التي حققتها زوجته. وهنا تثور دوافع لاشعورية في نفوس بعض الأزواج فيشعرو بالغيرة من نجاح زوجاتهم. وتحت إلحاح الخوف بان نجاح الزوجة خارج البيت قد يجعل سلطانها في البيت أقوى من سلطانه بل قد يرى أن نجاحها نفسه طعنا في رجولته فيبدأ.وربما لاشعوريا في تجاهل هذا الدور الذي تقوم به خارج البيت فلا يقرا ما تكتب إن كانت كاتبة وان قرا صمت أو علق بكلمة ساخرة ولا يهتم بترقيتها في عملها وحب مرضاها أو تلميذاتها لها إن كانت طبيبة أو مدرسة..الخ.. بل يبدا هذا النوع من الأزواج بزرع الأشواك بداخل البيت من خلال مضايقتها بالتدقيق في المطالبة بحقوقه الزوجية وعدم التسامح على التقصير في التوافه واختلاف الأسباب وإشاعة التوتر داخل البيت لعرقلة مسيرة الزوجة في خدمة المجتمع الذي بدأت تشعر بتقديره لها وبتقدير كل الناس لها إلا اقرب الناس إليها زوجها الذي قد بخل عليها بكلمة شكر أو تقدير أو ثناء.. ولا تشعر المرأة بالقهر والاضطهاد في حياتها كما تشعر به في مثل هذا الموقف. لان شعورها بتقدير زوجها لها أهم عندها من تقدير الناس أجمعين . ولو خذلها كل الناس ووقف إلى جانبها يعضدها ويشد من أزرها لما هانت ولما استكانت ولمضت في طريقها لا تلوي على شيء . ولكن عندما يخذلها زوجها قد تنهار من الداخل ولا تقوى على الاحتمال فيتسبب هذا الزوج غير السوي في تشتت أسرة وخسارة مجتمع ثمنا لعدم ثقته بنفسه ولأنانيته
لو عرف هذا النوع من الأزواج أن كلمة تقدير لجهد الزوجة في بيتها أو خارجه تجعلها تصنع المعجزات من اجله وتتفانى في خدمته وإشباع رغباته أولا لما ترددوا في قولها لها أبدا . ولو عرفوا أن همسة ثناء واعجاب في أذنها تحول البيت إلى جنة حب وسعادة وحيوية ونشاط لما بخلوا بها
الروابط المفضلة