بسم الله الرحمن الرحيم
ها أنا قد عدت كما وعدت ,لمناقشة الموضوع وطرح شيء من الحلول التي أرى أنها تفيد في تغيير من مسار واقعنا مع الصحافة ,
أخياتي ..
المشكلة أن أسياد الصحافة العربية ومؤسساتها قامت على تقليد الغرب والانطلاق من منطلقات غربية وشهوانية ومصلحية.. فليس لها ضابط ولا منهج ولم تستظل يوماً ما بشرع الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم..أي أنها لم تؤسس من البدء بتأسيس المبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة ..
بل كان فيها التقليد للغرب هو الأساس ولكن فرض عليها واقع المجتمع المسلم بالتقيد بشيء من الأخلاق التي كانوا ومازالوا أرباب تلك الصحف يٌحلون ويفككونها خلقاً خلقاً على طريقة (بطيء بطيء ولكن أكيد المفعول ) ففي السابق لم نكن نرى في الصحف مانراه اليوم من صور النساء والصور الساقطات ..وإن كنا نرى صورهن ولكن عليها شيء من الضبابية والتمويه الذي يجعل المتصفح لها لا يميز الملامح جيداً ثم بدأت تخف هذا التمويه والضبابية حتى أصبحنا نرى الصحيفة ممتلئة بصور النساء ..
مع أن الكتابات العلمانية والتهجم على المصلحين كان ومازال يزداد ويشتد على كل من هو مصلح وإلى الله المشتكى ..
نعم صحافتنا اليوم مع الأسف تعتمد على الكذب والتهريج والسخرية والبِغاء الإعلامي واسترخاص الجسد وتحطيم القيم والمبادئ..فلا تتصفحين صفحة منها إلا وتجدين معول لتحطيم شيء من القيم الإسلامية أو الأخلاقية ..أو يجرئ عليها !! لأن المسئلة مسئلة غزوا فكري مسموم ..
تجدينها تتبع قاعدة : اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس !!..وتشويه للحقائق وتتبع للسياسات التي تخدع الشعوب بالكذب !!
وتتبع قاعدة : الغاية تبرر الوسيلة ..أياً كانت هذه الوسيلة!!
وقاعدة : المصلحة المالية أولاً..ولو على حساب المصلحة الدينية أو حتى الوطنية التي يتشدقون بها ..
إذاً ماالموقف منها وما هو الحل حتى لا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى كل يوم مع إشراقة كل صباح قتل للقيم وكذب وبهتان على المصلحين والدعاة ونشر للفاحشة في الذين آمنوا وإفساد للنشء والمجتمع حتى يتحول مجتمع بلا دين يُرشد ولاهدف سامي ولا قيم أخلاقية..
و ماهي بدائل الصحافة الحمراء..والملتوية ..والهدامة..والمسمومة؟؟ كيف نتعامل مع هؤلاء المفسدين وكيف نرد عليهم ؟؟
أولاً / لابد من الصحافة البيضاء ..النظيفة.. الطاهرة..النقية ..
ثانياً / لابد من دعم الصحافة الإسلامية..بالكتابة فيها أو بشرائها وتوجيه الناس ودلالتهم عليها .
ثالثاً / لابد من دعم وتأييد الأقلام السيالة المبدعة..التي تهتم لنشر القيم السامية ونشر ماهو صالح للمجتمع .
رابعاً / رصد هذه الحركة الثقافية الهادمة مع إنكارها وبيان عارها,وباطلها وتوضيحها للناس حتى لايغرربهم السفهاء من المفسدين .
خامساً / لابد من مجاهدة الأقلام المنافقة والمفسدة بالحجة والبرهان قال تعالى: ( وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)سورةالفرقان.. أي : جاهدهم بالقرآن..
سادساً / التثبت والتبين قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)سورة الحجرات .. فليس من السهل الحكم على الكاتب أو إتهام الأشخاص فربما يكون أيضاً من المغرر بهم أو من الجهال وما أكثرهم والله المستعان ..
سابعاً /العدالة والإنصاف قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) )
ثامناً / الرد في كل الأمور لله والرسول صلى الله عليه وسلم ..قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )
تاسعاً / مزاحمة أقلام الباطل بأقلام الحق ..بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدلالة على الخير ونشر الفكر المشرق بنور العقيدة الصافية والأخلاق النبوية .
عاشراً / لابد من مقاطعة الصحافة الهابطة وعدم التسويق لمطبوعاتهم ..وخاصةً التي تفتري على الصالحين وتنشر الفاحشة بين المؤمنين وتخوض في أعراضهم ودينهم وتدس السم الفكري في كل سطر من سطور صحائفهم ..حتى لا نكون عوناً لهم في بري أقلامهم المسمومة ليقتلوا قيمنا ويفسدوا علينا ديننا ويحطموا ما يغرسه المربين الصادقين من قيم في أبنائنا ومجتمعنا بأموالنا التي ندفعها لهم .. نعم هناك صحف ومجلات يحرم شرائها لما فيها من الفساد والتضليل , وهناك أيضاً مايحرص الصالحون على توجيه الناس لمقاطعتها لما تبثه من حرب على الدين ..وهناك من الصحف مايندب ويستحسن المشاركة فيها لمزاحمة الباطل بالحق ..فأمر المقاطعة ليس سواء على جميع الصحف فهي في الخبث والفساد والإفساد والصلاح أيضاً ليست على سواء ..فالتعميم بالمقاطعة أو بعدمه غير صحيح وغيرمنطقي ..
وأخيراُ / ومن الصحافة الإسلامية الواعدة التي أنصح بدعمها وتأييدها والمشاركة فيها :
مجلة البيان
مجلة الشقائق ,مجلة الأسرة,مجلة مساء,مجلة حياة,مجلة المميزة,
مجلة بث, مجلة شباب ,جريدة المحايد
وغيرها كثير.............
ونسأل الله أن يخرج غيرها المزيد والمزيد ، وأن يبدل ما فسد من إعلامنا ويصلحه آمين....
ومرة أخرى بارك الله فيك أخيتي وفي جميل طرحك للمواضيع ..
وأعتذر عن الإطالة ..
الروابط المفضلة