انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: سامي ومها في قبضة "العدالة" الأميركية ... سيدة سعودية تدافع عن زوجها بشجاعة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2001
    الردود
    326
    الجنس
    امرأة

    سامي ومها في قبضة "العدالة" الأميركية ... سيدة سعودية تدافع عن زوجها بشجاعة

    سامي ومها في قبضة "العدالة" الأميركية ... سيدة سعودية تدافع عن زوجها بشجاعة
    أحمد بن راشد بن سعيّد الحياة 2003/12/5

    ذات ليلة, بينما كان المهندس السعودي سامي الحصين في بيته وبين أفراد عائلته طرق الباب عملاء المباحث الاتحادية الأميركية, وطلبوا منه مرافقتهم. كانت عملية اعتقال ليلية تذكر كثيراً من الناس في عالمنا العربي بما يعرف بزوار الفجر الذين يدهمون البيوت الآمنة, ويختطفون شبابها في ساعات متأخرة من الليل. تم اختطاف سامي (34 عاماً) الساعة الرابعة فجر السادس والعشرين من شهر شباط (فبراير) 2003. وجرى تبرير ذلك بالدفاع عن الديموقراطية, فلا ديموقراطية لمن يفترض أنهم أعداء الديموقراطية, وبقيت زوجته وأطفالها الثلاثة في حال من الذهول والحزن في آن. إلى أين اقتادوا سامي؟ وما هي تهمته؟ وهل سيطول أمد الاعتقال؟ وماذا سيحدث لسفينة فقدت ربانها فجأة؟ أسئلة حائرة دارت في ذهن مها الحصين زوجة سامي (29 عاماً) التي وصفت المشهد قائلة: "أخذوا مني رفيق دربي إلى حيث لا أعلم, داهمني الحزن على فراقه والخوف عليه حتى مرضت, وتوجهت إلى الله بالدعاء أن يمنحني الرضا بعد القضاء, وأن يجعل عواقب أمورنا إلى خير. وقد استجاب الكريم فربط على قلبي وثبتني, فله الحمد, وله الشكر".

    سرى خبر اعتقال سامي في مدينة موسكو, وهي مدينة صغيرة تقع شمال ولاية آيداهو الأميركية, وتشتهر بجامعتها التي يدرس فيها سامي الدكتوراه في أمن الشبكات الحاسوبية مبتعثاً من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالسعودية, وكان تخرجه متوقعاً في آذار (مارس) من عام 2004. تعاطف عدد كبير من الطلاب والأساتذة مع قضية سامي, لما يعرفون من حسن خلق الشاب ووداعته ونشاطه, ويذكرون موقفه بعيد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) حينما شارك في تظاهرة تندد بما حدث, وتبرع من دمه للمصابين. وما زاد تعاطف الجامعة مع سامي تهافت الاتهامات الموجهة إليه وضحالتها والتعسف الواضح في محاولة ربطه بما يوصف بالإرهاب. في ظل الحملة الشرسة على سامي لم تجد مها بداً من الوقوف أمام الإرهاب الذي تمارسه إدارة الرئيس جورج بوش بحق العرب والمسلمين, سيما أنه طاول هذه المرة شريك الحياة ورفيق الدرب. تقول مها: "إثر اعتقال سامي حدثت ضجة إعلامية كبيرة, وتوافد الصحافيون على بيتنا يتساءلون عن الأمر, فطفقت أحدثهم عن سامي الزوج والأب والطالب والإنسان. قلت لهم: إن لسامي من اسمه نصيباً, فقد تسامى عن كل رذيلة, وهو أهل لكل فضيلة, وما كان لرجل يحمل قلباً كبيراً كسامي أن يكون كما يقولون. وليس كبير القوم من يحمل الحقد". لم يكن سهلاً على مها أن تقاوم بوش ورامسفيلد وآشكروفت وغيرهم من متطرفي الإدارة الأميركية, لكن كان لا بد من التحرك, ومن العار أن تغضي الحرة على الضيم. قاومت مها ببسالة, وتحدثت للصحافة عن كل ما يؤكد براءة سامي. جمعت جاراتها الأميركيات وحثتهن على التحرك للمطالبة بالإفراج عنه. وكانت أبرز خطواتها أن نظمت حفلة عشاء كبيرة على مستوى مدينة موسكو وأرسلت بطاقات دعوة للمسؤولين, كما وزعت بطاقات دعوة خاصة على سكان المجمع الذي تقيم فيه, ونشرت دعوة عامة في الصحافة والتلفزيون, وقد حضر الحفلة قرابة مئتي مدعو. تحدث في الحفلة محامي حقوق الإنسان في جامعة آيداهو, والمشرف على برنامج سامي للدكتوراه, والمهند الابن الأكبر لسامي, ومحامي سامي, لكن مها كانت نجمة الحفلة إذ وقفت شامخة بنقابها ودافعت عن زوجها بلغة أدهشت الحاضرين وبأداء بلاغي حرك المشاعر في مجتمع يقدس الخطابة ويعامل أصحابها معاملة القادة. أعدت مها طاولة وضعت عليها نماذج لرسائل احتجاج جاهزة يقوم الحضور فقط بتوقيعها, ومن ثم يتم إرسالها إلى البيت الأبيض والكونغرس ومنظمات حقوق الإنسان. وزعت على الحضور أيضاً عشرات الفانلات المحتوية على عبارات مطالبة بالإفراج عن سامي, وحثت الجميع على المشاركة في مسيرة احتجاج ضد بقاء سامي في السجن, وارتداء الفانلات أثناء المسيرة. وبالفعل تم تنظيم مسيرة حاشدة رفعت فيها لافتات ظهرت عليها صور سامي وأطفاله, وطبعت عليها عبارات مثل: "اعملوا على جمع شمل العائلة". وسار المتظاهرون حاملين الشموع, وتم تناول الحدث في الصحافة المحلية. تقول مها: "لم يكن هدفي هو الدفاع عن سامي وحشد التأييد لإطلاق سراحه فحسب, بل كنت أسعى أيضاً للتعريف بحقيقة الإسلام وتقديمه للناس بصورته الجلية الناصعة".

    وعندما تقرر حضور أحد المسؤولين عن مكافحة ما يسمى بالإرهاب إلى المدينة ليلقي كلمة عن الأحداث, هرعت مها إلى محاميتها وطلبت منها صياغة خطاب باسمها موجه الى جورج بوش ليتم إلقاؤه أمام هذا المسؤول, وتم إعداد الخطاب وألقته المحامية أمام الحضور الذين تجاوز عددهم 300 شخص, وتحدث أيضاً أبناء سامي: المهند, وتميم, وزياد مرددين عبارات قصيرة حول شوقهم وحنينهم إلى والدهم. ولما بدأ العام الدراسي الجديد في أواخر آب (أغسطس) 2003 كتبت مها رسالة تهنئة للطلاب الجدد باسم سامي, ونشرته في صحيفة الجامعة, كما وضعته في لوحة الإعلانات في المكتبة العامة وفي الكليات. واستغلت عقد اجتماع عام للطلاب لمناقشة شؤونهم واحتياجاتهم, فذهبت إليه (على رغم أنها لم تكن من المنتسبين الى الجامعة) وخاطبت الطلاب في شأن سامي قائلة إنه كان معهم قبل عام شعلة من نشاط, وهو الآن يقبع في زنزانة انفرادية من دون محاكمة ولا ذنب جناه. وامتد نشاط مها إلى استراحة الطلاب, حيث وضعت طاولة خاصة بالقضية, تتوسطها لافتة كتب عليها "سامي يحتاج إلى دعمك" وبجانبها صورة لأطفالها. تذهب مها إلى هذا المكان كل أربعاء وتمكث فيه ساعتين على الأقل, وتوزع مطويات عن القضية, وتجمع أكبر عدد ممكن من توقيعات الطلاب على نماذج الاحتجاج. تراسل مها عشرات الصحافيين وناشطي حقوق الإنسان في أميركا الشمالية وأوروبا, وتحثهم على تبني قضية سامي, في الوقت الذي تقوم فيه بتزويد موقع www.samiomar.com الذي أنشأه أصدقاء سامي بالمعلومات والصور. وامتد نشاط مها إلى كل الولايات, فتناولت القضية وتداعياتها في برنامج بثته شبكة إذاعية على مستوى البلاد.

    أصبح منزل سامي/ مها مقصداً لمراسلي الصحف ومحطات التلفزيون والجيران المتضامنين. تقول مها إن جيرانها "يشعرون بالعار من الذي حدث لها ولأسرتها". أثمرت جهود مها, فالرسائل المتعاطفة تنهال على بيتها من كل أنحاء الولايات المتحدة, وهي تقول إنها لا تستطيع إحصاء البطاقات المعبرة عن الدعم والمساندة والتي تتدفق على عنوانها. احدى الرسائل التي وصلتها بعث بها طبيب يعرض اقتطاع جزء من مرتبه الشهري مساعدة لها ولأطفالها, أو التكفل بإقامتهم. تذكر مها وأطفالها أنهم ذات صباح وجدوا كيساً عند باب بيتهم فيه ثلاث قصاصات مكتوب فيها عبارات تضامن مثل "قلوبنا معكم".

    ضاق رجال المباحث الأميركية ذرعاً بنشاط مها وحاولوا إرهابها عبر مباغتاتهم المتكررة لبيتها, لكن ذلك لم يوهن عزيمتها. أخيراً قبضوا عليها وخيروها بين المحاكمة أو الرحيل الفوري عن البلاد, وأمهلوها خمس دقائق لاتخاذ القرار. اضطرت للقبول بالمحاكمة. نشرت بعض الصحف مقالات تشيد بمها وبنزاهتها, وردت الحكومة ببيانات صحافية تتهم مها بكراهية أميركا, واستندت في ذلك إلى مكالمات هاتفية مسجلة لها, بيد أن ترجمة هذه المكالمات كانت سيئة ومليئة بالتحامل وسوء النية. كان رأي المباحث الاتحادية أن مها امرأة ذات ميول إرهابية في الأصل, ولذا اختارت سامي زوجاً. عقدت المحاكمة, وحكم على مها وطفلين من أطفالها بالرحيل عن الولايات المتحدة في مدة أقصاها أربعة أشهر, أما الطفل الأصغر فيمكن له البقاء, نظراً لأنه ولد في أميركا ويحمل جنسيتها.

    تذهب مها كل نهاية أسبوع لزيارة زوجها في سجنه في مدينة بويزي التي تبعد نحو 800 كلم جنوبي موسكو. مدة الزيارة نصف ساعة, ويسمح لهما باللقاء عبر نافذة زجاجية صغيرة لا يتجاوز طولها ثلاثين سنتيمتراً, وتتحدث معه عبر الهاتف. لكنها في كل مرة تهمس لزوجها بعبارات تشد من أزره وتخفف لوعته. تقول له ما قالته خديجة بنت خويلد لزوجها (صلى الله عليه وسلم): "والله لا يخزيك الله أبداً. إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق".

    ما زالت مها تقاوم الضغوط الرهيبة التي تمارس عليها وتبذل المستحيل لإنقاذ شريك حياتها من براثن (العدالة) الأميركية. عشرة أشهر مرت تغيرت خلالها حياة مها, أصبحت محامية وصحافية وخطيبة وناشطة حقوق إنسان. أصبحت لأولادها أماً وأباً. مها لا تقود السيارة, لأن نظام آيداهو يمنع القيادة بالنقاب, ولذا تقضي شؤونها مشياً على الأقدام. تقول: "أصطحب أطفالي معي إلى كل مكان, وعندما أوصل أولادي إلى المدرسة أقضي ساعات النهار خارج البيت. لم أدع طريقاً لدعم قضية سامي إلا سلكته, لا يهم إن كان الجو ماطراً أو ساخناً أو بارداً. المعاناة كبيرة, لكن أجر الله أكبر, وطيف أبي مهند يراودني ويسري عني ويخفف ما يصيبني من الأذى". مها تحزم أمتعتها للعودة إلى الوطن, فلم يعد في القوس منزع لمزيد من المقاومة, وان كان في الصدر متسع من إرادة صلبة وعزيمة لا تلين. تقول: "يتساءل الأطفال: هل نسافر ونترك بابا هنا؟". تكفكف مها دمعة ساخنة وتتمتم بالدعاء: "أسأل الله الذي رد موسى إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن, ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب أن يرد إلينا سامي. إن ربي لطيف لما يشاء. ما زلت في انتظار موعود الله باليسر بعد اليسر, ومن أوفى بعهده من الله, والله خيرٌ حافظاً, وهو أرحم الراحمين".

    وفيما تستعد أسرة سامي للعودة, ينتظر سامي محاكمته في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. قضية سامي شاهد حي على المأزق الأخلاقي والسياسي الذي تتخبط فيه أميركا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر), وهي أيضاً شاهد على هشاشة الديموقراطية الأميركية التي لم تصمد في أول امتحان حقيقي لها, فضحت بقيمها ومؤسساتها وشعاراتها أمام قربان التعصب, زاجة بمئات المسلمين خلف القضبان بتهم أكثرها ملفق ومصطنع, ومقيمة معسكرات اعتقال جماعية خارج حدودها. لكن قضية سامي هي أيضا قضية أمة يراد لها أن تبقى رهينة سجن كبير, وعنوان لحضارة جميلة متسامحة تنفض عنها الغبار وتتهيأ للانبعاث من تحت الركام.

    * أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    أمريكا
    الردود
    36,171
    الجنس
    امرأة
    لا حول ولا قوة إلا بالله!
    سبحان الله، هذه القصة كأنها قصة ربيع حداد الذي كتبت عنه من قبل، وقبل فترة تم ترحيله في منتصف الليل، والحمد لله عائلته لحقت به، وهم الآن ينتظرون مولوداً ولله الحمد.
    ولأجل كل المعتقلين بلا ذنب من المسلمين، قد قام مسجدنا بالاتحاد مع مؤسسة حقوق الإنسان هنا وقد رفعوا قضية ضد الحكومة، وعلى أمل أن يربح المسلمون القضية وتتوقف هذه المعاناة ويوضع وجه آش كروفت في التراب دعواتكم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الردود
    196
    الجنس
    رجل



    الله المستعان ...

    الله ينصرنا وينصره عليهم ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    استودعكم الله
    الردود
    4,937
    الجنس
    لا أقول غير

    حسبي الله نعم الوكيل

    استودعكم الله أخواتي في لك
    كم أحببتكم
    ويشهد الله على ذلك أرجوا أن لا أجد في قلبكم عليه لا حقد ولا زعل

    نحلـة لكِ

    واااااااااااو تعالوا تفرجوا شيء روعه ملمع وكمان مثبت
    OoOoOحصــاد مواضيعي في لكِ OoOoO
    كريم أساس قمه في الروعه يصلح فقط للأفراح
    كريم أساس ماكس فكتوري بنات هذي تجربتي معه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الموقع
    في بلد الروائع
    الردود
    1,870
    الجنس
    لاحووووول ولاقووووة الا بالله العلي العظيم

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 7
    اخر موضوع: 29-03-2011, 05:37 PM
  2. ╝◄ ":":":":":"برنامج يرى صورتك بعد 40 عاما":":":":":":"اسرعوا►╚
    بواسطة sangzodia في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 1221
    اخر موضوع: 25-03-2008, 01:15 PM
  3. الردود: 0
    اخر موضوع: 18-08-2007, 03:24 PM
  4. بعد 65 عاماً من "الإهانة" عجوز "تخلع" زوجها حتى لا تراه في "الآخرة"
    بواسطة أبو عبدالرحمن في الملتقى الحواري
    الردود: 9
    اخر موضوع: 26-01-2006, 10:43 AM
  5. الردود: 5
    اخر موضوع: 01-09-2005, 10:20 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ