السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

ماذا ينقمون من بلاد الحرمين؟!

إن الحمد لله ؛ نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

فإن أحسن الكلام كلام اللّه ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

أما بعد :
جعل الله أرض الحرمين آمنة إلى يوم الدِّين، منذ أنْ أمر خليلَه إبراهـيم أن يُؤذِّن في الناس بالحج ليفدوا إلى بيــته الحـــرام مِــن كـلِّ فـجٍّ عــميق؛ كما قال -تعالى-: {وأذن في النــاس بالحج يأتوك رجـــالا وعــلى كل ضامـر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم}، وقال -تعالى- ممتنّاً على أهل بلاد الحرمين المقدسة-: {أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء}، وقال -أيضاً-:

{فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.

والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولئن نزلت بعض هذه الآيات في مشركي مكة: غير أنّها شاملة لأهل الحرم إلى يوم الدِّين، هكذا أراد الله لبيته وحرمه أن يظل واحة أمن وأمان ليأتي إليه الحاج والمعتمر والزائر دون أي خوف أو إزعاج، ولكن يأبى (خوارج العصر) دعاة وهُواة التَّفجير إلا أن يعملوا على زعزعة أمن الحرمين ضاربين بعرض الحائط الآياتِ والأحاديثَ المحذرةَ من إيذاء المسلمين وترويعهم وقتلهم! فكيف إذا كان ذلك في أشرف وأطهر بقاع الأرض في حرم الله الآمن وأرضه وجواره؟! والله -عزَّ وجل- يقول:{ومن يرد فيه بإلحادبظلم نذقه من عذاب أليم} .

إنّ مجرد تحديث النَّفس بالإلحاد في الحرم جُرْمٌ عظيمٌ، وذنبٌ كبيرٌ، فكيف بمن سفك الدم الحرام في البلد الحرام؟

كيف بمن فخَّخ المصاحف بالمتفجرات ويزعم أن ذلك جهاد وفداء؟!

إنّ أولئك البغاة الذين يسعون في أرض الحرمين وفي غيرها من أرض الإسلام فساداً إنّهم في الحقيقة يَخدِمُون أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وسائر أعداء الدِّين؛ لأنّ أعداء الإسلام يفرحون ويطربون بل ويرقصون طرباً عندما يلحق الأذى بدولة إسلاميّة وعلى الأخص الدولة الإسلامية الراعية للحرمين الشريفين، الحامية لهما النّاشرة لعقيدة التوحيد في بلاد العرب والعجم.

فلماذا هذه الهجمة شرسة من الداخل والخارج على بلاد الحرمين لماذا؟!

لأنّها المعقل الأخير للإسلام، ولأنّها تقيم شرع الله على أساس كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتنشر التوحيد في ربوع الأرض، فلا بدَّ من محاربتها وإضعافها وإشغالها بالفتن!! ولا بدّ من زعزعة أمنها لزعزعة الثقة فيها وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية مقدساته؛ لمنع الحجيج والزّوار والعُمّار من المجيء إليها، فيضعف اقتصادها، وتنشغل عن واجباتها المقدسة في خدمة الحرمين وخدمة الإسلام والمسلمين.

ثم؛ وإنَّ الذين يتهمونها ظلماً وزوراً برعاية الإرهاب تارة هم أنفسهم الذين يشمتون فيها بفعل هؤلاء السفهاء القتلة من خوارج العصر وبغاته، فانظر كيف يلتقي هؤلاء على هدف واحد وغاية واحدة ولو بغير قصد؟!

وصدق الله حيث قال: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}، فأعداءُ الإسلام في الشرق والغرب لن يرضيهم شيء إلا أن تنسلخ الأمّة من دينها انسلاخ الحيّة من قشرها حكّاماً ومحكومين، ويلحقوا بالغرب عقيدة وحضارة وثقافة وأخلاقاً.

وهذا -بإذن الله- لن يكون ما دام فينا كتابه وسنَّة نبيه وما دام فينا علماء ربّانيون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنّكر ويجاهدون بلسانهم وبنانهم وبيانهم، يقمعون فتنة كُلِّ خارجي مارق ومبتدع ضال ويحذرون من مؤامرات أعداء الإسلام وينصحون ولاة أمورهم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم برفق وحكمة؛ لِيُعينوهم على الشيطان ولا يُعينوا الشيطان عليهم، يدعون لهم بالخير ولا يدعون عليهم بالويل والثبور.

حفظ الله بلاد الحرمين خاصّة وأرض الإسلام عامّة من كلِّ متآمر سواءٌ كان من أعدائنا الظاهرين أم من أبناء جلدتنا المتخفِّين وراء الإسلام -زعموا-، وهو منهم ومن أعمالهم براء، والله من ورائِهم جميعاً محيط لا إله غيره ولا ربَّ سواه.

منقول

حفظ الله بلاد الحرمين خاصّة وأرض الإسلام عامّة من كلِّ متآمر سواءٌ كان من أعدائنا الظاهرين أم من أبناء جلدتنا المتخفِّين وراء الإسلام -زعموا-، وهو منهم ومن أعمالهم براء، والله من ورائِهم جميعاً محيط لا إله غيره ولا ربَّ سواه...

بارك الله فيك.

وبارك فيك أخيتي الحبيبه

غريبة الروح