الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ............... أما بعد ..

فقد أمسيتُ البارحة في غمٍ وهمٍ وأهوالٍ وأحوالٍ ثقيلة على النفس ، وسهرتُ وبات الليل يقظان معي ،

وبقيت مُتَململاً أتقلب بين الغم والهم ، فأغمضتُ عيني لعلي أقذَفُ إلى عالم آخر .... ولكن هيهات هيهات .

فهِـمتُ على وجهي متفكرًا في حال هذه الأمة وما أصابها من ذلٍ وهوانٍ ، وقلتُ : إن الحرب على الإسلام

لا يختلف في ذلك إثنان ولا ينتطح في ذلك عنزان .

ولكن أين القابضون على الجمر...إنهم هناك ... رأيتهم قد وقفوا على أطلال أمةٍ محا الظالمون عزها

ويسعون لمحو دينها .

أصبح المسلمُ متهَمًا في كل بقاع الأرض والواجب عليه أن يثبت براءته ....يتهمون ديننا بأنه دين إرهاب

وقتل وإبادة !! ...

لقد تكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...

فلماذا ؟؟ قلت : نعم إنه هو ..

الوهن وما أدراك ما الوهن ، أحببناها فأبغضتنا ... قربناها فأبعدتنا ..لماذا ؟؟ لحبها وكراهية الخروج منها..

لذا علمتْ أممُ الكفر بحالنا فهي تدعو بعضها بعضًا ، وتجتمع ُ للتآمرِ على الإسلام ودولته وأهله ..

ومن قرأ تاريخ الحروب الصليبية عرف خبايا الحرب بل الحروب المنتظرة ..

فهذه أمتي وهذا ما يحاك ضدها !!

إن أمم الكفر لم تعد تهاب المسلمين ، لأنهم فقدوا مهابتهم بين الأمم ، ولم يعد لسلاحهم أي فاعلية... فيهم

يضرب المثل على الشتات والظلم والكبت وبأسهم بينهم شديد، هم مضرب الأمثال اليوم على كل قبيح ...

بعد هذا التفكير المُخزي ... تناولت كتابًا بالقرب مني .... وإذا فيه بشائر ... وبشائر ...عظيمة ...

تحاورت معي نفسي وأنا أقرأ ذلك الكتاب .....

قلت : أمتي ذليلة والدين يحارب ... والعرب يستنكر منهم البشر فهم عدوى كعدوى الجرب ....وتوقفت

الدعوة إلى دين الله ، فهل سيأفل نجم الظهور- لا قدر الله - ؟ إذن لماذا أظلم المستقبل في وجوهنا ؟!

جاءت البشارة من نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم:

( لا يذهب الليل والنهار حتى تُبعد اللات والعزى . فقالت عائشة : يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله:

( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) أن ذلك تامًا .

قال : إنه سيكون من ذلك ماشاء الله ). الحديث .

فقلت : ولكن لا حول لنا ولا قوة ، يصفنا كل من الصليبين واليهود( بالرجل المريض)، وأصبحنا في ذيل

القافلة البشرية ؛ مرتعًا لكل ناعق ، واستنسر بأرضنا الباطل وأهله ، وتكلم في أمرنا كل دجال ومارق .

لقد وخزت الأمة الإسلامية بالإبر السامة المليئة بجراثيم الوهن والذل ... فأنى لنا التمكين ..

فألجمتني هذه البشارة ، وشحذت همتي وبددت اليأس وقذفت به بعيدًا...

قال صلى الله عليه وسلم :

( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها ) .

قلت في تردد: ولكن سرى بحديث الليل الركبان ، الإسلام يمنع من نشره بحجة الإرهاب ... والقرآن يمنع

بحجة التطرف ، والسنة تُمنع بحجة الغلو ...

فكانت الثالثة تلوح كالبرق أمام ناظري ...

قال صلى الله عليه وسلم :

(ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك اللهُ بيت مدرٍ ولاوبرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدين ؛ بعزّ عزيزٍ ،

أو بذل ذليل ؛ عزًا يعزُّ الله به الإسلام ، وذلاً يُذل به الكفر).

ولكن بلادنا قد احتُـلّت واغتُصبت ، وفي كل يوم تسقط دولة من دول الإسلام ..... لاحول ولاقوة إلا بالله ....

كم صرفتنا يد كنا نصرفها .... فقلبتُ صفحات الكتاب على عجلٍ وقلت بصوت مسموع: وجدتُها .

( عن أبي قبيلٍ ؛ قال : كُنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص ، وسُئل : أي المدينتين تـُفتحُ أولاً : القسطنطينية ُ

أو رومية ؟ فدعا عبدُالله بصندوق له حلق ؛ قال : فأخرَج منهُ كتابًا ؛ قال عبدُالله : بينما نحنُ حول رسول الله

صلى الله عليه وسلم نكتبُ ؛ إذ سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُ المدينتين تُفتح ُ أولاً : أقسطنطينية

أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدينة هرقل تـُفتح أولاً . يعني قُسطنطينية ).

ولكن متى هذا الوعد ، وكيف ذلك ونحن في حالة يُرثى لها من البعد عن الدين ...

فنظرت في ظهر الصحيفة فإذا بها :

( تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة

فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون مُلكًا عاضـّــًا ، فيكون ما شاء الله أن

تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون مُلكًا جبريًا ، فتكون ماشاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء

أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ).

فشعشع الأمل ودك جانبي القلب ..وهدأت النفس بعد اضطرابها واغترابها ....

وتلوت المعوذات ونفثتُ في كلتي يدي ومسحتُ بهما جسمي وأغمضت عيني ....وليغضب الشيطان ...

والسلام عليكم .................

كتبه أخي الفاضل : بن عبيد ...

http://www.binobaid.com/mq3-18.htm