بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله .....
كثير من المشكلات الزوجية تتعلق بالشك في شريك الحياة والامثلة لذلك كثيرة جدا اذكر
باختصار حالتين عايشتهما في العيادة قريبا :
1- احدى الزوجات حين سمعت هاتف زوجها النقال ( الجوال ) يصدر صوت استقبال رسالة
بادرت بالاطلاع عليها بنفسية مرتابة متأهبة للشك فاذا مكتوب على شاشة الجوال :
" بعد ايام سأحضنك ياحبيبي " عندها ثارت حيرتها واستعر جنونها واستشاطت غضبا
فاتصلت باهلها الذين توجهوا اليها مسرعين ثم اتجهت الى زوجها تجادله وتخاصمه وتتهمه ,
فتبسم ضاحكا من قولها وقال : اكملي الرسالة واهدئي . فضغطت باصبعها زر الجوال وهي واثقة بان اخر الرسالة ليس باهون من اولها فاذا بالعبارة التالية : " حبيبتك العطلة الصيفية "
واذا بالمرسل احد اصدقائه .
عندها تغير موقفها تلك اللحظة واتصلت باهلها طالبة منهم صرف النظر عن الموضوع .
2- احدى المعلمات المتزوجات تملك هاتفا نقالا دعتها اليه الحاجة لكنها توسعت في استعماله مع صديقاتها في امور لا داعي لها , تقول " ارسلت مرة طرفة الى احدى الصديقات ولكن يبدو اني اخطأت في الاتصال فاتجهت الطرفة الى هاتف شاب مراهق من الغازلين المحترفين الذي فرح
بذلك واخذ يكرر الاتصالات المتوالية حتى اثار الشك والريبة في نفس زوجي فانقلبت حياتي معه الى تعاسة بعد سعادة وشك بعد ثقة "
اظن ان في المجتمع وفي كثير من العيادات النفسية حالات كثيرة مشابهة لهاتين الحالتين مما ينتج عنه مشكلات اجتماعية ونفسية وخلافات شخصية كبيرة جدا وربما حصل بسبب ذلك طلاق وافتراق احباب وتفكك اسر وخصومات في المحاكم .
بعض الازواج وبعض الزوجات تميل بهم نفوسهم الى سوء الظن عند ادنى مثير للتهمة
فيبادرون باعمال متعجلة ينفذ من خلالها الشيطان فيوغر الصدور ويشحن النفوس بالغيظ
ويشعل الفتن .
وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة في حادثة االافك والتي فيها عبر وعظات فصلها الله تعالى في اول سورة النور فما اجدرنا ان نراعي اداب شريعتنا في التعامل
والاخلاق فان في ذلك حماية ووقاية من كثير من العلل النفسية والاجتماعية .
نقل من مجلة الاسرة " العدد 98 جمادى الاولى 1422ه
الروابط المفضلة