بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي بلغنا رمضان ، شهر العفو والغفران ، شهر الهدى والقرآن ، ثم الصلاة والسلام على رسول الأنام
نبينامحمد عليه الصلاة والسلام :::::::
وبعد :
اليوم يستبشر المؤمنون بإستقبال الأيام الفضائل أيام العشر الأواخر والتي كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يشد المأزر فيها ويوقظ أهله
وفي الصحيحين عن عائشة قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا دخلَ العَشرُ شَدَّ مِئزره وأحيا ليلَه وأيقظ أهلَه.)
أخواتي اقرأوا شيئاً من سيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام ، وإني وأوصي نفسي قبلكم
بأن تحذوا حذوه
فقد من هديه في هذه الأيام أنه:
*
كان يجتهدُ فيها أكثر مما يجتهدُ في غيرِهِا وهذا شاملٌ للاجتهادِ في جميع أنواع العبادةِ من صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وصدقةٍ وغيرِها؛
*
(كان يَشدُّ مئزرَه يعْني يعتزلُ نساءَه ليتفَرغَ للصلاةِ والذكرِ)
*
وسلّم كان يُحْيي ليلَه بالقيامِ والقراءةِ والذكرِ بقلبه ولسانِه وجوارِحِه لِشَرفِ هذه الليالِي وطلباً لليلةِ الْقَدْرِ التي مَنْ قامها إيمانَاً واحتساباً غَفَرَ اللهُ له ما تقدمَ من ذنبه. وظاهِرُ هذا الحديثِ أنَّه صلى الله عليه وسلّم يُحْيِي الليلَ كلَّه في عبادةِ ربِّه مِنَ الذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والاستعدادِ لذلِكَ والسحورِ وغيرها، وبهذا يحْصُلُ الجمْعُ بَيْنَه وبينَ مَا في صحيح مسلمٍ عن عائشة رضي الله عنها قالت
: ما أعْلَمُهُ صلى الله عليه وسلّم قَامَ ليلةً حتى الصباحِ)
*
كان يُوقِظُ أهلَه فيها للصلاةِ والذكرِ حِرْصاً على اغتنام هذه الليالِي المباركةِ بِما هي جديرةٌ به من العبادةِ فإنَّها فرصةُ الْعُمرِ وغنيمةُ لمنْ وفَّقه الله عزَّ وجلَّ، فلا ينبغِي للمؤمن العاقلِ أنْ يُفَوِّت هذه الفرصةَ الثمينةَ على نفسِه وأهلِه فما هي إلاَّ ليَالٍ معدودةٌ ربَّمَا يدركُ الإِنسانُ فيها نفحةً من نَفَحَاتِ المَوْلَى فتكونُ سعادةً له في الدنيا والآخرةِ
*
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يعْتَكِفُ فيهَا، والاعتكافُ: لُزُومُ المسجِد للتَّفَرُّغِ لطاعةِ الله عزَّ وجلَّ ويقول صلى الله عليه وسلم :
(إني اعتكِفُ العشرَ الأوَّل الْتَمِسُ هذه الليلةَ، ثم أعْتكِفُ العشرَ الأوسطَ، ثم أُتِيْتُ فقيل لي: إنها في العشرِ الأواخرِ، فمن أحبَّ منكم أنْ يعتكِفَ فَلْيَعْتكفْ» (الحديث) رواه مسلم
ذاك هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر ...
فكيف نحن في هذه الأيام وقد بلغنا الله إياها وعرفنا فضائلها ومزاياها ..
فماأقسانا بعد هذا على أنفسنا إن نحن فرطنا بهذه الأيام المباركة ..
فلنشمر السواعد ولنغتنم هذا الفضل الرباني
فالله تعالى أكرمنا بهذه الأيام الفضيلة فحرام وربي أن تضيع باللهو
والمعاصي .
وأخيراً :
هل سنعمر هذه الليالي فأكون أخطأت الحكم على نفسي وعليكم ؟؟
اللهم أعنا على إغتنام هذه الليالي
الروابط المفضلة