بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد ....
احبتي في الله ان هناك طرق يصان بها الابناء من هذه الدنيا وما فيها من الشرور .
ومن عمل بها سيرى نتيجة موقفه باذن الله تعالى انها التربية على اساس محبة الله ومخافته ومراقبته تعالى في السر والعلن ( اما من انشأهم على حب الدنيا وما فيها ووفر لهم سبلها فلن
ينفعهم ذلك في شيء بل قد يكون سعى في ضياعهم بغفلة منه لانه قد علقهم بامر زائل ) وقبل ان ابدا في موضوعي اود ان اؤكد بالتربية على مراقبة ومخافة الله تعالى ولنضرب مثلا لذلك ( اذا
اخفنا احد الابناء باحد من البشرية فيحتمل ان تتعلق رقابة ذلك الابن بأجل ذلك الشخص الذي
يهابه فان وافته المنية فسيعتقد ذلك الابن ان الرقابة قد انتهت بوفاته وذلك امر بالغ الخطورة ) .

[/COLOR] الى المربين في هذه الامة :
اوصي نفسي واياكم بما اوصى الله سبحانه به عباده المؤمنين قال تعالى ( يايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ايها المربون من اباء وامهات ومعلمين وموجهين ان المسؤولية عظيمة والامانة جسيمة .
ان الصدق مع الله عزوجل يستلزم ان تكونوا قدوات صالحة لمن ولاكم الله تربيته وتعليمه فمعلوم اثر القدوة في التربية وانها تفعل مالا يفعله كثير من وسائل التربية الاخرى وان الصدق في الايمان بالله عز وجل الالتزام باخلاق هذا الدين العظيم والدعوة الى الله سبحانه كل ذلك له اثره العظيم في تربية الاجيال وتعريفهم برسالة امتهم التي ينتمون اليها والعقيدة التي يجتمعون عليها .
*************
من لوازم الصدق في التربية :
ان يربط الابناء والطلاب في حياتهم بالاهداف العالية النيلة ولايربطون بالتوافه من الامور والاهداف الهابطة لان النظرة السائدة اليوم في اكثر بيوت المسلمين ومدارسهم ان طلب العلم قد ربط بالمصلحة الدنيوية وانه وسيلة للعيش ولايوجد في جو المنزل او جو المدرسة _الا من رحم الله _ من يقول للمتربي : ان لك امة تنتظرك وان لك دورا ينتظرك في الدعوة الى التوحيد وهداية الناس باذن الله تعالى والجهاد في سبيله عز وجل والذود عن حمى الامة وعقيدتها .
*************
[COLOR=darkred] كلمة اخيرة اوصي بها نفسي واخواني الاباء والامهات :[COLOR]
الا وهي الصدق مع الله سبحانه وتعالى في جعل البيت محضنا من محاضن التربية الكريمة للابناء والبنات والاخوان والاخوات والزوجات وذلك بعمارته بذكر الله عز وجل ووجود القدوات الصالحة وتطهيره من اسباب الرجس والفساد ف " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ..
ان العجب كل العجب من اناس انعم الله عليهم بنعمة الاموال والاولاد ثم هم يخربون بيوتهم بايديهم و يلقون بانفسهم واهليهم الى النار .
والله تعالى يقول ( ياايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
ان احدنا لو رأى ابنه او ابنته او اخاه او اخته او زوجته يتعرض احدهم لهلاك في الدنيا بحريق او غرق او سقوط من عل لهب مسرعا لانقاذه وان لم يكن قريبا منه صاح به محذرا من السقوط في المهلكة ..
وان الله سبحانه يحذرنا من نار تلظى لا تاتي نار الدنيا عندها الا جزءا من سبعين جزءا منها ومع ذلك لايتحرك الكثير منا في انقاذ نفسه واهله منها " قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون " . والاعجب من ذلك ان ترى بعض الظالمين لانفسهم واهليهم يجلب النار بنفسه ليحرق بها بيته واهله فامتلأت اكثر بيوت المسلمين باجهزة الفساد من اغاني هابطة وافلام ماجنه ومجلات عارية وقصص سافلة ..
فهذه والله هي الخيانة وتضييع الامانة وهذا والله مما ينافي الصدق مع الله سبحانه من اداء الامانة ورعاية العهود وما يدري المسكين انه لو مات على هذه الحالة فانه يموت غاشا لمن استرعاه الله من رعيته لانه بهذه الحالة يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة ) .
ثم الا يشعر هذا الظالم لنفسه ولرعيته ان وزر ما جلبه لبيته من الات اللهو والفساد يبقى يتابعه ويحمله على ظهره في قبره ويوم القيامة لرب العالمين وذلك بقدر ما افسدت هذه الامور في نفوس ابنائه واهله من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا . ال فلنع خطورة هذا الامر وانه جدا عظيم وانه خيانة لله ولرسوله كما قال تعالى : " ياايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون " .
اسال الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من الصادقين الذين هم لاماناتهم واعهدهم راعون ..
قال الله تعالى ( والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما )
اللهم ان نسالك الثبات في المر والعزيمة على الرشد
*************
احبتي في الله هذا الموضوع قد نقل عن كتاب ( وقفات تربوية في ضوء القران الكريم )
للكاتب : عبد العزيز بن ناصر الجليل
واخيرا اقول عذرا لاطالتي عليكم في هذا الموضوع ولكني حاولت اختصاره قدر المستطاع
وشكرا .... مع تحيات اختكم ..... ندى البستان

جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك ..