جاءت الشريعة الإسلامية بكل ما يوافق الإنسان بطبيعته وما يتطلبه في حياته و أوجدت له حلولا نموذجيه لما يمكن أن يواجهه من ثغرات أو مشكلات ولعل الطلاق من اهم الظواهر الاجتماعية التي تواجه الإنسان في حياته الذي نراه يزداد يوما بعد يوم حتى اصبح ظاهرة تؤرق علماء الاجتماع وا لمهتمين بالعلاقات الزوجية
وقرار الطلاق ليس دائما سيئا أو علامة تدل على التشاؤم أو دليلا على أن الزوجين أو أحدهما غير صالح للزواج لأنه أحيانا يكون إجابة نموذجية والوصفة العلاجية الصحيحة إذا رأت الحكمة أن الطلاق خير من الارتباط .
ولست أبرئ حالات كثيرة من الطلاق حيث تعود الى أسباب تافهة وحقيرة للغاية للشيطان الدور الأكبر فيها لكن هناك حالات يستحيل معها استمرار الزواج بأمان وطمأنينة لذا يكون الطلاق هو الحل قال تعال ( وان يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعا حكيما )الايه "النساء 130" الموضوع الذي نحن بصدده تحديداً هو سمعة المرأة المطلقة في المجتمع حيث ينظر إليها نظرة تحقير واشمئزاز ونظرة لا تليق بها حتى ولو كان معها الحق في الطلاق .
وهناك أسباب واقعية قد تبرر للمجتمع الانصراف عن المرأة المطلقة بحكم اختلاف الرجل عن المرأة بالتركيب الفسيولوجي أي العضوي حيث التغير الذي يطرأ على المرأة بعد الزواج وهو ما يطلق عليها بالثيب بعكس الرجل الذي لا يحدث له أي تغيير بعد الزواج وكذلك لتعدد الفرص المتاحة أمام الرجل لكثرة النساء الغير متزوجات وبرغم كل هذا فأن هذه الأسباب ليست مقنعة بان تجعل نظرة المجتمع للمرأة المطلقة بكل هذه السلبية والنظرة الغير عادلة .
ولعلكم أحبتي القراء توافقوني الرأي بلا تردد بان هناك من النساء المطلقات من يتصفن بالزوجة الصالحة ويتفوقن بجدارة على كثير من النساء المتزوجات ولكن لم يكتب لهن النجاح ولسان حال المرأة المطلقة يقول لماذا يعاقبني المجتمع بنظراته القاسية ؟ ولماذا أحاسب على كل صغيرة وكبيرة ولماذا تلغى كل مشاعري وعواطفي وإنسانيتي وكرامتي ؟ هذه الصرخات الصامتة التي تطلقها المطلقة لا يسمعا ضمير المجتمع مما ترك لدى بعض المطلقات نوعا من التعقيد النفسي والاكتئاب
وتبرز مأساة المرأة المطلقة في حالة وجود أخت اصغر منها على باب الزواج فللمرأة المطلقة رسالة صامته بليغة مؤثرة تريد إيصالها الى المجتمع وهي تنعكس على مظهرها النفسي والعاطفي وهي تخاطب المجتمع وجدانيا وإنسانيا موضحة حجتها بأنه ليس كل امرأة مطلقة هي امرأة مخطئة بالضرورة وان للمرأة فرصة واحدة للرجل فرص متعددة تنتهي بانتهاء مزاجه وان بعض النساء تصنع السعادة الزوجية وترسى دعائمها وتمنعها من السقوط برغم توفر فرص الانهيار التي تكون الرجل سببا فيها والمرأة كثيرا ما تكون ضحية سطوة الرجل ثم تخرج الى المجتمع في صورة مطلقة وبالتالي تسلط عليها الأضواء والنظرات السالبة ومن هنا اهمس في أذن كل امرأة مطلقة أن تخلع عنها ثوب اليأس والقنوط وان تنسج ثوب الأمل والرجاء والسعادة وان الله قد كتب عليها ذلك .
أختي المطلقة الحياة مليئة بالأزمات والمصائب ولا تتصوري أن حياة الآخرين تغمرها السعادة والفرح اسألي الله أن يرزقك زوجاً يفتح لك أبواب السعادة التي تبحثين عنها .
وفي الختام فالمرأة مخلوق مكلف وهي بشر تخطيء وتصيب وتنجح وتفشل في حياتها يفترض أن تكون نظرة المجتمع لها نظرة واقعية .








تذكير :
" أسوء أنواع الحب عندما يكون من طرف واحد









ارجو زياره موقعي عاطفيات و التوقيع في دفتر الزوار


http://www.atefiat.8m.com/main.htm