السلام عليكم ورحمة الله
قال ابن الجوزي :
" اخواني : اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر : انه بقدر اجلالكم لله ـ عز وجل ـ يجلكم ، وبقدر تعظيم قدره واحترامه يعظم اقداركم وحرمتكم 0
ولقد رأيت و الله من انفق عمره في العلم الى ان كبرت سنه ، ثم تعدى الحدود فهان عند الخلق ، وكانوا لايلتفتون اليه مع غزارة علمه وقوة مجاهدته 0
ولقد رأيت من كان يراقب الله ـ عز وجل ـ في صبوته مع قصوره بالاضافة الى ذلك العالم ، فعظم الله قدره في القلوب ، حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على مافيه من الخير 0 ورأيت من كان يرى الاستقامة اذا استقام ، فاذا زاغ مال عنه اللطف ، ولولا عموم الستر وشمول رحمة الكريم لافتضح هؤلاء المذكورون غير انه في الاغلب تأديب ، او تلطف في العقاب كما قيل :
..........................
اذكر ان شابا من الفساق كان يأتي الفواحش مع اصحاب له ، من قرناء السوء ، وفي ذات يوم وبينما كان يعزم هو واصحابه على اتيان الفاحشة ، جاء الدور عليه فدخل على المرأة ، وقرب منها ، فما نظر في عينيها اذا بها اخته !!
فياللعــــار 000
وياللشـــنار 000
تصور الحالة التي سيكون عليها هذا الرجل الشاب وقد رأى هذا المنظر الشنيع الذي لم يكن يتوقعه 0
إنه ولاشك يتمنى أن الارض ابتلعته قبل ان يشاهد ذلك المنظر الفظيع ، ولله در الامام الشافعي عندما قال :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبو ما لايليق بمســلم
ان الزنى دين فان اقرضــه كان الوفا من اهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعـا سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجـد ماكنت هتاكا لحرمة مســلم
من يزن يزن ولو بجـــداره ان كنت يا هذا لبيبا فافهــم
* * *
وها هو رجل كان له عبد يعمل بمزرعته ، فقال له سيده ذات يوم : ازرع القطن برا ، ثم ذهب وتركه ، وكان هذا العبد لبيبا عاقلا فما كان منه الا ان زرع القطن شعيرا بدل البر ، ولم يأت ذلك الرجل الا بعد ان استوى ، وحان وقت حصاده ، فجاء فاذا هي قد زرعت شعيرا ، فقال الرجل : قلت لك ازرعها برا فلم زرعتها شعيرا ؟!!
قال العبد : رجوت من الشعير ان ينتج برا 0
قال الرجل : يا أحمق ، او ترجو من الشعير ان ينتج برا ؟!
قال العبد : يا سيدي افتعصى الله وترجو رحمته وجنته ؟!
عند ذلك ذعر الرجل وخاف واندهش ، وتذكر انه الى الله ـ تعالى ـ قادم ، قوال : تبت الى الله ، وانك حر لوجه الله 0
* * *
* * *
ذكر العلماء ان رجلا كان عنده والد كبير امتدت به الحياة فتأفف من خدمته والقيام بأمره ، فاخذه في يوم من الايام على دابة الى الصحراء ليذبحه ، فلما وصل بوالده الى صخرة هناك انزله ، قال الوالد : يا بني ماذا تريد ان تفعل بي ، قال : اريد ان اذبحك ، قال الوالد : اهذا جزاء الاحسان ؟ قال : لابد اتعبتني ، قال الوالد : ان ابيت الا ذبحي ، فاذبحني عند الصخرة الثانية ، قال الولد : ولم يا ابت ؟ ماذا يضرك لو ذبحتك عند هذه او تلك ؟ قال : انا كنت قبلك عاقا لوالدي ، وذبحته عند تلك الصخرة ، فاذا كان الحزاء من جنس العمل فاذبحني عند الصخرة الثانية ، ولك يا بني مثلها ان امتدت بك الحياة 00
وكان رجل عنده حانوت في السوق وهو من الصالحين ، وكان يبيع ويشتري ، وكانوا يستقون الماء باجرة ، فكان رجل يحمل لبيته كل يوم قربتين من الماء ، فيطرق الباب ، يولي ظهره للباب وللاهل ، فتخرج الاهل ، وتأخذ القربتين ، وتفرغهما ثم تضعهما ، فيأخذ هذا الرجل قربتيه 0
وذا يوم وبينما كان زوج هذه المرأة يبيع ويشتري اذ اغواه الشيطان عندما اشترت امرأة منه شيئا فمد يده اليها ، والسقاء لماجاء لبيت هذا الرجل وطرق الباب ليضع القربتين ، مدت المرأة يدها لتأخذ القربتين ، فمسكها من يديها ، قالت المرأة : سبحان الله ! ماذا حصل ؟ !! هذا ليس من عاداته ، وبعدما وقع الرجل ـ زوج هذه المرأة ـ فيما وقع فيه عاد الى بيته وقد ضاقت عليه الارض بما رحبت ، فسألته امرأته عن السبب في كون وجهه متغيرا ، فمازالت به حتى اخبرها انه مسك يد امرأة بغير حق عن طريق الحرام والشهوة ، فقالت : جازاك الله في اهلك 0
وصدق الله اذ يقول : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ) (النساء:123)
نعم والله أنها الحقيقة
وهذا شهر الخير
وأيضا شهر أستغله أهل المنكرات والمعاصي بالشر
الروابط المفضلة